أزمة «الأونروا».. لفرض توطين الفلسطينيين كأمر واقع

التوطين قادم مجانا. هذا آخر ما توصل إليه القرار الاميركي بعد رفض طويل لتوطين الفلسطينيين مقابل إلغاء ديون لبنان. كيف يرى كل من علي بركة ولقمان سليم الامر؟

اشترطت واشنطن على “الأونروا” إحداث تغيير في المناهج الدراسية والتزام الحيادية، من أجل ضمان استمرارية الدعم الماليّ الذي سيتم حصره في كل من الأردن والضفة الغربية، مع استبعاد لاجئي كل من سوريا ولبنان من خدماتها. فواشنطن طلبت شطب كل ما له علاقة بحق العودة وقضية اللاجئين الفلسطينيين، وإسقاط هوية القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية، وإلغاء ما يخصّ النضال أو المقاومة ضد الاحتلال، أو تعبير الانتفاضة الفلسطينية مقابل هذا الدعم، مع إلغاء الأنشطة والفعاليات المتعلقة بمناسبات خاصة بالقضية الفلسطينية، كوعد بلفور والنكبة والعدوان الإسرائيلي عام 1967.

هذه التسريبات، كما نقلتها بعض الصحف الأردنية، علق عليها مسؤول حركة حماس في لبنان علي بركة، بالقول “ان الاميركيين، وفي سياق صفقة القرن، وبعد القراربتهويد القدس يعملون على شطب الأونروا لأنها الشاهد الدولي على قضية اللاجئين. والأونروا مؤسسة دولية تأسست عام 1949 لاغاثة وتشغيل اللاجئين ومصيرها مرتبط بحق العودة. لذا، من غيرالمسموح إلغائها. والان تضغط أميركا عبر الابتزاز المالي خدمة لاسرائيل في سياق “صفقة القرن”، فتُوقف “الاونروا” لتصير قضية اللاجئين مسألة عربية فلسطينية، مما يدفع الى تحميل الدول العربية مسؤولية هؤلاء اللاجئين. لذا طالبنا بتفاهم سياسي فلسطيني-عربي”.

إقرأ ايضا: انهاء «الأونروا» وضمّ ملف الفلسطينيين الى «المفوضية»: بوابة التوطين

ويتابع بالقول “تم تخفيض الميزانية الى نسبة معينة حيث دفعت واشنطن من اصل ميزانية الاونروا العامة البالغة 340 مليون دولار فقط 60 مليون دولار”.

ويؤكد بركة بالقول “الآن المشكلة ان ترامب سيعلن في شهر آذار خطة لتوطين الفلسطينيين، والخوف ان تأتي نتائج القمة في القمة العربية المزمع عقدها في الرياض نهاية آذار بسقف أدنى من قرار ترامب. لذا طالبنا لبنان الا يستجيب لمطالب واشنطن، وان يبقى محافظا على حق العودة.  حيث بدأ ترامب بتنفيذ خطته دون أي تفاوض مع العرب. كما ان الملك الاردني عبدالله الثاني قال للرئيس الحريري ان التوطين مجاني ولا مقابل له. والتوطين بات إلزاميا على لبنان والاردن. وقد طالبنا بموقف موّحد ضد إقفال الاونروا حتى لا تكون فتنة. لأنه عند اقفال الاونروا من سيتحمل تكاليف تعليم وطبابة اللاجئين، ومن سيهتم بالمخيمات لجهة المياه والكهرباء، حيث ان الاونروا هي التي تتحمل كلفة كل هذه المصاريف الحياتية. لذا ستكون هناك مواجهة مع الشعب اللبناني والشعوب العربية”.

وردا على سؤال حول سبب عدم تحمّل الدول العربية ا النفطية تكاليف العيش لللاجئين بدل انتظار واشنطن، يرى علي بركة، ان “نحن كدول عربية يجب ان ندفع للاونروا لتستمر في رعاية اللاجئين ولكن الدول العربية لا تدفع. علما ان بلجيكا قررت دفع 23 مليون دولار، اضافة الى مساهمة النروج، اما تركيا فقد اعلمت الرئيس ابو مازن انها ستدفع بعد توقف واشنطن عن دفع مستحقاتها”.

لقمان سليم

من جهة أخرى، يرى الباحث لقمان سليم، ان “ماذا يمكن للمسؤولين اللبنانيين ان يفعلوا امام قرار كبير غير منفصل عن السياسة العامة في المنطقة، فعندما يقول ترامب سأقفل الاونروا، فهذا جزء من مشروع  ورؤية لحاضر المنطقة ومستقبلها اولا فيما يتعلق بالعلاقات الاميركية-الاسرائيلية، وثانيا بالعلاقات العربية الاسرائيلية.

إقرأ أيضا: أزمة «الأونروا».. لفرض توطين الفلسطينيين كأمر واقع

لذا، لا يمكن فصل قضية الاونروا عن الرأي العام. وهناك 3 مسائل فيما يسمى الحل النهائي لقضية الفلسطينية:1- القدس، 2- اللاجئين، 3- عملية ترسيم الحدود يعمل على انهائها. فعوض ايجاد حل لكل هذه المشكلات، نرى ترامب يطيح بالمسألة ككل، وهذا ما شهدناه في موضوع القدس. حيث رأى ان الحل بإزالة مفهوم القدس. واما بالنسبة للعطاءات فقد ألغى عطاءات الاونروا، ملغيا بذلك موضوع اللاجئين. ونحن لا يمكننا ان نعمل شيئ حيال ذلك. ومن يقول انهم سيوّطنّون الفلسطينيين نقول انهم موّطنون منذ زمن، لكنهم بانتظار الصفة الرسميّة. فنحن ليس بيدنا فعل أيّ شيء. وسياسة لبنان والعرب تقوم على المكابرة، والقول اننا منتصرون”.

وتبقى أزمة الانسان الفلسطيني تراوح مكانها في ظل تخاذل العرب وخنوع المؤسسات الأوروبية لضغط واشنطن وإسرائيل.

السابق
تسجيل صوتي للشيخ بسام الطرّاس: القضية سياسية بامتياز
التالي
أسرار الصحف ليوم السبت 3-2-2018