إيران والممرّ البريّ نحو لبنان.. بات أمرا واقعا

انطلقت ايران منذ بداية الاحداث في سوريا نحو تحقيق هدفها الرئيس أي ما عُرف بـ"الممر الآمن".. وهو ما يقلق اسرائيل بحسب صحف اسرائيلية.

لاتزال الجهود الإيرانية تبذل من أجل تأمين ممرّ بري يربط ما بين إيران ولبنان عبر العراق وسوريا. وبحسب الغارديان البريطانية التي نقلت “ان البعاج العراقية على الحدود السورية العراقية تشهد وصول قوات الحشد الشعبي على دفعات لمواجهة تنظيم “داعش”.

ورغم الدمار شبه الكامل المنتشر في محيط المدينة، الا ان الخوف من عودة “داعش” يسيطر على المقاتلين الشيعة، لذا عمدوا الى التدمير الكليّ لها لقطع ايه امكانية لدخولها من قبل الارهابيين.

إقرأ أيضا: «الكوريدور» الإيراني يربط بلاد فارس بالمتوسط

ومع تقدم قوات “الحشد الشعبي في العراق” نحو الحدود السورية، تقدمت قوات أخرى موالية لإيران في سوريا نحو الحدود العراقية، إلى أن التقت الطرفان، على الحدود بين مدينتي الميادين العراقية وديرالزور السورية، وهو ما اعتبر لحظة حاسمة في الحرب السورية وفي المعركة ضد”داعش”، بل انه تجسيد جزئي لما تتطلع إليه إيران.

وفي تعليق لأحد قادة الحشد الشعبي، قال لموقع “السومرية” العراقي إن “الامن في سوريا سيرسيّ الاستقرار في المنطقة، وهذا ما سنصل إليه”. الا انه “طالما بقي هناك خطر في سوريا، فإن من واجب أي بلد يحترم نفسه أن يتوجه إلى حيث يوجد الإرهابيون، إن احتجنا إلى تنسيق بين الحكومتين العراقية والسورية فسيكون ذلك ممكنا، لكن يجب أن ننتظر الأوامر من العراق”.

مقابل ذلك، تحدثت وسائل اعلام  اسرائيلية عن توّجس داخلي من ممر إيراني يربط طهران بلبنان عبر الأراضي العراقية والسورية، كما ذكرت”هآرتس” أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تتابع، بقلق نشاط إيران في العراق، في سعيها لفتح ممر بري يربط ايران بلبنان عبر العراق وسوريا، بمساندة من الميليشيات الشيعية التي تسيطر عليها ايران، اضافة الى جماعة الحشد الشعبي العراقية بحيث تحقق إيران حلمها التاريخي”.

فما حققته إيران عبر دعم النظام السوري، والتنسيق مع الاميركيين بمواجهة “داعش” على الحدود العراقية-السورية مكّن إيران من وضع اليد على نقاط استراتيجية على الحدود العراقية السورية.

وتضيف “هآرتس” إن “الحدود السورية-العراقية هي الموقع الأهم في المنطقة حيث ستحدد صورة الوضع الإقليمي ككل”.

فمسألة تكريس ممر بريّ تحت سلطة إيران ونفوذها سيغيّر الميزان الإستراتيجي في الشرق الأوسط، فمساعي إيران لاحتكار ميناء شمال غربي سورية يعطي إيران موطئ قدم على سواحل المتوسط. ولا يزال مجهولا ما إذا كانت ادارة ترامب تعتزم القيام بخطوات فعلية لوقف المد الإيراني كما ركزت جهودها ضد “داعش”!..

في حين ان اسرائيل تركز جهودها حول المثلث الحدودي السوري- الأردني- الفلسطيني، وضمان عدم عودة قوى موالية لإيران والنظام إلى هذا المثلث.

إقرأ ايضا: «البدر الشيعي» يحلّ مكان «الهلال الشيعي»!

وفي تقرير للمركز “الديموقراطي العربي” يقول “بينما كان العالَم يركّز على اعلان الخلافة الاسلامية والاتفاق النووي الايراني لاهميتهما بالنسبة للمنطقة ككل، كانت إيران تعمل بانتظام في سبيل تحقيق هدفيها الأساسييْن، وهما تعزيز هيمنتها الإقليمية، وربط طهران عبر العراق وسوريا بجنوب لبنان، من خلال توفير ممر جغرافيّ يمتد عبر الدول الثلاث، والسيطرة على القرار السياسي في كل من بغداد ودمشق وبيروت”.

السابق
فتوحي من البقاع: إعتماد القانون النسبي إنتصار للبنان!
التالي
ثغرات تبرز في قانون الانتخاب وعون سيطلق ورشة الاصلاح