تشريع الحشيشة في لبنان… بين المنافع والمخاطر

هل توصية "ماكينزي" بتشريع زراعة الحشيشة تحل أزمة الاقتصاد اللبناني وتمنع انهياره؟

لاقت توصية اقترحتها “ماكينزي” بتشريع زراعة الحشيشة كجزء من حل أزمة انهيار الاقتصاد اللبناني، ترحيبا لدى الرأي العام اللبناني وبعض مسؤولي السلطة، فقد اكد وزير الزراعة غازي زعيتر اليوم في تصريح لاحد المواقع الاعلامية، ان” “الجو السياسي العام منفتح حول تشريع الحشيشة والعالم انفتح حول الموضوع”، ولفت الى أنه “اذا درس وتم مناقشة موضوع الحشيشة يمكن ان يتم تشريع الحشيشة خلال اسابيع او اشهر “.

و”ماكينزي” هي الشركة الاميركية للاستشارات الاقتصادية عالميا والمكلّفة بوضع خطة للنهوض بالاقتصاد اللبناني بمبلغ مليون و300 الف دولار اميركي.

ما هو رأي الاقتصاديين في هذا المجال؟ وهل فعلا “ماكينزي” محقة في طرح هذا الخيار كحل لازمة الاقتصاد اللبناني اولا وللبقاعيين ثانيا؟

اقرأ أيضاً: خطة ماكنزي: خشبة خلاص أم سوف توضع في الأدراج؟

“جنوبية” تواصلت مع احد مزارعي الحشيشة بغرض الاستفهام منه حول المعوقات التي يواجهها، وكيف تؤمن له هذه الزراعة، بالرغم من كل التضييقات لقمة عيشه، اذ قال: “تعمد الدولة منتصف صيف كل عام الى القيام بحملة تلف واسعة، وطبعا نكون على دراية بالتوقيت، وفي كثير من الاحيان نجني المحصول ونخبئه في اماكن سرية، بعد تسريبات نسمعها او حتى بعد الاعلان عن خطة التلف رسميا” مضيفا “احيانا تعلن الدولة عن خطة تلف شكلية امام الرأي العام، بحيث تحضر كاميرات وسائل الاعلام وتقوم بتصوير ونقل عملية تلف بعض الهكتارات!”

واشتكى المزارع من عدم وجود بديل تؤمّنه الدولة وتساءل” يصفوننا بالخارجين عن القانون وبالمجرمين، لماذا لا تقوم الدولة بوضع خطة لزراعات بديلة وتدعم القطاع الزراعي؟ لماذا نُترك للبؤس؟ ألا يحق لنا ولأولادنا ان نعيش أم ان منطقتنا مغضوب عليها من الدولة والمسؤولين؟”

وعن رأيه بتشريع زراعة الحشيشة اعتبر المزارع انه “امر ضروري خاصة وان منطقة بعلبك – الهرمل تعاني من الحرمان وتراجع في الانماء” واضاف “شخصيا لن اتراجع عن هذه الزراعة ولا املك غير هذه النبتة سبيلا للعيش لدي اقساط مدارس وتكاليف مازوت في الشتاء، هل اسرق ام اموت من البرد واترك اولادي للجهل؟!”

الخبير الاقتصادي الدكتور جاسم عجاقة رأى في حديث لـ”جنوبية” ان طرح تشريع زراعة الحشيشة أمر مرفوض لما له من سلبيات تفوق الايجابيات، موضحا أن بإمكان الدولة تطوير القطاع الزراعي.

عجاقة: تشريع الحشيشة هي اقرار بفشل الحكومة في سياساتها الانمائية!

ونفى عجاقة علمه بتوصية ماكينزي حول تشريع زراعة الحشيشة لأغراض طبية، واكد صدورها عن موقع “bloombeerg”، ورأى ان ” هذه الزراعة هي بمثابة تطبيع للواقع وكل ما يحكى حاليا هو عملية انعاش لهذه الزراعة فهي وان لم تكن قانونية الا انه تجري زراعتها”، واضاف ” تشريع زراعة الحشيشة هي تشريع رسمي بفشل الحكومة اللبنانية في سياساتها الانمائية”.

من جهة اخرى، اعتبر عجاقة ان لهذه الزراعة مخاطر كثيرة وتساءل “هل بإمكان الدولة ضبط هذه الزراعة من حيث زراعتها والية تصديرها ؟ ومن يضمن عدم بيعها داخل لبنان؟”

وشدّد عجاقة انه” لم تكن الحشيشة يوما من الايام عنصرا من عناصر انماء الاقتصاد اللبناني” وقال “لدينا زراعات كثيرة في لبنان نعاني من مشكلة تصديرها لأسباب سياسية وأخرى تقنية اضافة الى أسباب تتعلق بعلاقاتنا التجارية مع بعض الدول، كما اننا نستورد بعض المزروعات من الخارج في حين انه بإمكاننا زراعتها محليا مثل القمح، فهل يعقل ذلك!”

واوضح عجاقة ان” الحل يكون في البحث عن الزراعات التي يمكن ان تحل مكان الحشيشة، والتي تؤمن مدخولا للدولة وتدعم الاقتصاد” مضيفا ” اشكالية الزراعات التقليدية في لبنان تطرح علامات استفهام كثيرة ، فهل بإمكاننا مجاراة نوعية القمح التركي او الروسي مثلا؟ بالطبع لا، لان نظام الري لدى المزارع اللبناني متخلف وقديم ونسبة 65% منه يذهب هدرا، كما ان بعض المزروعات يشاع في الاعلام انها تروى بمياه ملوثة”.

اقرأ أيضاً: شركة ماكينزي تكافح الفساد في لبنان بتكلفة 1.3 مليون دولار!

وقال عجاقة مستنتجا” اذا يتعين على الدولة وضع خطة زراعية للنهوض بالقطاع الزراعي، منها تحديث خطة الري الزراعي، كذلك الاخذ بعين الاعتبار في السياسات الزراعية وجهة التصدير وضرورة تأمينها، طبعا بعد تأمين حاجة السوق محليا، وعدم اعتبار زراعة الحشيشة خيارا أوحد لحل ازمة الاقتصاد اللبناني”.

وختم عجاقة مستهجنا” ما نفع ان يعود علينا مبلغ مليار دولار من هذه الزراعة في حين انها تساهم بتخريب صحة الشباب اللبناني بحيث نصبح بحاجة الى مبالغ كبيرة لعلاجهم؟” مؤكدا” من الممكن عدم دراية “ماكينزي” بتفاصيل الوضع في لبنان وعدم امكانية الدولة في ضبط بعض اماكن التفلت”.

في حال كان تشريع زراعة الحشيشة يشكل دفعا للاقتصاد اللبناني، فالمطلوب اذا هو تشريعها وفق قوانين صارمة تحكم عملية زراعتها وبيعها، علما ان مسؤولين كثر طالبوا سابقا باعتماد هذه الزراعة لإنقاذ الوضع الاقتصادي المتدهور، والسؤال لماذا يأتي الحل دائما من الخارج؟ وهل سيبصر هذا المشروع النور ام سيطوى في ادراج النسيان كغيره؟

السابق
«كايلي جينر» الاخت الصغرى «لكيم كارداشيان» تقترب من لقب عالمي!
التالي
«حزب سبعة»: لرفع الصوت في وجه الفساد