نزاع على عقار في «بريقع».. وقضاء حزب الله ينسحب لصالح قضاء الدولة

نزاع مالي يتطور إلى تهديد وضغوطات!

تخيّل أن تشتري عقاراً بأوراق رسمية موثقة، وأن يعمد فجأة أحد النافذين “دون أي وجه حق” إلى احتلال عقارك، ليتمادى هذا الملف بأن يأتيك تحذيراً عند الشكوى، ومفاده “ابعد عن الشر وغنيله”!
ما أوردناه في المقدمة أعلاه ليس من باب التخيل أو الفرضية، بل هو الحقيقة الكاملة في وطن يعلو فيه قانون الاحزاب على الدستور، وتتقدم فيه المحسوبيات المناطقية على مفهوم الدولة!

تفاصيل هذه القصة “اللبنانية”، بدأت في السفارة اللبنانية في أبيدجان والتي شهدت إتمام عملية بيع العقار 1340 الموجود في بلدة بريقع قضاء النبطية بين المواطن عبد الرحمن خليل خريباني، المالك السابق للعقار، والمواطن مصباح سعيد كعور المالك الحالي.

إلا أنّه وبعد 7 سنوات على عملية البيع الموثقة، تمّ استباحة المنزل من قبل قوى الأمر الواقع وذلك بموجب قرار شرعي يعود لمحكمة قضائية تابعة لأحد الاحزاب النافذة في منطقة الجنوب.

لتطلب الأحزاب المسيطرة على البلدة من المالك الجديد للعقار أن لا يعمد إلى إثارة هذا الموضوع حفاظاً على سلامته وسلامة عائلته!

موقع “جنوبية” وفي متابعة لهذه القضية تواصل مع المواطن اللبناني مصباح كعور المقيم في أفريقيا، كعور أكّد لموقعنا أنّه يملك البيت منذ العام 2011 بوكالة غير قابلة للعزل، وأنّ بحوزته سندا أخضر نظيفا منذ العام 2015، أشار بالتالي إلى أنّه تمّ اقتحام بيته وكسر الأقفال بالقوة واحتلاله من قبل شبان مسلحين يوم الأربعاء بتاريخ 11/07/2018.

يوضح كعور في هذا السياق أنّه منذ العام 2013 يطالب السيد خريباني بأن يدفع له مستحقاته، إلا أنّ الأخير كان يماطل ويعطيه وعوداً كاذبة ويتحجج بالأوضاع و بالمشاكل مالية، ليختلف الحديث في العام 2016 حيث بدأ يهدده بأنّه لن يدفع له، بل على العكس سوف يأخذ منه المنزل الذي كان قد باعه إياه.

كعور الذي يفيد لموقعنا أنّ خريباني قد طلب منه العام 2016 الاحتكام إلى القضاء الشرعي التابع لحزب الله في لبنان، وأنّه رفض في البداية ذلك استناداً لكون حقه واضحاً وموثقاً بالأوراق والمستندات، يشير في هذا السياق إلى أنّ الأمور ظلّت في موقع الأخذ والرد حتى العام 2017 حيث أقنعه بعض المقربين بالاستجابة والذهاب إلى القضاء للشرعي لاسيما وأنّه يملك الدليل، فما كان منه إلا أنّ ذهب ليحكم له القضاء الشرعي بملكية المنزل وحرية التصرف فيه، مما دفع الطرف الأخر (خريباني) إلى تهديده وتهديد ابنه وزوجته.

التهديدات – بحسب كعور- ظلّت تتكرر حتى بداية العام 2018، مما دفعه إلى التقدم بشكوى ضد السيد خريباني عن طريق المحامي الاستاذ وسيم كوثراني، وعلى الإثر تمّ استدعاء الأخير إلى مخفر الدوير حيث أنكر كل ما نسب إليه، ليخرج بعد ذلك ويتابع تهديداته حتى يوم الأربعاء 11/07/2018 التاريخ الذي تمّ فيه خلع وكسر أبواب البيت واحتلاله بالقوة، وإبلاغ أحد أقرباء السيد كعور أنّ عليه نسيان المنزل لكون الطرف الأخر يملك حكماً شرعياً من قضاء الحزب وأي طرف يقترب من المنزل سوف يطرد بالقوة.

سند ملكية العقار

وفيما يؤكد كعور أنّ أي من الاطراف النافذة في المنطقة لم تدعمه، يشير بالتالي إلى أنّ ابنه قد اتصل بالقوى الأمنية أول أمس الجمعة 13 تموز، وأبلغهم بأنّ هناك من يحتل المنزل، ولما أتت القوة الامنية دخل افرادها إلى المنزل وأخذوا معهم 3 شبّان يحتلونه اعترفوا بأنّهم دخولوا إلى المنزل بالقوة بأمر من عبدالرحمن خريباني.

إلا أنّ ما يتوقف عنده مالك المنزل الأستاذ مصباح كعور هو قيام القوى الامنية بإقفال منزله بالشمع الأحمر عوضاً عن تسليمه لابنه، موضحاً أنّه قد تقدم بدعوى ضد الشبان الثلاثة بناء على اعترافهم باقتحام المنزل، كما ادعى أيضاً على عبد الرحمن خريباني بموجب شهادة الشبان الذين قالوا أنّه هو المحرض.

إقرأ أيضاً: الأم ميساء منصور..انتزع القضاء طفلها عشية العيد!

كعور الذي يشدد أنّه لن يخضع لأيّ ضغوطات ولن يتنازل عن حقه، يضع أمنه وأمن عائلته برسم كل الدولة أولاً وكل الجهات السياسية النافذة في المنطقة، مع الإشارة إلى أنّ البلدية كما يبدو قد دخلت في هذا السجال بغير وجه حق، إذ يلفت كعور لـ”جنوبية” إلى أنّه استحصل منذ ما يقارب الشهرين على إذن من بلدية “بريقع” لرفع يافطة لبيع منزله ووضعها على الطريق، فواقفت البلدية على ذلك، ليتفاجأ بأنّه تمّ إزالة اليافطة مؤخراً ليجيبه رئيس البلدية عند الاتصال للاستفسار منه “كما يحق لي السماح كذلك يحق لي المنع”.

السند الأخضر الذي يؤكد ملكية العقار

 

وبالعودة إلى المسار القضائي للقضية، تواصل موقع “جنوبية” مع المحامي وسيم كوثراني الذي أكّد لموقعنا أنّه سيتوجه يوم غد الإثنين الى القضاء بكل الأوراق والمستندات التي تؤكد ملكية المنزل للأستاذ مصباح كعور.
المحامي وعند سؤاله عن القرار المتناقض للقضاء الشرعي يؤكد أنّ القضاء المدني هو المرجعية وأنّهم كجهة مدعية يعملون بموجب هذا القضاء وكل المستندات موجودة.

إقرأ أيضاً: الوقاحة من الماء الى الكهرباء.. فالقضاء؟

وفي الختام يشدد المحامي أنّ المعتدي سوف يأخذ جزاءه وأنّه سوف يكون هناك بالتأكيد دعوى ضد من اعتدى ومن حرض ومن تدخل.

السابق
جميل السيد: أسأتم للرئيس برّي قبل سواه!
التالي
أي لبنان سينتصر