نصر الله يتبرَّم من «الانتقاد» ويتناسى ما فعله حزبه بالآخرين

بدا أمين عام حزب الله في خطابه الأخير في ذكرى السنوية الرابعة والثلاثون لتأسيس كشافة الإمام المهدي عجل الله فرجه ، بدا على هامش المواقف السياسية المصيرية التي أطلقها للداخل والخارج بدا متبرِّماً من نقد بعض وسائل الإعلام لبعض سلوكياته ونهجه ونمط معالجاته للملفات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ونَعَتَ هذه الانتقادات بعدم الصحة ثم عاود واستدرك ليصفها بعدم الدقة!

وما بين عدم الصحة وعدم الدقة ما يثبت جزءاً من الصحة فهو بهذا الاستدراك يؤكد ولو الصحة الجزئية لما تنشره بعض وسائل الإعلام من انتقادات منذ سنة تقريباً له ولفريقه السياسي منذ بدأت التحركات المطلبية لمكافحة الفساد بقوة في كل المرافق في لبنان.

لقد ظهر السيد مستاءً من بعض الانتقادات المشار إليها والمرتبط بعضها بتاريخه الشخصي وكأنه فوق أن يخطئ، وهذا أمير المؤمنين عليه السلام في إحدى خطبه يقول: “لست بفوق أن أخطئ”!

اقرأ أيضاً: الكلام المنقول عن نصرالله بين النفي والترجيح.. والـ«بروباغندا»

ففي الوقت الذي لا يدعي نصر الله العصمة لنفسه فإنه يتصرف في العمل السياسي بسلوك المعصومين بطريق غير مباشر حيث لم يعترف بشيء من أخطائه ولا أخطاء محازبيه في مقارباتهم في البلاد للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في العقود الثلاثة الماضية، لا بل عرَّض في كلامه المذكور بعدم مسؤولية حزبه عن ملفات الفساد في البلاد، ومن جهة أخرى لم يعترف سماحته – أيضاً – بأخطائه بحق الآخرين من علماء دين وشخصيات شيعية اضطهدها هو وحزبه بقرارات منه في العقود الثلاثة الماضية، فهو علاوة على عدم اعترافه بأخطائه – في هذا المجال – لا يُقرُّ بما فعله محازبوه بآلآف العلماء والرجال والنساء من أبناء جلدته وطائفته من أذى وعدوان عبر الدعايات والإشاعات المضادة والمفتريات المتنوعة، ثم يعتبر أن من يوجه له الانتقادات المشار إليها أنه يريد الإساءة وفي عين الوقت ينسى كل الإساءات التي ارتكبها هو وحزبه بحق علماء دين شيعة وشخصيات شيعية من مثقفي هذا الوطن الجريح.

وكم كنا نتمنى – ولو من وراء الإعلام – أن يُظهر سماحته ولو اعتذاراً واحداً في هذا المجال! ولو اعترافاً واحداً بأخطاء بعض عناصر حزبه في الأداء مع العلماء غير الحزبيين والشخصيات المثقفة غير المنسجمة مع خط ولاية الفقيه ولا تريد الحزبية من الأساس ، لا بل تجده رفع في كلامه الأخير عناصر حزبه لمستوى النقاء وعدم وجود فاسد واحد بينهم من خلال دفاعه عن المعزولين في تشكيلات الحزب الجديدة الأخيرة وتبريره ذلك بمبررات لا تبرر!

فمتى سيعترف السيد نصر الله بخطأ واحد من أخطاء ارتكاباته وارتكابات محازبيه مع الكثير من رجالات الوطن في الدائرة الشيعية خصوصاً علماء الدين الشيعة غير الحزبيين؟
وهل الاعتراف بالخطأ ليس فضيلة في قاموس حزب الله؟ فمتى يتوب المحازبون مما فعلوه بغير المحازبين في الدائرة الشيعية؟ وهل يمكن تعويض ضياع السنين ومستقبل الكثير من الشيعة بسبب جرائم الحزبيين بحق غير الحزبيين؟

اقرأ أيضاً: أمين عام حزب الله يتهم مخالفيه بالعمالة لأمريكا فيتهمونه بالعمالة لإيران!

أظن أن الأمر متروك ليوم القيامة بعدما رأينا مما رأينا من تناسي وتغافل وتجاهل عن ظلامات هؤلاء فعدالة الأمين العام لا تراعي الاهتمام ..
ثم يأتي السيد لينفي تسريباً من هنا وآخر من هناك وتشدد في نفيه لما جاء في الصحيفة الكويتية في محاولة ناجحة لاسترداد المعنويات التي أحدثها تحليل الصحيفة المذكورة وكأن جسمه التنظيمي منزه عن الاختراق فبالأمس في حادثة الأنفاق الحدودية إلى فلسطين المحتلة تم كشف العديد من العملاء في جسمه التنظيمي وقبلها كشفت شبكة من مئات الأفراد كانت تخطط لتسليمه للعدو الإسرائيلي وقد فضحت يومها للإعلام وصرَّح السيد يومها بذلك عبر الإعلام في إحدى إطلالاته التلفزيونية وإن كان يومها قد أعلن بعدد أقل لأفراد الشبكة المذكورة ونفى وجود أحد من معممي الحزب بينهم ليحُدَّ يومها من فداحة الحدث … فهل لستم يا سيد بفوق أن تخطئوا ؟ أم ترخِّصون لأنفسكم فقط في تخطئة الآخرين؟!

السابق
تفجيرات سريلانكا: أحد منفذي الهجمات الدامية «درس في بريطانيا واستراليا»
التالي
محكمة الجنايات أصدرت حكمها في حق لبناني وفلسطيني في مقتل ظماطا