في ذكرى الانتصار على النازية.. أوكرانيا تتصّدى لطموحات موسكو الامبرطورية!

يوم 9 أيار هو ذكرى الانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية، وهي مناسبة لها أهمية قصوى بالنسبة للمجتمع العالمي بأسره. يرمز هذا اليوم إلى انتصار الخير على الشر، ويؤكد إرادة الإنسانية التي لا تتزعزع في الدفاع عن الحرية والعدالة، وبنفس الدرجة يرمز هذا اليوم أيضًا إلى الملايين من التضحيات البشرية على طريق النصر.

لفت موقع فورجير المجري في مقال نشره بمناسبة ذكرى يوم الانتصار على النازية، ان أوكرانيا كان لها نصيب الأسد في الحرب العالمية الثانية، عندما ضحى ما لا يقل عن 10 ملايين أوكراني، بما في ذلك المدنيون وأسرى الحرب، بحياتهم على مذبح النصر، وكان من بين القتلى الأوكرانيين ما لا يقل عن 3 ملايين جندي وضابط، وفي المجموع، قتل واحد من أصل كل خمس أوكرانيين في الحرب العالمية الثانية، ومن بين الأفراد العسكريين الذين تم تجنيدهم في صيف عام 1941، نجا 3٪ فقط من المجموع، وللمقارنة، فإن هذه الخسائر تعادل تقريبًا الخسائر مجتمعة لألمانيا وفرنسا وبريطانيا العظمى والولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية.

اوكرانيا قاتلت خارج ارضها

ويفصّل الموقع المجري ما عرضه، بأن خسائر الشعب الأوكراني، تراوحت من 40 إلى 44% من إجمالي الخسائر البشرية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، ومن بين 41.7 مليون شخص، كانوا يعيشون في جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية قبل الحرب، بقي 27.4 مليون شخص فقط في العام 1945.

ضحى ما لا يقل عن 10 ملايين أوكراني بحياتهم على مذبح النصر في الحرب العالمية، وكان من بين القتلى الأوكرانيين ما لا يقل عن 3 ملايين جندي وضابط

اضافة لمشاركتهم الكثيفة في الجيش السوفياتي، قاتل الأوكرانيون ضد ألمانيا كجزء من الجيوش والوحدات العسكرية الأخرى، على وجه الخصوص، خدم الكثير منهم في الجيوش البولندية (120 ألفًا) والأمريكية (80 ألفًا) والكندية (45 ألفًا)، كما قاتلوا ضمن حركة المقاومة الفرنسية (5 آلاف)، وخدم آلاف الأوكرانيين في الجيش البولندي للجنرال فلاديسلاف أندرس وشاركوا في العمليات العسكرية إلى جانب بريطانيا في مصر وليبيا وإيطاليا. كما شكل الأوكرانيون من غرب أوكرانيا 2% من فرقة تاديوش كوستيوشكا البولندية و70% من اللواء التشيكوسلوفاكي التابع للجنرال لودفيغ سفوبودا.
ويؤكد الموقع المجري، ان الاعتراف العالمي بمساهمة أوكرانيا في النصر في الحرب العالمية الثانية، لم يمنعها من البقاء كجزء من الاتحاد السوفييتي. في العام 1945، أصبحت جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية، واحدة من الدول الـ 51 المؤسسة للأمم المتحدة بشكل منفصل عن الاتحاد السوفييتي.

ويلحظ الموقع انه نتيجة للحرب العالمية الثانية، تكبدت أوكرانيا خسائر مادية بلغت أكثر من 45%، من الأضرار التي لحقت بالاتحاد السوفييتي بأكمله. ومن أجل خلق إمكانات صناعية عسكرية قوية في شرق الاتحاد السوفييتي تحت شعار “كل شيء للجبهة!” كل شيء من أجل النصر! نقل البلاشفة من أوكرانيا 550 مؤسسة صناعية وممتلكات ومواشي، لآلاف المزارع الجماعية ومزارع الدولة والجرارات الزراعية، وعشرات المؤسسات العلمية والتعليمية والمراكز الثقافية والقيم التاريخية، وأصبحت المؤسسات التي دفع ثمنها الشعب الأوكراني بدمائه (بالمعنى الحرفي للكلمة) خلال ثلاثينيات القرن العشرين الأساس لإنشاء المجمع الصناعي العسكري في الجزء الشرقي من اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في سنوات ما بعد الحرب.

ويحصي الموقع المجري، ان ما يقرب مغادرة 3.5 مليون من سكان اوكرانيا من العمال المهرة والمتخصصين والعلماء والمثقفين المبدعين، الذين كرسوا جهودهم العمالية والفكرية لتطوير الإمكانات العسكرية والاقتصادية، ونزحوا الى اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية.

ولادة شرّ جديد!

ويتأسف الموقع المجري بقوله، أنه بعد عقود من الزمن، ولد الشر من جديد في أراضي روسيا المعاصرة، فالمؤسسات والمنظمات التي أنشئت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، بهدف ضمان السلام والاستقرار، لم تتمكن من منع ظهور قوة فاشية جديدة تحت راية مختلفة، فقد بدأت إشارات المتاعب والتهديد الوشيك للنظام العالمي، تنبعث من الكرملين في بداية القرن الحادي والعشرين، مع صعود بوتين إلى السلطة.

ان روسيا بوتين هي خليفة مباشرة للنظام السوفياتي من ناحية الجوهر الإمبراطوري العدواني للدولة والأساليب الإجرامية اللاإنسانية لتحقيق أهدافها من خلال الوسائل العسكرية

ويخلص الموقع المجري لنتيجة هي ان روسيا بوتين هي خليفة مباشرة للنظام السوفياتي من ناحية الجوهر الإمبراطوري العدواني للدولة والأساليب الإجرامية اللاإنسانية لتحقيق أهدافها من خلال الوسائل العسكرية، لكن في الواقع، فإن العامل الأخير الذي يحد من مسار طموحات موسكو الإمبراطورية، هو الشعب الأوكراني.

السابق
الادعاء على صاحب مطعم «بيتزا سيكريت» ومديره.. وفتح محضر على حدة حول المخالفات الادارية
التالي
عن الدولة «المخطوفة» أرضاً وشعباً ومؤسسات.. الورقة الفرنسية نموذجاً!