يوسف سكيكي يغادر مقعد الدراسة والتظاهرات

على غير عادته «تخلّف» يوسف إبراهيم سكيكي عن المشاركة في تظاهرة عمشيت المنادية بإسقاط النظام الطائفي في لبنان. فضّل يوسف، ابن الخمسة عشر ربيعاً، الاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع في الطبيعة الخلابة لقريته عين بعال مع أحب أصدقائه وعائلته.
لكن الموعد الذي ضربه مع زملائه في متوسطة بلدته في اليوم التالي، ومع رفاقه في «اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني» في تظاهرة صيدا المقررة الأحد المقبل لن يبصرا النور، بعدما انطفأت إشراقة عيني الفتى إلى غير رجعة. لم يخطر ببال يوسف الذي كبر قبل أوانه، وشرب حليب التظاهرات والاحتفالات منذ خمسة أعوام برفقة والده وأعمامه، أن زهرة عمره ستذبل وتسير وراء جنازته المهيبة قافلة من الدموع التي ذرفت إيذانا بالوداع الأخير.
على مسافة قريبة من منزله، كان تلامذة «مدرسة عين بعال» ساكنين وغاضبين أمس. وكان مقعد الدراسه الذي يتقاسمه مع أحبّ زملائه شاغراً إلا من وردة حمراء. رفاق يوسف في الاتحاد، وتلامذة المدرسة ومدرسوها وحشد من المحبين، مشوا جميعاً خلف نعشه المتواضع. ووري يوسف في الثرى على مرمى عين من منزله، فيما لم يبق للوالدين المفجوعين وأشقائه الصغار، وكل من عايشه في عمره القصير إلا الصبر والذكرى.
(الفتى يوسف قتل بطلق ناري من سلاح للصيد عن طريق الخطأ مساء الأحد الماضي).

السابق
الشباب والإنترنت والثورات العربية
التالي
“المرابطون”:المحاصصة تطيل من امد حكومة تصريف الاعمال