ضربة إيران الصاروخية على دير الزور: فقاعة اعلامية!

صواريخ أرض - أرض تدك مواقع داعش، الحرس الثوري الإيراني يعد بالاعلان عن الهداف التي ضربت...ولم يفعل!

للمرة الأولى يعلن الحرس الثوري الإيراني عن قصف منطقة دير الزور في شرقي سوريا صاروخيا، وذلك انتقاماً للهجومين الارهابيين اللذين استهدفا البرلمان وضريح الإمام الخميني مؤخراً.

ولأن تنظيم داعش الارهابي تبنى العملية فان ايران احرجت امام شعبها وهي التي تقدم نفسها قوة اقليمية كبيرة في المنطقة، فكان لا بد من الرد ولو اعلاميا لرفع المعنويات، وذلك دون أن تستثني المملكة العربية السعودية من تهم التمويل والتحريض.

ونظراً لما عكسه هذا الاختراق الأمني من زعزعة لثقة الشعب بالنظام، ردّ الحرس الثوري ليل أمس الأحد 18 حزيران باستهداف منطقة دير الزور بصواريخ باليستية، وبحسب البيان الصادر عن الحرس فإنّه قد أطلق مجموعة من الصواريخ من غرب إيران على قواعد الإرهابيين على حد تعبيره.
ولفت البيان إلى أنّ الصواريخ استهدفت مقر قيادة ومركز تجمع واسناد وقسم تفخيخ السيارات للارهابيين التكفيريين بهدف إنزال العقاب على منفذي العمليتين الارهابيتين الاخيرتين في طهران.
وخلص البيان إلى أنّ هذا الرد رسالة واضحة للتفكيريين بأنّهم إذا كرروا اجراءاتهم الخبيثة والشيطانية ضد الشعب الايراني فإنّ نيران الغضب الثوري والانتقام سيطال المرتكبين و المنفذين.

هذا وحاول البيان طمأنة الشعب الإيران، فيما علّق المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني في الشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان، على هذه الضربة بأنّها مجرد تحذير ناعم!


إلا أنّ اللافت في هذه الضربة الإيرانية هو غياب أيّ مصادر إعلامية تؤكدها إلاّ المصدر الإيراني نفسه، وعدم وجود حيثيات واضحة غير ما يروج له الحرس الثوري، إضافة للهمروجة الإعلامية التي أحاط بها إعلام الممانعة إذ لفت موقع العالم إلى أنّ اختيار دير الزور لهجوم الحرس الصاروخي يعود لكون جزء كبير من الإرهابيين يتواجدون في هذه المحافظة.

كذلك قد رأى مراقبون أنّ المنطق العسكري يتعارض والمعلومات التي سوّق لها الحرس الثوري، في هذا السياق أكّد العميد المتقاعد وهبي قاطيشا لـ”جنوبية” أنّه “بالعلم العسكري تعد كذبة كبيرة، لأنّ الصواريخ الباليستية لا أحد يستعملها حالياً على 600 و700 أو 1000 كلم، سابقاً كانت تستعمل لضرب المدن ولكن المدن الواسعة جداً”.
مضيفاً “البيان الصادر عن الحرس الثوري يقول أنّهم قد استهدفوا مراكز وتجمعات لوجيستية، هذا بالعلم العسكري كذب، الصواريخ قد تكون ضربت ويمكن أن تكون قد استهدفت دير الزور أو لم تستهدفها، ولكن الأكيد أنّ الذين دفعوا الثمن هم المدنيون وليس الداعشيين”.

مشدداً أنّ “العلم العسكري اليوم يقول أنّ الطائرة الحربية عندما تطلق صاروخا تحتاج إلى قمر اصطناعي، فكيف بالصواريخ الباليستية لاسيما وانّ هذه الصواريخ لا يمكن أن تصيب نقاط استراتيجية وتخطئ عن مدى 1000 كلم”.

اقرأ أيضاً: المشروع الإيراني في المنطقة ينفُذ عبر إحياء المقامات!

ولفت قاطيشا إلى أنّ “الهدف الإيراني هو القول أنّهم قد ردوا على الضربة الإرهابية بضرب منابع الإرهاب ولرفع معنويات الشعب الإيراني، فيقولون لهم نحن أخذنا بالثأر واستهدفناهم، وغير ذلك ما من شيء”.

ورفض قاطيشا الربط بين اسقاط طائرة سورية من قبل التحالف وما قام به الحرس الثوري، مشيراً إلى أنّ “ضربة التحالف مستقلة تماماً، فالنظام السوري يطلق طائرة ليسقطها له التحالف وربما يستدرجهم النظام بذلك ويهمه أن يتم اسقاط طائراته ليردد نغمة أنّه يحارب الاستكبار وما إلى ذلك”.

السابق
القاضي يُطالب بإعدام مرتكب «جريمة النسكافيه»
التالي
الإمارات: عزل قطر قد يستمر لسنوات