مجموعة سلبيات لا تنتج حكومة إيجابية 

عن الانتخابات اللبنانية المصادرة لحق الشعب في التغيير!

في البلدان المتحضرة حيث الأحزاب تقوم على أساس وطني وفكر سياسي معين، تخوض هذه الأحزاب الإنتخابات على أساس برنامج سياسي محدد كما تخوض الإنتخابات منفردة متسلحة بثقة عالية ببرامجها السياسية التي تسعى عبرها إلى إقناع الشعب بها وإستمالته لصفها لكي يفوضها حكم البلاد على أساس هذا البرنامج خاصة وأن هذه الإنتخابات تخاض على أساس قانون واضح ونسبي وذو معايير واضحة ومحددة وموحَدة لكل الأطياف السياسية وهي تفصل على قياس مصلحة البلد والشعب وليس مصلحة طرف من الأطراف.

كما أن التحالفات السياسية تأتي بعد فرز صناديق الإقتراع وتبيان حقيقة حجم كل طرف من الأطراف دون لبس او تضليل على أساس تحالف سياسي بين طرفين أو أكثر ودائما عبر الإتفاق على برنامج سياسي للحكم واضح مع بقاء بعض الأطراف خارج السلطة أي في المعارضة لمراقبة وتقييم عمل الحكومة ومتابعة عملها. هذا في الدول المتحضرة، أما في “قطعة السما ” التي تسمى لبنان فالوضع مختلف كإختلاف الأرض عن السماء.

إقرأ أيضاً: عون يتمسّك بالـ«مهلة» والقوات تقترح أربع صيغ لتسهيل تأليف الحكومة

في لبنان يبدأ العمل بقانون الإنتخاب عبر تذاكي كل طرف على بقية الأطراف بحيث وبعد مخاض طويل يخرج قانون هجين ومولود مشوه يختلط فيه حابل الأكثرية بنابل النسبية وشعبان الطائفية برمضان الصوت التفضيلي الغريب العجيب، الأمر الذي يفرز تحالفات هجينة على شاكلة القانون تحالفات غير منطقية وغير مبنية على أي أساس أو منطق سياسي بل على أساس عقلية الربح والخسارة وكأننا في عملية تحضير صفقة تجارية لا تقرير مصير وطن وشعب وكل هذا قبل الإنتخابات ما يوحي بعدم ثقة الأطراف السياسية بقوتها الشعبية “ربما بإستثناء القوات اللبنانية كي نكون منصفين” ولهذا تلجأ إلى الصفقات التي تؤمن لها محاصصة سياسية وما تلبث أن تسقط بعد إنتهاء الإنتخابات وتأمين كل طرف حصته من النواب لتبدأ بعدها الخلافات والتناحر السياسي في عملية تشكيل الحكومة وسط غياب الوعي السياسي لدى غالبية الشعب الذي هو بأغلبيته على “دين ملوكه” في الدين والطائفية والمذهبية والسياسة مما يسمح لهذه الأطراف السياسية في متابعة فسادها لا بل في بعض الأحيان تمجيد وتبرير هذا الفساد.

في هكذا أجواء سلبية كيف يمكن لعاقل أن يتساءل لماذا يتأخر تشكيل الحكومة؟ ومنذ متى كانت الأجواء السلبية تنتج إيجابيات؟ في الماضي نسب لأحد المفكرين السياسيين اللبنانيين قوله أن سلبيتان لا تنتج إيجابية واحدة ، فكيف بالأمر اليوم وقد زادت السلبيات وطغت على كل ما هو إيجابي في البلد؟

إقرأ أيضاً: أبعد من أزمة الحكومة اللبنانية

نقول هذا من منطلق واقع وليس من منطلق تيئيس لنقول للناس إن التغيير بيدهم لا بيد الطبقة السياسية وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فهل من يسمع؟

السابق
بالصور: جمانة حداد تزوّج عروسين مدنياً على شاطئ صور
التالي
مراوحة التأليف تنتظر كلمة السر