بوعزيزي جديد في تونس..فهل تكون ثورة ضدّ الثورة؟

هل سيكون مشهد إضرام بائع المتجول النار في نفسه أمس، شرارة ثورة جديدة في تونس؟

في مشهد أعاد الأذهان إلى ثورة البوعزيزي قبل سبع سنوات، حيث انفجرت احتجاجات واسعة ومواجهات مع الشرطة أمس في تونس، بعدما أقدم بائع فواكه متجول على اضرام النار في نفسه أمام مركز الشرطة؛ احتجاجا على منعه من بيع الفراولة.

ورغم أن الشاب تمّ إسعافه ونقله إلى المستشفى بحسب ما أفادت وكالة رويترز، إلّا أن هذا لم يمنع أن يخرج المحتجين إلى الشارع في بلدة طبرية التي تبعد 35 كيلومترا من العاصمة تونس. وهو ما خلف مواجهات بينهم وبين الشرطة التي أطلقت قنابل الغاز لتفريق االغاضبين الذين قدروا عددهم بالمئات إذ أضرموا النيران بالإطارات، وقاموا برشق الشرطة بالحجارة.

إقرأ ايضًا: تونس: ولادة جديدة لـ«ربيع العرب».. و«الفلول» جزء من!

وبعد موجة الغضب هذه، قامت الشرطة بإعتقال عدد من المحتجين الذي دفعهم في الدرجة الأولى إقدام بائع الفواكه على احراق نسفه أولا ومن ثم تفاقم البؤس مع ازيادد البطالة والفقر.

وأشار جمال الجويني المعتمد الأول لولاية منوبة في تصريح لموقع قناة “نسمة” التونسية أن الشاب “كان يريد وضع عرباته في مكان ممنوع”،وعلى هذا الأساس طلبت شرطة البلدية منه الإبتعاد عن هذل المكان، فأقدم على حرق نفسه على الفور”. وأضاف “ما فجر الشارع شائعة موت الشاب، فيما كان وضعه مستقر حيث تعرض لحروق من الدرجة الثانية.

ما حدث امس يذكر  بإحراق الشاب محمد البوعزيزي نفسه في 2010 وذلك بعدما تمّ احتجاز عربته وصفعه من قبل شرطية في سيدي بوزيد؛ وهو الأمر الذي ولّع حالة انتفاضة شعبية انتهت بالإطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

وعلى الرغم من الإشادة بالانتقال الديمقراطي السلس في تونس، إلا أن الوضع المعيشي من تفاقم للبطالة والفقر وارتفاع الأسعار لا يزال يثير استياء التونسيين. وهو ما يدعو للتساؤل حول ما اذا كانت هذه الحادثة ستكون شرارة ثورة ياسمين ثانية.

وتأتي احتجاجات طبربة بالتزامن مع احتجاجات أخرى جنوب تونس للمطالبة بتأمين فرص عمل ونصيب من الثروات الطبيعية للبلاد.

والجدير ذكره، أن الثورة التونسية كانت ميلادا ومخاضا للثورات العربية  التي بدأت من تونس تضامنا مع البوعزيزي 18 في  كانون الأول 2010، وكانت ثورة الأحرار التونسيين شرارة الثورات العربية، حيث انطلقت المظاهرات وخرج آلاف المتظاهرين من عدة مناطق في تونس رفضا لتدهور الوضع المعيشي ضد الظلم والإقصاء والبطالة والتهميش.  حتى خرجت هذه الحركة عن نطاق السيطرة الأمنية، ومع تعامل قوات الأمن بشكل عنيف مع المتظاهرين تحولت المظاهرات والاحتجاجات إلى الدعوة إلى إسقاط الحكومة ورحيل النظام، وسط حياد من الجيش التونسي، حتى اضطر في النهاية زين العابدين بن علي إلى الرحيل في 14 كانون الثاني 2011.

إقرأ ايضًا: «ثورة الياسمين» في حاجة إلى منقذ

عودة ظاهرة الاحتجاجات إلى الشارع في تونس تظهر أن غضب التونسيين من رداءة الاوضاع المعيشية ومدى الفقر والعوز لم يبرد بعد فهل يكون حادثة إحراق البائع المتجوّل لنسفه أمس شرارة لإنطلاق ثورة جديد في تونس؟

(س . ج)

السابق
اعتداء على «الجديد».. والناشطون يتضامنون
التالي
حزب الله والإسلاميون في خندق واحد لإقرار قانون «العفو العام»