أديان وناشطون دينيون يأسسون منتدى المسؤولية الاجتماعية للأديان

الاديان

بهدف تطوير دور المبادرات الدينيّة في تعزيز المواطنة والعيش معًا والشراكة العابرة للطوائف، إلتقى بدعوة من مؤسسة أديان 63 ناشطًا وناشطة في الشأن الديني من مختلف المناطق والطوائف، وعملوا معًا على تأسيس “منتدى المسؤوليّة الاجتماعيّة للأديان” الذي يشمل 3 مجموعات، تضمّ الأولى العاملين في مجال الإعلام الديني، والثانية العاملين في مجال التربية والتنشئة الدينيّة، والثالثة العاملين في مجال المبادرات المجتمعيّة.

جاءت ورشة العمل هذه التي امتدّت من 23 إلى 25 تشرين الثاني في فندق هيلتون متروبوليتان بيروت، استكمالًا لورش عملٍ تدريبيّة سابقة ضمن مشروع “قادة دينيّون من أجل المواطنة والعيش معًا” المموّل من السفارة البريطانية في بيروت.

اقرأ أيضاً: «نحن»: نستنكر قرار بلدية بيروت السماح ببدء أعمال بناء غير شرعية في جزء من الحرش

افتتحت الورشة بندوة حملت عنوان “بين الرسالة الدينيّة والواقع: اصطدام، وتأثير متبادل، وإصلاح؟” شارك فيها المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب، وعميد كليّة المقاصد للدراسات الإسلامية الدكتور أمين فرشوخ، ورئيس مؤسسة أديان الأب فادي ضو، وأدار الندوة الإعلاميّان مارينا شليطا ومحمد العرب.

المفتي طالب سأل في مداخلته عن “أي دين نريد؟” وميّز بين الدين بمعنى العلاقة الإيمانيّة العقديّة، ودين الأنظمة والحكومات الذي تجلبه السلطات السياسيّة ليكون غطاءً يعطيها مشروعيّة ويبرّر أفعالها ويساعدها على تدجين المجتمع وتقييده بمفاهيم دينيّة لتمرير ما تريده السلطة القمعية التسلطيّة. واعتبر أن الدين هو أيضًا نتاجٌ مجتمعيّ، مبنيٌّ على علاقة تفاعليّة مع المجتمع، حيث المجتمع يصوغه وهو يصوغ المجتمع.

بدوره قال الدكتور فرشوخ إنّ تحرير الخطاب الدينيّ من الخطاب السياسيّ يفرز تحرّر التعليم، وإن تحرّر التعليم يؤدّي إلى تجدّد الدين بواسطة المؤمنين. وتابع، إذا كانت مهام العالم أو رجل الدين هي تثبيت المؤمنين على دينهم فهذا يكون في القلب والعقل معًا، فالتربية أو تصويب السلوك هو عمل العقل المبنيّ على إيمان القلب.

تأسيس “منتدى المسؤولية الاجتماعية للأديان” أديان تجمع 63 ناشطًا في الشأن الديني الإعلاميّ والتربويّ والمجتمعيّ -بيان صحفي- 27 تشرين الثاني 2018

في مداخلته تحدّث الأب ضو عن أن فهم الدين هو سياقيّ أي مرتبط بالزمان والمكان، والحالة الدينيّة هي حالة متبدّلة ومتأثّرة بالسياق التاريخيّ وبثقافة الشعوب. وأضاف، “أنّه ليس هناك من فهمٍ واحدٍ للدين، فهمٌ ثابت والمجتمع هو المتحرك. وأنّ الكلام بالإصلاح لا يصحّ بمعنى إصلاح الدين للمجتمع فحسب، بل أيضًا إنّ المجتمع كثيرًا ما يصلح فهم الدين لذاته”.

بعد الندوة انطلقت أعمال الورشة على مدى يومين وتضمّنت جلسات نظريّة وتطبيقات عمليّة قدّمها مدرّبون مختصّون وخبراء، منها “التواصل والعمل ضمن فريق متنوّع”، و”بناء إستراتيجيّات المشاريع الناجحة”، ومشاغل متوازية لتطوير 21 مبادرة مجتمعيّة وتربويّة وإعلاميّة، قام المشاركون ببلورتها وفق مجالات المنتدى الثلاث، وتبادلوا الخبرات موسّعين شبكات معارفهم العابرة للطوائف، ومعزّزين فرص التعاون في ما بينهم.

المبادرات جرى اطلاقها في حفل ختامي تخلّله إحياء فرقة غنائيّة من المدرسة الإنجيليّة للمكفوفين والتربية المختصّة اللقاء، فغنّت للوطن وللمحبّة، تبعها إنشادٌ دينيّ عن السيدة مريم العذراء للمنشد محمد الشيخ.

في المرحلة القادمة من المشروع سيقوم “منتدى المسؤولية الاجتماعية للأديان” بعد تنفيذ المبادرات بمشاركة نتائجها في احتفال وطني سينظم خلال شهر آذار من العام المقبل.

السابق
ما صحة اعتقال عدد كبير من النازحين السوريين في عرسال؟
التالي
هل يحل الرئيس عون العقدة السنية على حسابه