مغزى تصريح الجعفري: سلاح «حزب الله» بيد الحرس الثوري لا بيد نصرالله

أكد الأمين العام لحزب الله ان التفاوض السياسي مفتوح، وذلك تسهيلا لحل أزمة استقالة الرئيس الحريري من الرياض، اعتراضا على سيطرة ايران على السياسة اللبنانية عبر حزب الله.

أطلّ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، في كلمة يوم الإثنين الفائت معلنا استعداده لسحب قواته من سورية، وخص قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني بالشكر. مع تأييده لطاولة حوار تجمع اللبنانيين بُعيد عودة الرئيس سعد الحريري من اقامته القسرية في الرياض.

إقرأ ايضا: أبرز مخاطر تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية

مما أفهم المتابعين استعداد حزب الله لأيّ تفاوض حول الموضوع، الذي أدى الى ابعاد الحريري قسرّيا. ولوحظ ان نصرالله ربط في خطابه، الذي عده المراقبون هادئا، بين سلاح الحزب والاستقرار.

لكن خطاب محمد علي الجعفري، قائد الحرس الثوري الايراني الفج يوم أمس، فاجئ الجميع وتناقض كليا مع كلام نصرالله الهادئ.

فماذا يقول لـ”جنوبية” الدكتور خالد العزي، الخبير في العلاقات الدولية، تعليقا على هذا التمييز بين الخطابين خلال فترة زمنية قصيرة جدا؟

اعتبر الدكتور خالد العزي، انه “في ظل التصعيد الايراني الجديد الذي انبثق عن قائد الحرس الثوري محمد علي الجعفري منذ يومين أن سلاح حزب الله لا يمكن التكلم به.. يمكن القول أن هذا السلاح مرتبط بحلّ المشكلة التي باتت تعالج في إطارها الضيق ضمن حلول كاملة للمنطقة”.

واضاف “ولكون سلاح حزب الله مرتبط بالحرس الثوري لا يحق لحزب الله التفاوض او التكلم عنه، وإنما فقط الحرس الثوري، الذي بات في عين العاصفة في مواجهة مع المجتمع الدولي، وخاصة بعد وضع الحرس الثوري ضمن لائحة العقوبات الدوليّة التي صنّفته على بكونه قوة او مجموعة ارهابية دوليّة”.

ولفت، العزي، قائلا الى ان “هذا الأمر، قد شدّ الخناق على الحرس الثوري الذي يقبض على إيران واقتصادها، وبالتالي كان الجعفري يحاول توجيه رسالة الى العالم في ظل العمل الدؤوب الذي يحاول البحث عن تسوية للمنطقة، انطلاقا من سورية، وإعلانه بأنه تم تسجيل انتصار كبير على الاٍرهاب الذي يضع الأزمات على قائمة التسويات السياسية. وهذا الشي لا يعجب الحرس الثوري الايراني الذي يحاول قبض ثمن نجاح أية تسوية في سورية”.

أقرأ ايضا: ماذا تعرف عن الحرس الثوري الإيراني؟

وختم، الاستاذ في كلية الاعلام، خالد العزي، بالقول “لذا كانت الإشارة من سلاح حزب الله، في الوقت الذي وُضع هذا السلاح عمليّا على طاولة المفاوضات الدولية والعربية والداخلية، مما يعني تأكيد جديد بأن سلاح حزب الله هو بيد الحرس الثوري الإيراني، من أجل الحصول على نفوذ، خاصة لإيران في المنطقة العربية، من خلال الأقليات الشيعية التي وضعت تحت سيطرة حزب الله والأحزاب المشابهة له في المنطقة، التي تُدار بواسطة الحرس الثوري الايراني”.

فهل سيكون الثمن الذي ستقبضه طهران في سورية ام في لبنان؟ وهل سنشهد تطورا سلبيّا في العلاقة اللبنانية- اللبنانية بعد تصريح الجعفري الاخير؟

السابق
روسيا تخفّض قواتها في سورية… فهل سيصمد الاسد؟
التالي
القاضية عون تدعي على غانم بجنح مشددة