علي الأمين…ضحية جديدة لفائض قوة «حزب الله»

موضوع الاعتداء على صحافيين يُثار عالميا ويُحاسب عليه المعتدون، فمن سوف يجرؤ على حساب من تعرضوا أمس بالضرب للصحافي علي الأمين؟

عندما يستقلّ عددا من شبان حزب الله سيارة البلدية في بلدة شقرا ويهرعون لمساندة عشرات من رفاقهم الحزبيين تحلّقوا حول المرشح الصحافي علي الامين كي يشاركوا بالاعتداء عليه وضربه بوحشية وهمجية نادرة، لانه يحاول تعليق صورته على مفرق منزله، فانه لا بد من ملاحظة الأمور التالية:

أولا: ان حزب الله هو القوة والسلطة الوحيدة في البلدة والمنطقة، وان لا سلطة ثانية شرعية كانت أو غير شرعية قادرة على محاسبة عناصره، بدليل ان المعتدين (المعروفين بالأسماء) عادوا الى منازلهم ومراكزهم دون خشية من مساءلة أمنية أو قضائية .
إقرأ أيضا: الدكتور خالد حدادة: تبرير حزب الله للاعتداء على المرشح الأمين سخيف ومستفز

ثانيا: مشاركة عناصر حزبية تابعة لبلدية شقرا واستغلالهم لسيارة عليها شارة البلدية في عملية الاعتداء ما هو الّا دليل على فساد البلدية الاداري بعد الأخلاقي، وهو برسم رئيسها الذي ظهر ليبرّر الاعتداء ويتبرّأ منه ويضعه في اطاره الفردي، ولنا ان نتخيّل المشروع الوهمي لمحاربة الفساد الذي بدأ حزب الله بالترويج له انه سيقوم به بعد الانتخابات، مع العلم ان البلديات التي يهيمن عليها أصبحت مراكز حزبية تابعة له، ميزانياتها تصرف لحساب احتفالاته الانتخابية، وسياراتها تُرسل لمهامات حزبية خاصة، منها الاعتداء على المرشحين المنافسين.

ثالثا: ان الانتخابات البرلمانية التي سوف تجري في الجنوب بحراسة فعلية من سلاح “المقاومة” المفترض انها موجهة للعدو، ما هي في الواقع سوى انتخابات شكليّة لتثبيت الوضع القائم، فالاعتراض الحقيقي يُقمع (كما جرى للمرشّح علي الأمين) وذلك لحساب معارضة صوريّة ضعيفة غبّ الطلب من الحلفاء الطائفيين الشيوعيين والقوميين وغيرهم.

وأخيرا في الاستنتاج مما حصل ويحصل، فإن فائض القوّة المتعاظم لحزب الله من المال والسلاح وعشرات آلاف العناصر العسكرية والمدنية أصبح يصرف في الداخل اللبناني مستهدفا الخصوم السياسيين، حتى لو كانوا من المعارضين في الطائفة الشيعية، وهي البيئة الحاضنة للمقاومة وحزب الله.

السابق
ريفي: كرامة علي الأمين وأمنه من كرامة كل اللبنانيين وأمنهم
التالي
الإعتداء على المرشح #علي_الامين يشعل مواقع التواصل الإجتماعي