ماذا بعد اطلاق الصواريخ الكورية وفشل العقوبات الاميركية؟

تقرع طبول حرب عالمية، بين كوريا الشمالية من جهة، والولايات المتحدة والقوى الغربية من جهة أخرى، مع تصاعد حّدة التوتر بين المعسكرين بعد إقدام كوريا الشمالية مرة جديدة بتجربة صاروخية جديدة حيث أطلقت صاروخا باليستيا صباح اليوم، ضاربة بعرض الحائط قرارت مجلس الأمم المتحدة وتحذيرات الدول الكبرى وهو ما يؤشر إلى مواجهة تلوح في الافق او تكاد تقع بين المعسكرين .

وقد أطلقت كوريا الشمالية اليوم (الجمعة) صاروخا باليستيا جديدا فوق اليابان في غضون أسابيع . وبحسب الـ “بي بي سي” بلغ الصاروخ ارتفاعا ما يقارب 770 كلم وحلّق لمسافة 3700 كلم قبل أن يسقط في الماء قبالة جزيرة هوكايدو، بحسب ما افاد جيش كوريا الجنوبية. وفد نقل إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا من منطقة سونان بالقرب من العاصمة بيونغ يانغ في اتجاه الشرق.

وفي هذ السياق،دعت السلطات اليابانية سكانها في المناطق الشمالية الشرقية إلى التوجه للملاجئ بعد تحليق صاروخا باليستيا فوق جزرها وبحسب وسائل للإعلام اليابانية أن الصاروخ الكوري حلق باتجاه المحيط الهادي فوق منطقة هوكايدو اليابانية. وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي إن دولته “لن تتسامح أبدا” مع تصرفات كوريا الشمالية.

إقرأ أيضاً: كيف سينتهي التحدي الأميركي – الكوري في الشرق الاقصى؟

واللافت أن عملية الإطلاق التي جرت من قرب بيونغ يانغ تأتي بعد أن فرض مجلس الأمن الدولي بداية الأسبوع مجموعة ثامنة من العقوبات على كوريا الشمالية حول برامجها النووية والصاروخية وهو ما يشير إلى أنه ما من رادع يقف بوجه تجارب بيونغ يانغ.

وقد أثارت النشاط الكوري الشمالي مجددا حفيظة الدولة التي سارعت بالإستنكر والتلويح بعواقب وخيمة، فقد حمّل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون مسؤولية الرد على الصين وروسيا، الشريكان الاقتصاديان الرئيسيان لكوريا الشمالية.مشيرا إلى “الأولى تمدّ كوريا الشمالية بغالبية نفطها أما الثانية هي المُوظّف الأكبر للعمالة الكورية الشمالية الإجبارية داعيا إياهها لاتخاذ إجراءات جديدة ضد كوريا الشمالية”. وأكّد تيلرسون إن “بيونغ يانغ لا تجني شيئًا من استفزازاتها المستمرة، سوى تعميق عزلتها دبلوماسيًا واقتصاديًا”.

وقد وصلت حدّة الاستنكار ان الأمين العام لـ”حلف شمال الأطلسي” (ناتو) ينس ستولتنبرغ ، دعا الى المطالبة بـ “ردّ عالمي” لإعتبار اطلاق كوريا تجربة نووية جديدة انتهاكاً متهوراً لقرارات الأمم المتحدة وهو ما يشكّل تهديداً كبيراً للسلم والأمن الدوليين ويستوجب رداً عالمياً”. وذلك وفقا لتغريدة نشرها اليوم عبر حسابه الشخصي.

بدوره صرح رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما الروسي، فلاديمير شامانوف، أنه يتعين على رؤساء الدول أو المسؤولين المفوضين، العمل على التوصل إلى حلول ملموسة بشأن أزمو كوريا الشمالية ، لأن الإجراءات التي اتخذت حتى الآن، عملياً غير فعالة.

مشيرا إلى أن “إن المدى الحالي لصاروخ اليوم، ينشئ ظروفا غير مسبوقة لمهاجمة البنية التحتية، بما في ذلك القواعد العسكرية الأميركية”.

من جانبه، سيعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم، جلسة طارئة مغلقة بطلب من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.

إقرأ أيضاً: التهديدات الأميركية لكوريا تقرع طبول الحرب العالمية الثالثة

والجدير ذكره إصرار كوريا الشمالية على أنها بحاجة لبرامج نووية وبرامج تسلح لضمان إستمراريتها. فأقدمت خلال الأشهر الفائتة على إجراء العديد التجارب الصاروخية، غير آبهة بالعقوبات المفروضة من الأمم المتحدة. إذ أجرت سادس تجاربها النووية منذ أسبوعين، بإطلاق قنبلة هيدروجينية، وهي أشد بمراحل من القنبلة النووية إذ تمتاز بقوة تدميرية أكبر من الأخرى. وعلى هذا الأساس فرضت الأمم المتحدة مجموعة جديدة من العقوبات على كوريا الشمالية، استهدفت ما تبقى من روابطها التجارية الدولية صاغتها الولايات المتحدة وتبناها مجلس الأمن الدولي بالإجماع.

إلا أن هذه العقوبات لم تردع كوريا الشمالية التي هددت أمس بأن “تُغرق اليابان وتحول الولايات المتحدة إلى رماد” وذلك ردا على ما وصفته بالعقوبات “الشريرة”. وكان الردّ اليوم كما توعدت.

فهل تؤدي سياسة كوريا الشمالية الى استدراج الولايات المتحدة وحلفائها نحو حرب بعدما أصبح من الواضح أن هذه العقوبات لدولية لن تأتي بنتيجة.

السابق
ألمانيا تحذر مواطنيها من لبنان
التالي
بعد تحذيرات السفارات.. الجيش اللبناني يحبط عملية إرهابية!