«أبو عمار» أيقونة الفلسطينيين الجامعة

ياسر عرفات
ياسر عرفات الزعيم الفلسطيني الذي استشهد مسموما وعاش في وجدان شعبه ولايزال يمثل رمزا، نستحضره اليوم بلسان ابناء الشتات في ذكرى استشهاده.

عشية الذكرى الرابعة عشرة على استشهاد رئيس السلطة الفلسطينية “ياسر عرفات” لا بد أن نستذكر شارة النصر التي اعتاد على رفعها عند كل انتصار كان يحققه لشعبه وسلطته، أو حتى عندما كان يتمكن من اكتساب حق من حقوق شعبه الطبيعية.

يعد ياسر عرفات أول رئيس للسلطة الفلسطينية، حيث أنه انتخب رئيساً للسلطة عام  1996، ليترأس بعدها منظمة التحرير الفلسطينية كثالث شخص يتقلد هذا المنصب منذ تأسيسها على يد أحمد الشقيري عام 1964.

“أبو عمار” الذي يعد أحد أهم رموز حركة النضال الفلسطيني من أجل الاستقلال والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1994 بسبب مفاوضات أوسلو، ترأس منظمة التحرير عام 1969، عارض الاحتلال الإسرائيلي منذ البداية ولكنه عاد وقبل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 في أعقاب هزيمة يونيو 1967 وموافقة منظمة التحرير على القرار المرتبط ب”حل الدولتين”.

وبنهاية عام 2004 مرض ياسر عرفات بعد سنتين من حصار الجيش الإسرائيلي له داخل مقره في رام الله ودخل في غيبوبة، ليتوفى في 11 نوفمبر 2004.

وفي الوقت الذي لا يعرف حتى الآن سبب الوفاة، حيث أنه لم يتم تشريح الجثة، يقول البعض إنه تم اغتياله من قبل اسرائيل تسميماً، إلا أن المؤكد حتماً اليوم، أن رحيله شكل خسارة لا تعوض للفلسطينيين وللقضية الفلسطينية.

وفي هذه الذكرى، قال مسؤول التفويض السياسي للأمن الوطني بحركة فتح في لبنان “أبو ربيع سلام” في حديث خاص لـ “جنوبية” إن: ” الشعب الفلسطيني لم يفتقد “أبو عمار”، هو رحل كجسد ولكنه يسكن في قلب الشعب الفلسطيني لما كان يحمله من عنفوان وصلابة وشجاعة وفكر، وحركة عربية ودولية وفلسطينية”.

اقرأ ايضا: محطات في حياة ياسر عرفات

أضاف: “ياسر عرفات ترك فينا الثورة وهي في قلوب الشعب الفلسطيني، لم ولن ننسى ياسر عرفات الذي نقل الشعب الفلسطيني من شعب لاجئ في المخيمات إلى شعب ثائر، وهو لم يعد  رمزاً للثورة الفلسطينية فقط، بل أصبح رمزاً من رموز الأحرار في العالم”.

تابع: ” عرفه العالم من خلال بندقية الثائر والغصن الأخضر عندما قال للعالم في مجلس الأمن الدولي إن الشعب الفلسطيني أتى إليكم حاملاً غصن الزيتون وبندقية الثائر، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يد الشعب الفلسطيني ومن يد ياسر عرفات”.

واستطرد قائلاً:” ياسر عرفات في ضمير ووجدان العالم والشعب الفلسطيني وفي ضمير أشرف نعالوة، ومحمد الدرة، وعهد التميمي، وهو في قلب كل مزارع وأستاذ جامعي وفنان فلسطيني، وياسر عرفات ترك فينا ما لم ننسه أبداً، وهو جذوة الثورة المستمرة مهما تآمر المتآمرون ومهما كان هناك من صفقات، ومهما كثر من يتكالب على هذه الثورة”.

من جهته قال الناطق الإعلامي باسم حركة حماس في لبنان “رأفت مرة ” في حديث خاص لـ “جنوبية”: “نتذكر الشهيد ياسر عرفات قائداً وطنياً فلسطينياً، ولا نزال إلى اليوم مقتنعين أن الاحتلال الإسرائيلي هو من قتله”.

وشدد على أن “أهم شيء نقدمه لكل محبي “أبو عمار” وكل المقتنعين بمكانته على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي هو أن نقدم لهم نتائج التحقيق ونسوق المجرمين إلى العدالة”  مجدداً اتهام “العدو الإسرائيلي بالاغتيال”.

وتابع: ” لكل زعيم سلبيات وإيجابيات ونحن كان لدينا الكثير من الخلافات السياسية مع ياسر عرفات وخصوصاً في ما يخص بمحطة مدريد واتفاق أوسلو، ولكنه كان قادراً على الحوار مع جميع القوى الفلسطينية، والتواصل معها ولا يوفر جهداً في اللقاء بزعماء ومسؤولي الفصائل الفلسطينية في أصعب الظروف والأوقات حتى لو كان هناك خلاف سياسي معها، لا بل حتى لو كان هناك تناقض سياسي كبير بينه وبين قادة الفصائل”.

ورأى أن ” الحوار الوطني كان مسألة تميّز “أبو عمار” في الأوقات الصعبة، ونفتقدها اليوم”.

تضاربت الأقوال كثيرا في وفاة ياسر عرفات، إذ يعتقد بعض الفلسطينيين والعرب بأن وفاته كانت نتيجة لعملية اغتيال بالتسميم، أو بإدخال مادة مجهولة إلى جسمه، ولكن هل أصبحت ذكرى إستشهاد “أبو عمار” الجامع الوحيد للشعب الفلسطيني اليوم في ظل تراكم الخلافات بين مختلف الفصائل؟

 

السابق
لقاء «إيجابي» بين نصرالله وباسيل.. فهل سيفكك خطاب نصرالله عقدة الحكومة؟
التالي
مؤتمر سيدر بين تشريع الضرورة ونصاب المجلس