هذا مؤمن وكافر في آن واحد!؟

صديقي حاج مؤمن مسلم شيعي مقلد للفقهاء سألته فيما لو يُزَوِّج ابنته من شاب مسلم سُنِّي مهندس على درجة عالية من مكارم الأخلاق، فرفض.

وقال: لا يمكن أن أجعل ابنتي زوجة لِسُنِّي أو أن أسمح له برؤية حذائها!؟
قلت له: أليس مسلماً؟
قال: يجب أن نتعامل معه كمسلم في الدنيا لكنه في الآخرة يوم الحساب هو في عِداد الكافرين لأنهم لا يوالون أئمة أهل بيت رسول الله (ص) ولا يحبونهم!
قلت له: لا يوجد بيت مسلم سني في الأرض ليس فيه إسم علي والحسن والحسين وفاطمة وزينب أليس هذا الأمر دليلا على حبهم لآل بيت الرسول (ص)؟
قال: لكنهم لا يتبرؤن من أبي بكر وعمر وعائشة!

اقرأ أيضاً: الشيخ حسن مشيمش: هذا مسلم سني!

قلت له وقال لي وهكذا دواليك إلى أن أقفلت الحديث معه لأنه ورث عقيدته من فقهائه من دون أن يُنفق دقيقة من عمره ولا ذرة من طاقة عقله للتحقيق بسطر من سطور فقهائه ومراجعه الدينيين هو واحد من آلاف الشيعة الذين عطلوا عقولهم لأن الفقيه يفكر نيابة عنهم.
2 – وكنت يوما بصحبة فقيه شيعي جنوبي لبناني وكيل مرجعية دينية شهيرة مررنا معا بمدينة صيدا جنوب لبنان فأردت شراء كأس من العصير فاستغرب مني هذا الفقيه وسألني مستنكراً بقوله: وهل تشرب وتأكل من محل مسلم سني يا شيخ حسن!؟
فبعد رحلة طويلة استغرقت نحو 20 سنة من عمري أنفقتها بدراسة العلوم الدينية وتدريسها، وبتعلمها وتعليمها، وبالخطابة، والحوارات الصاخبة والهادئة، ظهر لي في سنة (1998) واتضح على وجه اليقين كوضوح الشمس بأن العلوم الدينية في الحوزات – (نحو ( 99 % منها) – لا تضر من جهلها وتجاهلها، ولا تنفع من علمها وتعلمها، فعدم الإكتراث لها بكل تأكيد لن يُدْخِلَ المؤمن إلى جهنم، والإهتمام بها لن يُدْخِلَه إلى الجنة، لكن وبعد مضي سنوات معدودات على عام 1998 ظهر لي واتضح بأن العلوم الدينية في الحوزة إنها تضر من علمها وتعلمها، وتنفع من جهلها وتجاهلها ، لأن الأكثرية الساحقة من كُتُبِها تنطوي على نفايات عقائدية وفقهية سامة للروح، وساحقة للعقل، وتزرع في جمجمة المؤمن فتاوى وأفكاراً ومفاهيم تُحَوِّله إلى مخلوق حاقد وخبيث ولئيم على أخيه الإنسان المختلف معه دينياً أو مذهبياً أو فكريا فلسفياً، أسفارٌ وكُتُب وموسوعات ترمي قارءها في بحار الأوهام فيحسبها علماً مكتوبا بحبر الحقائق الإلهية يعتقد مع هذه الأوهام بأنه هو وفقهاؤه وحدهم حصريا يعيشون في ظل رحمة الله ورضاه سبحانه وسائر الخلق كلهم تحت غضبه وفي ظل سخطه، ومصيرهم أن يجعلهم حطباً لنيرانه!
علوم الحوزات الدينية مستحيل أن تصنع مجتمعا متسامحا مع مجتمعات الآخرين المختلفين عنه دينيا ومذهبيا وفكريا.
ومستحيل أن تبني دولة متسامحة يعيش فيها البشر تحت سلطاتها بقوانين يتساوى فيها الناس بالحقوق والواجبات، لأن معتقداتها وفتاواها وأحكام شريعتها ولأن فضاءها الفكري ومنظومتها الثقافية الدينية تقوم على وجوب التمييز بين المؤمن والملحد، وبين المسلم وغير المسلم، وبين الشيعي والسني، وبين المسلم الملتزم بأحكام الشريعة والمسلم غير الملتزم، وبين المسلم الهاشمي والمسلم غير الهاشمي وبين الرجل والمرأة.

السابق
مخزومي: ما يرد من اخبار عن عودة تقنين الكهرباء ما هو إلا استهتار من المسؤولين
التالي
جنبلاط: قامتان كبيرتان من جبل عامل وجبل لبنان