المياه وصلت أخيرا إلى بنت جبيل ومرجعيون

(خاصّ الموقع)

حتى منتصف الشهر الآتي تصبح خزانات المياه الجديدة في بلدتي بنت جبيل ومرجعيون، والتي يتم تشييدها على نفقة البنك الاسلامي للتنمية المموّل من دولة الكويت باشراف مجلس الانماء والاعمار، جاهزة لجرّ المياه وضخّها الى أكثر من عشرين قرية وبلدة في المنطقة. ما يعني عمليا أنّ أزمة المياه ستنتهي، اذا تمّ ضخّ المياه بشكل كافي الى الخزانات.
المشرف على تنفيذ المشروع في "شركة دنش" التي التزمت التنفيذ، شكري محمود، يقول إنّ "بناء الخزانات المتعددة، سيما الرئيسية منها في بلدة برعشيت، قد شارف على الانتهاء، بانتظار منتصف الشهر الآتي للبدء بعملية الضخّ"، ويوضح أن "المشروع شمل مدّ قساطل مياه بسعة 50 سم من مشروع مياه الطيبة في مرجعيون الى محطّة الضخّ الجديدة في بلدة شقرا، ومن ثم الى خزانين رئيسيين في بلدة برعشيت سعة كل منهما 1000 متر مكعب، وهما على ارتفاع 830 متراً عن سطح البحر، أي في أعلى تلّة بالمنطقة، وستجرّ منهما المياه الى القرى والبلدات المحيطة سيما في منطقة بنت جبيل".
هذا وعمل البنك الاسلامي على بناء خزانات جديدة في أكثر من بلدة وقرية، ولجأ الى ترميم القديم منها. وهذا المشروع، بحسب محمود "هو جزء من مشروع كبير لتأمين المياه في مناطق حاصبيا ومرجعيون وبنت جبيل، تعهّد البنك الاسلامي بانجازه، وسيتم الانتهاء منه قريباً، وهو كفيل بتغذية هذه المناطق بالمياه اللاّزمة، خصوصاً بعد تحديث مضخّات المياه الرئيسية، التي تضخ المياه من نهر الليطاني الى مشروع الطيبة، والقادرة على ضخّ نحو 26 ألف متر مكعب في اليوم الواحد، وقد أعيد مدّ شبكات جديدة التي توصل المياه الى المنازل في أكثر من قرية وبلدة".
وكان برنامج " آرت غولد لبنان" التابع لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي قد افتتح مؤخّراً مركزين لصيانة المياه في مدينة صور وبلدة الطيبة، وهما أنشئا بتمويل من الحكومة الإسبانية ضمن مشروع "تحسين ادارة الموارد المائية والبنية التحتية للمياه في جنوب لبنان"، بهدف "الحد من معاناة الجنوبيين الناجمة عن امدادات المياه الشحيحة، من حيث الكمية والنوعية". ويستفيد منهما أكثر من 60000 مواطن في مرجعيون و30000 في منطقة صور.
وبحسب رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين، فإنّ أهم أهداف هذا المشروع "تطوير خطة إدارة المياه في جنوب لبنان وتعزيز البنية التحتية الأساسية للمياه، وذلك عبر تجهيز المركزين بالمعدات الأساسية لمعالجة مشاكل شبكات الأنابيب، عبر توفير التدريب اللازم للعاملين في قطاع الصيانة. بالإضافة إلى تأمين حفارة وسيارة لنقل الأجهزة ومعدات حفر قياسية ومعدات لتصليح شبكات الأنابيب ومعدات اللحام وضاغط هوائي".
ويعمل المشروع على المساعدة في تعزيز قدرات عشر عاملين تقنيين في مجال خدمات الصيانة وإدارة شبكة الأنابيب، لتلبية حاجات القرى بشكل فعال ولتقديم أفضل الخدمات.
و"قرى الجنوب اللبناني تعاني من ندرة المياه بالإضافة إلى مشاكل كثيرة في شبكات الأنابيب ومنشآت توزيع ومعالجة المياه إن لجهة الإدارة أو لجهة الصيانة والتغطية، الأمر الذي يؤدي إلى تفشّي الأمراض المنقولة بالمياه نظراً لفترة التخزين الطويلة وغياب ممارسات تطهير المياه"، بحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة الانمائي.
كما أكّد ممثل السفير الأسباني رفاييل رييغ أن "إسبانيا تدعم برنامج آرت غولد في جميع الدول التي نعمل فيها، وقد تم رصد ما يقدّر بمليون يورو خصيصا للبنان، وهي مساهمة كبيرة جداً كون الأولوية الجغرافية لدى التعاون الأسباني تركز في المقام الأول على البلدان التي تتمتع بروابط تاريخية وثقافية قوية مع إسبانيا".
وأوضح أن "ميزانية مشروع ادارة المياه وتحسين البنى التحتية المائية في جنوب لبنان فاقت 800 ألف دولار، سيستفيد منها 360 ألف مقيم في منطقة صور وجبل عامل".
يذكر أنه تمّ في العام الماضي تأمين محطة ضخ للمياه بقدرة 15 الف فولت سبق أن تبرعت بها الجمهورية الاسلامية في ايران، تؤمن الكهرباء اللاّزمة لضخ المياه من نهر الليطاني الى مشروع الطيبة وخزانات المياه في بلدة مركبا. ومن المعلوم أن أبناء مرجعيون وبنت جبيل يعانون من شحّ المياه التي لا تصلهم الاّ ساعات قليلة في الأسبوع، ويشترون المياه من أصحاب الآبار الارتوازية، إذ وصل سعر نقلة المياه الكبيرة الى أكثر من 100 دولار أميركي.
 

 

السابق
ابراهيم السيد تناول وعمر بكري الاوضاع
التالي
توزيع جوائز مسابقة “رفيق الحريري لتحفيظ القرآن” في صيدا