الراي: جرْح 9 لبنانيين في أحداث أبيدجان

بدأت مأساة لبنانيي ابيدجان، تتخذ بُعداً دراماتيكياً جديداً ينذر بان يتحوّل معه هذا الملف «قنبلة» سياسية وانسانية «تنفجر» في بيروت، مع المعلومات عن سقوط تسعة جرحى في الاحداث التي يشهدها ساحل العاج برصاص طائش، عُرف منهم محمد بسمة ومصطفى حيدر (اصابته خطرة).

وعاشت بيروت امس لساعات تحت وقع «الصدمة» مع تحدث معلومات عن مقتل لبناني من آل بسمة في ابيدجان، قبل ان تؤكد التقارير الاخرى انه لم يُسجّل وقوع ضحايا بين اللبنانيين بل سقوط جرحى.
وزاد بدء دفع اللبنانيين «فاتورة دم» في ابيدجان، من إرباك السلطات الرسمية المحلية التي دهمها هذا الملف اولاً في ضوء القصور في الرؤية حيال سبل مواكبة «العاصفة» التي هبّت على ساحل العاج والتي وُضع نحو 100 الف لبناني «في عينها»، وثانياً في ظلّ دخول هذه القضية على خط «التوتر العالي» السياسي ولا سيما بعد اتهام بعض الاطراف وزير الخارجية علي الشامي ومرجعيته السياسية، اي رئيس البرلمان نبيه بري، بجعل لبنانيي ساحل العاج «طرفاً» في الصراع على السلطة بين الرئيس المعترف به دوليا الحسن واتارا والرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو من خلال الايعاز الى السفير علي عجمي بالمشاركة في حفل تنصيب غباغبو، سابقا.

ووسط صرخات الاستغاثة التي تملأ شاشات التلفزة وتحذّر من «فظائع» يتعرّض لها هؤلاء «ولا نريد كشفها كي لا نخيف اهلنا في لبنان» كما قال احد ابناء الجالية في ابيدجان، بدت الجهود الرسمية لإنهاء هذه المأساة في سباق فعلي مع التطورات العسكرية المتسارعة ومع استمرار «النزف» في مقدرات الجالية اللبنانية التي اصيبت بأضرار بمئات ملايين الدولارات، من دون ان تظهر في الافق اي خطة ممنهجة لتوفير «بوليصة تأمين» عشرات آلاف اللبنانيين المتروكين لـ «قدَرهم».
وعلى وقع صيحات التنديد بسلوك الخارجية حيال عملية إجلاء اللبنانيين من ساحل العاج التي أطلقها المئات من اهالي هؤلاء اول من امس امام مقر الوزارة في بيروت رافعين الصوت «اي، يللا، الوزير اطلع برا»، توالت التقارير الى العاصمة اللبنانية عن تضييق الخناق أكثر فأكثر على اللبنانيين مع استمرار المعارك في ابيدجان حيث يتعرض السكان فيها وفي مناطق محيطة بها لتهديدات من قطّاع الطرق والمسلحين.

وحاول لبنان الرسمي تكثيف اتصالاته الدولية في اطار السعي لتأمين إجلاء ما أمكن من رعاياه ولا سيما ان مطار أبيدجان اصبح بعهدة قوة الامم المتحدة.
وبرز في هذا الإطار، اتصال رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حيث بحث معه في الاجراءات التي يمكن للقوات الدولية الموجودة في ساحل العاج القيام بها للمساعدة في حماية اللبنانيين في ابيدجان والمساهمة في اجلاء من يرغب منهم. علماً ان الحريري كان اتصل بالرئيس العاجي المنتخب الحسن وتارا محاولاً تأمين مظلة سياسية للبنانيين. كما يفترض ان يكون مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام طلب من بان امس، باسم الدولة اللبنانية نشر قوات للامم المتحدة في أكثر المناطق التي يقطنها لبنانيون ومساعدتهم قدر الامكان على تخطي الظروف الصعبة ريثما تسمح الامور باجلائهم عن الساحل العاج. واوضح السفير اللبناني في ساحل العاج «ان وضع الجالية هناك يشارف الوصول الى مأساة إذا لم يتم الوصول الى حل لأزمتهم»، موضحاً انه تم إجلاء 32 لبنانياً يوم الاحد بواسطة طائرة فرنسية، ولافتاً الى «ان اللبنانيين الموجودون في القاعدة الفرنسية يبلغ 700، أما عدد الراغبين بالخروج من البلد فهو 10 آلاف».

السابق
ساحل العاج: فرصة الحسم العسكري تعزز آمال اللبنانيين بانفراج قريب
التالي
أبيدجان: قوات وتارا بدأت الهجوم وباريس تشارك إلى جانب الأمم المتحدة