المشروع الإيراني في المنطقة ينفُذ عبر إحياء المقامات!

قال علي رضا أكبري أن "مشروع تطوير وتوسعة حرم السيدة زينب يقع ضمن برامجنا لاعادة اعمار الأماكن المقدسة".

كان حرم السيدة زينب قد تعرّض للعديد من الهجمات خلال السنوات الأخيرة، حيث تم ترميم الأضرار عبر جهود لجنة إعادة اعمار العتبات المقدسة التابعة لمحافظة خوزستان.

إقرأ ايضا: جولة في مقام السيدة زينب… الذي خاض حزب الله الحرب لأجله!

ومن الملفت، ان الايرانيين يعملون على تذهيب القباب بكلفة عالية جدا، مع ترميم كل زاوية في المقام، وترميم السيراميك المتضرر من الأحداث، واعادة تأهيل الأبواب وتغيير الأحجار، وإعادة طلي الجدران، وترميم المآذن، وإعادة تأهيل نظام التهوئة والتمديدات والمولدات الكهربائية، وتجهيز الحرم الشريف بنظام لإطفاء الحريق مع اقامة مضيف للزوار، ومكتبة ومتحف ومطبخ، اضافة الى الحراسة.

وبالعودة الى المقامات التي تدخل منها ايران الى الدول التي توجد فيها هذه الآثار الدينية، فقد تم تفجير ضريح الامامين العسكريين، عام 2006 في سامراء بالعراق. مما أدى إلى انهيار القبة الخاصة بالضريح التي تعتبر واحدة من أكبر قباب العالم الإسلامي. اضافة الى إطلاق صاروخين على مرقد سلمان الفارسي في المدائن.

هذا الهجوم من قبل “داعش”، برّرلإيران في سوريا والعراق- بصفتها النظام الاسلامي الشيعي الوحيد في العالم- بتقديم المساعدة لمواجهة “النواصب”، حيث دخلت تحت عنوان حماية المراقد الدينية.

علما أن المزارات الشيعية لم تكن موجودة قبل العام 1980 ولكنها ازدهرت بعيد التحالف الإيراني-السوري، فأنشأت ايران العديد منها في دمشق، كما تم تحويل بعض الأماكن المقدسة إلى مزارات، وهدم العديد من القصور الأموية في دمشق لتحويلها الى اماكن تابعة للمقامات.

ومن أهم المشاهد والمزارات الشيعية في سوريا، مرقد السيدة زينب، الذي يزوره الكثير من الشيعة الخليجيين والعراقيين والإيرانيين رغم الوضع الأمني السيئ في سوريا، اضافة الى الكثير من الحسينيات والحوزات العلمية، ومقام السيدة رقية، الذي يقع قرب الجامع الأموي، وهو ثاني مزار بعد السيدة زينب أهمية، ومن المزارات الشيعية الأخرى، مقاما السيدتين سكينة وأم كلثوم، إضافة إلى قبر حجر بن عدى الكندي، الذي تم نبشه واقتلاع الجثة على يد “الدواعش” في سوريا.

وفي سوريا ينتشر أكبر عدد من المقامات المنسوبة لآل البيت النبوي في العالم الاسلامي كله، حيث أحصى المؤرّخون 49 مقامًا ومشهدًا، أغلبها في دمشق. حيث يوجد في دمشق لوحدها 20 مشهدًا، وفي حلب سبعة مشاهد، وفي اللاذقية أربعة، وفي حماه أربعة، وفي حمص ثلاثة ، وفي مدن “الجزيرة”11 مشهدًا.

إقرأ أيضا: التيارات السياسية في إيران.. صورة من قريب

وقد شهدت دول سوريا والعراق ولبنان، تزايدا كبيرا في أعداد المزارات الشيعية التي شيدتها إيران خلال السنوات الأخيرة. حيث اهتمت بكافة المراقد المهملة في لبنان، والتي هي تقع على عاتق المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بالاساس، كمقام النبي ساري في عدلون، ومقام النبي محيبيب في ميس الجبل، ومقام السيدة خولة في بعلبك، ومقامي أبي ذر الغفاري في كل من الصرفند وميس الجبل، وعشرات الاماكن التي تنتشر في البقاع والجنوب، والتي ليس من المؤكد تاريخيا انها تعود لأهل البيت او اصحابهم، بل مجرد رمز يدّل على مرور هذه الشخصيات التاريخية في لبنان.

خلاصة القول، ان اعادة الاحياء جعل التدخل الإيراني مدعومًا بحجة حماية المزارات والمقامات مبررا، دون الإلتفات الى اهمية اقامة مصانع او معامل بدل الاسراف في تذهيب الحيطان والابواب والمداخل وبناء الجدران!!

محمد دهيني

وردا على تساؤلات حول الموضع، اعتبر الشيخ محمد عباس دهيني، قال “لا اعتقد ان ايران قد تدخل من هذا الباب، وانما هذا نهج وفكر اكثر مما هوعملية سياسية، وهو يقع تحت عنوان ان كل ما ينسب الى اهل البيت يجب إحيائه دون متابعة او رواية. ومن هذه الاماكن مقام خولة في بعلبك. حتى انه هناك مقال ترجمته لأحد الباحثين الايرانيين يتحدث عن ظاهرة تكاثر المقامات في ايران، حيث انه في ايران يوجد 1000 مقام لاولاد الامام الكاظم لوحده مثلا! لدرجة ضجت الناس من ذلك”.

وتساءل الشيخ الدكتور محمد عباس دهيني، فقال: “في هذه الحالة اذا عملنا لكل سيد او من يقال انه من نسل اهل البيت مقام، ماذا يحصل لنا؟”. علما انه “عالجت في العدد 28-29 من مجلة “نصوص” هذه الظاهرة وهي تعدد المقامات”.

“اما في لبنان، فثمة مشروع عبارة عن احياء كل المقامات، وبحسب الابحاث ان ما يعرف بالنبي “ساري” ليس صحيحا، اضافة الى مقام “خولة” في بعلبك”.

“ومن يقوم باحياء هذه الأماكن فهو تحت عنوان التقرّب، فقد قصد مجموعة من الاشخاص السيد علي خامنئي لنيل الموافقة على أخذ الخُمُس حول مقام خولة، فقال له السيد خامنئي انه ليس هناك ما يؤكد وجود ابنة للامام الحسين تسمى خولة، واذا اردتم الاجازة فأعطيكم اياها تحت عنوان اقامة مصلى وليس مقام. ولكنهم اخذوا الاموال وراحوا يروجون للمقام”.

وحول السبب في اشاعة هذه الاعمال؟ يقول الشيخ العلامة محمد عباس دهيني انه هناك “تسريب منهجيّ لهذه الافكار، وهو منطلق من شعور بالقهر والمظلومية، لانه ليس لدى الشيعة أيّ نتاج علمي او فكري او ابداعي، يباهون به الآخرين. وكل ذلك يجري من اجل صناعة الحضور. وما كثرة المصليات منذ بداية التسعينيات الا دليل انه تم تحويل كل زاوية الى مقام”.

ولا زلنا نذكر أحد الاماكن الاثرية في وسط بيروت، وما جرى بعدها، التي أشيع انها مقام لشخصية شيعية وتبين انه ليس للمكان اي علاقة بالشيعة”.

إقرأ ايضا: ولمعارك حزب الله في سوريا أساطيرها أيضاً!

وما هو الحلّ برأي الشيخ دهيني؟ يرى سماحته ان الحل هو”من خلال انشاء مؤسسة تحقيقية بحثية، تحتاج الى جهد وتعب وفريق متخصص، على ان تعلن النتائج عبرالاعلام، ومن المهم ان يخرج احدا العلماء، ويعلن ان خولة ليس لها أصل او وجود”.

وقد اشار الشيخ دهيني في نهاية حديثه لـ”جنوبية”، الى كتاب للشيخ حسين الخشن، يتناول هذا الموضوع، فقال “ادعو الشيخ الخشن وجميع الشخصيات الرمزية للتحرك، والكشف عما يجري داخل الطائفة في هذا الاطار”.

السابق
ريفي: نطالب بإسقاط الحكومة
التالي
عن وحشية مافيا حاكمة