الانباء:ميقاتي لحكومة تكنوقراط “مطعّمة”: ليقبل من يقبل وليرفض من يرفض

دخل لبنان اعتبارا من نهار أمس، الاسبوع العاشر على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة، فهل يكون الاسبوع الاخير في المشهد الحكومي، أم أننا أمام حبل من مسد..؟

العماد ميشال عون الذي يوصف بمعرقل الحكومة الاساسي، قال أمس ان الحكومة ستتشكل بميقاتي أو دونه، واعتبرت اشارته بداية سريان مفاعيل الوساطة التي قامت بها أكثر من جهة، بينه وبين الرئيس المكلف ميقاتي، لتبريد الاجواء وتهدئة الخواطر.

لكن النائب العوني سليم سلهب، أكد على القول: الداخلية لنا! ما يعني «مطرح يا ماشي»، وردت أوساط ميقاتي بالقول انه يتحرك من منطلقات دستورية، وانه لن يفرط فيما منحه اياه الدستور من صلاحيات، واعتبرت أن الكلام عن امكانية اعتذار الرئيس المكلف، ليس واردا في حسبانه.

بيد أن قناة الـ «او.تي.في» الناطقة باسم التيار العوني تحدثت عن تحركات منتظرة اعتبارا من نهار أمس، لتدوير الزوايا وتقليص النتوءات، في اطار تطور جديد يحظى بموافقة الجميع، والاشارة هنا تتصل بمسعى مباشر للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله باتجاه العماد عون، بناء لرغبة الرئيس المكلف، الذي تلقى نصيحة من الحزب بالمزيد من الروية والتريث، بانتظار الجهود المنوي بذلها.

وعلى هذا فقد أحجمت أوساط ميقاتي عن الرد على كلام عون الاخير في العشاء الذي أقامه أطباء التيار الوطني الحر، والذي أوحى فيه بمسؤولية ميقاتي عن تأخير تشكيل الحكومة.

لا مهلة عشرة أيام

وفي السياق عينه، نفى رئيس مجلس النواب نبيه بري ما تردد عن أن ميقاتي أمهل الاكثرية الجديدة عشرة أيام لتأليف الحكومة، وقال بري لـ «النهار» ان هذا الكلام عار من الصحة وان الرئيس ميقاتي يتابع بذل جهوده.

لكن في معلومات لـ «الأنباء» انه خلال وجود ميقاتي في دار الفتوى يوم السبت ذكرت أوساطه لـ«الأنباء» انه أعطى نفسه مهلة جديدة لتشكيل الحكومة حتى السبت المقبل. دون اشارة الى ما بعد ذلك الموعد.

جولة الراعي على المرجعيات

ميقاتي أقام ظهر أمس الاثنين مأدبة غداء على شرف البطريرك بشارة بطرس الراعي في منزله في فردان، بعد جولة «رد زيارة» قام بها البطريرك الى الرئيس بري ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وشيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن والمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى.

حرب يرجح اعتذار ميقاتي

غير أن وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال بطرس حرب، أعرب عن اعتقاده بان الرئيس المكلف لن يتمكن من تشكيل حكومة في الظروف الحالية، مرجحا اعتذار ميقاتي، الا اذا حصلت مفاجأة نتيجة ضغط ما من الخارج لتسهيل عملية التشكيل.

بدوره، رأى النائب عاصم عراجي، عضو كتلة المستقبل النيابية، ان ميقاتي لن يستطيع تأليف الحكومة، واذا فعل، فستكون حكومته ضعيفة، متوقعا ان يصطدم بالشروط التعجيزية التي يفرضها عليه حلفاؤه.

والصفدي لا يستطيع

وردا على سؤال حول احتمال تسمية الوزير محمد الصفدي لرئاسة الحكومة حال اعتذار ميقاتي، قال عراجي: اعلم ان هناك نوابا في جبهة النضال الوطني وافقوا على تسمية ميقاتي لرئاسة الحـكومة، لكنهم لا يوافــقون على تسـمية الصفدي.

وتابع قائلا: أنا لا أرى أن الصفدي يستطيع تشكيل الحكومة، ولا بالتالي القبول بما رفضه ميقاتي، كما أنه لا يستطيع الخروج من ثوابت دار الفتوى.

بيد أن وزير الزراعة حسين الحاج حسن، (حزب الله) طمأن الى ان الاتصالات الجارية على مستوى الاكثرية الجديدة ستتوصل الى تشكيل حكومة ترعى قضايا الناس.

صحيفة «السفير» القريبة من الاكثرية الجديدة نقلت عن الرئيس ميقاتي انه لا يمانع في تمثيل سنة المعارضة السابقة، بل هو يريد أن يكون تمثيل هذه الشريحة ضمن حصته الحكومية، لكنه يريد أن يكون شريكا بالتسوية وهذا حق لا يتنازل عنه.

ميقاتي: ليقبل من يقبل..

ورد ميقاتي بالقول انه يريد ان يشعر حتى من قرر عدم المشاركة في الحكومة، بأنه مشارك فيها عبر بعض الشخصيات المقبولة، كما لن يقبل أن تفرض عليه شروط تنتقص من دوره، ولن يضع الحكومة تحت رحمة أحد. وانه اذا لم يتمكن من تشكيل حكومة سياسية فسيشكل حكومة تكنوقراط مطعمة بسياسيين وليقبل من يقبل وليرفض من يرفض.

السابق
“فايسبوك” النوّاب… برلمان متنقّل
التالي
الحكومة الجديدة المتأخرة