الولادة عندنا

الذين عايشوا الحرب الاهلية والمرحلة ما بعدها، كانوا متأكدين من ان لبنان لن يبقى في منأى عما يجري في هذا البلد العربي او ذاك.
كانوا، وكاتب هذه الكلمات منهم، يقولون لبعضهم ما كان يقال قبل ثلاثين او عشرين سنة: "كلما حبلت في الخارج ستكون الولادة في لبنان".
هكذا الى حين اعلن عن "اختفاء" سبعة اشخاص من التابعية الاستونية، الاسبوع الماضي، بعد خمس عشرة دقيقة من تجاوزهم الحدود السورية في اتجاه لبنان.
لنا ان نقول: ما هذه المسرحية السخيفة؟ او نقول: من كان يعرف موعد دخولهم الاراضي اللبنانية؟ او نقول: انهم من هواة الدراجات الهوائية فماذا يفعلون في منطقة ديرـ زنون؟
هناك، ثمة مناطق عسكرية قريبة، للجيش اللبناني تواجد، ولمنظمات فلسطينية تواجد ولاطراف محلية تواجد. اذاً من من هؤلاء هو الخاطف؟
استونيون؟ مهلاً ربما افترض الخاطف انهم من اوكرانيا وثمة حادث وقع هناك قبل فترة لأحد الرعايا العرب ثم قيل انه نقل بعدها الى اسرائيل؟
لنفترض ذلك، كيف عرف الخاطف بموعد وصولهم وجهز لذلك مجموعة مسلحين و"فان"؟
المهم.. والبلد مشغول بالاستونيين، تنفجر رزمة ديناميت على مدخل كنيسة في منطقة زحلة القريبة.. ثم تتحرك تظاهرة امام سفارة سوريا في محلة الحمراء في مواجهة متظاهرين آخرين؟!
ارجو ان اكون مخطئاً ولكن ثمة من يتحرك لتحضير وسائل تنفيس الاحتقان عنده، بنقل الكاميرا الى لبنان.. كان الله في عوننا.

السابق
خلاف الأحجام نحو الحل.. أم نحو حكومة أمر واقع
التالي
هل إسرائيل مستعدة لشرق أوسط جديد؟