«التغيير» يطرق باب القوى والفصائل الفلسطينية في لبنان

التغيرات طالت الحركات الفلسطينية في لبنان فقط دون غيرها، في تزامن غريب قد يكون مفهوما وقد يكون غير مفهوم ايضا.

طالت، وبشكل مفاجئ، التغييرات بعض المسؤولين السياسيين الفلسطينيين في لبنان، فعلى سبيل المثال خسر لبنان الحاج علي بركة “ابو الحسن”، وهو مسؤول حركة “حماس” في لبنان طيلة عقد من الزمن تقريبا، حيث كان يشرف على ادارة مكتب الحركة في لبنان ويتمتع بعلاقات جيدة جدا مع الاعلام اللبناني.

وتم تعيين الحاج احمد عبد الهادي “ابو ياسر” مكانه، وإن تأخر التسلم والتسليم، في المهام بعد. ربما، وبحسب متابعين للحركة ان القرار لم يثبّت رسميّا حتى الان.

هذا التغيير طال ايضا حركة “الجهاد الاسلامي” حيث عيّن الأخ إحسان عطايا “أبو حسام” محل الحاج ابو عماد الرفاعي، مسؤول حركة الجهاد في لبنان حيث تم تشكيل قيادة جماعية جديدة للحركة، وتمت تنحيته عن المسؤولية لأسباب غير معروفة. وربما تعود في الغالب الأعم الى انه استمر على رأس هذه المهمة القيادية طيلة 30 عاما. والقيادة ترى في هذا ضرورة التغيير. وكما نقلت اوساط مطلعة سيثّبت في موقع اعلى من موقعه السابق في بيروت تكريما لجهوده. ولكن الى الان لم يعلن عن هذه الصفة.

وشهدت بيروت طيلة الفترات السابقة تغييرات لدى قيادة “حماس” حيث انتقل المنصب من مسؤول الى آخر في عملية ديموقراطية، تنفي ما هو معروف عن الحركات الاسلامية بشكل عام في المنطقة.

ومن المعروف ان حركة “حماس”، التي شهدت مؤخرا تغيرات قوية، هي حركة اسلامية نابعة من فكر الإخوان المسلمين، مجتهدة اعلاميّا، بشكل أقوى من حركة الجهاد في لبنان، رغم ان الثانية مدعومة من إيران ماديا أيضا، والتي تبنّت العمل المقاوم كأول حركة سنيّة خرجت من فكر الاخوان المسلمين على يد رئيسها فتحي الشقاقي الذي اغتالته اسرائيل.

اقرأ أيضاً: هل تعود حماس الى دمشق بعد عودة الامور الى مجاريها مع طهران؟

والسبب يعود الى ان حركة “حماس” قوية ماليا، وان كانت المنابت الدينية واحدة لدى الفريقين. ولكن الجدير ذكره ان المقاومة المسلّحة او العسكرية انطلقت على يد الجهاد الاسلامي، لتلحق بها “حماس” فيما بعد خوفا من سحب البساط من تحت أرجلها، بحسب احد المطلعين.

الفصائل الفلسطينية

والتغيير الثالث طال “الجبهة الشعبية – القيادة العامة” بقيادة أحمد جبريل، الذي عيّن ” ابو كفاح غازي”، محل “ابو عماد رامز مصطفى”، المعروف على الساحة اللبنانية.

اما “لجان العمل في المخيمات”، فقد عينّت “ابو حسن سميح”، كمسؤول سياسي لها في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وهي التي اعلنت عن نفسها منذ أربع سنوات فقط، وهي لجان مدعومة من ايران بنسبة 75% ماديا، بحسب أحد المسؤولين فيها الحاج “ابو عمر الاشقر” مسؤول لجان العمل في بيروت.

ويؤكد الاشقر ان “عمل اللجان قديم، وان كنا تأخرنا في الاعلان عن انفسنا، نحن نؤيد المقاومة أينما كانت، ولنا مركز واحد، ولكن موجودون في كل المخيمات، وعملنا هو التدخل لحل الاشكالات الامنيّة لدى معارفنا وبالمَونة، اضافة الى عملنا الانمائي والاجتماعي”.

اقرأ أيضاً: «حماس» و«دحلان» في القاهرة والاتفاق تنموي!!

اما بالنسبة لـ”حركة فتح” فلم يطلها التغيير في لبنان. وبحسب أحد الخبراء بالحركات السياسية الفلسطينية “لا يزال الاخ فتحي ابو العردات كأمين سرّ الحركة في لبنان، اضافة الى كونه أمين سر فصائل منظمة التحريرالفلسطينية. ولا علاقة للوقت او الزمن في حركة فتح بالتغيير، بل الاساس هو الاداء السياسي”.

وبرأيه “لا تغيير سياسي في الأفق داخل فتح وان كان ثمة تغيير، فالاخوة في فتح في الضفة وسيعودون بالأخبار”.

ويختم ان “التغيير حلو، ودوما عندما يستقر المسؤول في منصبه يختفي الابداع، فالتغيير يجلب معه عقولا جديدة ووان كان المسؤول مسنّا، فلا علاقة للسنّ بالأمر، حيث يضطر المسؤول الى القيام بانجاز ما”.

السابق
معلومات لجنوبية: حزب الله سيردّ «ميدانياً» على تصعيد العقوبات الأميركية
التالي
كيف تقرأ الممانعة لقاء «بريّ – الحريري – جنبلاط»؟