الأمين: الطائف مشروع وطني أنصف الشيعة

رأى مفتي صور وجبل عامل السابق السيد علي الأمين ان "الحشد الجماهيري في 13 آذار ما زال مؤثراً وفاعلاً ولا يمكن إسقاطه من حساب العملية السياسية، بالرغم من أن الحضور الشيعي كان خجولاً"، وذلك لان قوى 14 آذار في السابق لم تتعامل مع الرأي الآخر داخل الطائفة الشيعية بل اعتمدت التعامل مع قوى الأمر الواقع، اي الثنائي "حركة امل" و"حزب الله".
السيد الأمين، وفي حديث لصحيفة "اللواء"، أوضح أن قوى 14 آذار ليست ضد السلاح في مواجهة العدو الاسرائيلي ، وانما مع تنظيمه في اطار الدولة بعد إنزلاقه واستخدامه في الداخل، مشدداً على عدم وجوب استخدام السلاح لتحقيق أهداف سياسية. وأعرب عن اعتقاده بأن لغة التصعيد بوجه السلاح ظهرت بعد اسقاط حكومة الوحدة الوطنية التي كانت تشكل غطاءً قانونياً لهذا السلاح من خلال البيان الوزاري السابق الذي صنع ثالوث "الجيش والشعب والمقاومة".
ورداً على سؤال عما إذا كان هناك بديل عن الطائف، اعتبر الأمين أن الطائف أنصف اللبنانيين جميعاً وحقوق الشيعة من خلال المشروع الوطني وقال "الآن توجد فرصة حقيقية من أجل أن ننفذ هذه الوثيقة الوطنية التي اتفق اللبنانيون عليها جميعاً".
وطلب من قوى 8 آذار أن يخوضوا تجربة حكومة اللون الواحد إذا وجدوا أنها مجدية، مشيراً إلى أنه عندئذٍ سيكون للمعارضة موقفها من خلال الدستور اللبناني ومن خلال مجلس النواب، وأكد أن حفظ الإستقرار تكون عبر شراكة حقيقية وحوار جاد وتفعيل مؤسسات الدولة.
ورأى أنه عندما يلجأ كل فريق لاختصار حقوق طائفته بحزبه وشخصه تضيع حقوق جميع اللبنانيين، وذلك لأنه لا يوجد تحكيم حقيقي للدستور وللقوانين وإنما منطق المحاصصة هو الذي يتحكم بهذه الأمور، وكأن كل فريق يحاول أن يختزل حقوق طائفته أو جماعته بحزبه أو شخصه.
ورداً على سؤال، قال الأمين "أنا لا أعتقد بأن للشيعة مشروعاً خاصاً بهم، وإنما هناك بعض الأحزاب الطامحة للوصول إلى السلطة، فتحاول أن تستغل مكونات المجتمع الطائفية من أجل أن تصل إلى تلك الطموحات، محذراً من تلك الجماعات والأحزاب التي تحاول أن تجعل الشيعة في مواجهة شعوبهم ودولهم، لأن الاصلاحات السياسية مطلوبة وكذلك أيضاً الاصلاحات الاجتماعية مطلوبة، فهذا مشروع وطني عام يشترك فيه معهم كل المواطنين، أما عندما تطالب أنت بتغيير نظام فهذا لا يعتبر في الحقيقة مطلباً إصلاحياً لأن تغيير النظام هذا يحتاج إلى تغيير العقد الاجتماعي، وهذا التغيير يحتاج الى موافقة شريكك في المواطنية عليه لا أن تقوم به أنت وحدك لأن هذا سيجعله تحركاً مطبوعاً بطابع مذهبي يُحدث فتناً وصراعات في أوطانهم.
ولفت إلى أن إيران لا يمكن أن تكون هي مصدر الأمان والاطمئنان إلا لمواطنيها، أما الشيعة في أوطانهم مصدر أمانهم واطمئنانهم هو اندماجهم في شعوبهم وأوطانهم، وقال "العلاقات بين الشيعة وإيران يجب أن تكون من خلال دولهم وليس من خلال مجموعات حزبية أو طائفية، والضمانة الحقيقية للشيعة في أوطانهم هي ألا يعتقدوا بأن إيران هي التي تحميهم وإنما الذي يحميهم هو بناء دولهم وأوطانهم والتعايش السلمي مع مختلف المكونات للشعوب التي ينتمون إليها".
وأمل من شيعة وسنّة البحرين العودة الى الحوار، ورفض العنف والتخريب والصراع الدموي، لأن ما يمكن أن يحصلوا عليه بالحوار يبقى دائماً هو الأفضل والأكثر من الاختلافات التي تحدث الانقسامات والنزاعات وتدخلهم في الفتنة.
وختم الأمين داعياً عقلاء الامة وحكمائها لعقد مؤتمر موسع يضع النقاط الخلافية على طاولة البحث العلمي والفقهي، من اجل ان "نخرج بوثيقة عامة تشكل مرجعية دينية لكل المسلمين لتجاوز الخلافات التي يحاول البعض ان يستغلها لإيجاد الفرقة بين المسلمين.

السابق
أبو خاطر: 8 آذار لا تقدّر الطرف الآخر
التالي
اسمها علمنة..