دعوة الى فصل النبعة عن برج حمود لرفع الغبن عن 4000 صوتا شيعيا

أثار ملف بلدية الحدث-الليلكي عددا كبيرا من الملفات البلدية في لبنان التي رُكبت دون مراعاة لشؤون المواطنين، وانما بحسب مصالح السياسيين، ومن هذه الملفات ملف النبعة - برج حمود الذي يحمله الدكتور المهندس حسن هزيمة على عاتقه.

تأسست بلدية برج حمود النبعة عام 1952 وهي تتألف من أغابيوس- سيس- أدنة- طراد- ضهرالجمل- جهة البحر.

قبل الحرب كان هناك ما يقرب من 5000 صوت شيعي في النبعة – برج حمود، و9 آلاف في منطقة المتن، يمثّلهم في مركزية قرار البلدية عضو مجلس بلدي شيعي واحد، وكاتب عادي شيعي واحد، و20 عامل شيعي في التنظيفات الصحية، و9 شرطة، و3 حرس فقط.

ورغم كل الاموال المُجباة من منطقة النبعة، فليس فيها أية خدمات مؤداة من البلدية. فلا تزال شوارعها والبنى التحيتة فيها هي هي، التي كانت موجودة عام 1974، ولم يتم صرف قرش واحد لتحسين المنطقة، وعلى سبيل المثال تنعم منطقة مرعش داخل برج حمود بالزفت الجديد كل فترة، وبالاحواض الزراعية، والنُصب، وبالشرطة لتأمين السير، والنظافة، وكامل الخدمات فيها.

اقرأ أيضاً: وصفاه بالديكتاتور… فضربهما رئيس بلدية ديرقانون المدعوم من حزب الله

في حين ان النبعة ما تزال على حالها منذ العام 1974 تطوف مجاريرها كل فترة بسبب قِدَم التمديدات، كما تم تعيين شرطي حراسة واحد فقط.

واليوم، يوجد 14000 ألف صوت شيعي بينما في سرعين 600 صوت، وعملوا لهم بلدية مستقلة كونهم مسيحيين.

وفي منطقة أغابيوس تنتشر المستوصفات الصحية على العكس من وضع النبعة الذي يراجع اهله المسؤولين، لكن لا حياة لمن تنادي. وفي أدنة يوجد الانارة والزينة فلا عتمة على عكس النبعة تماما التي تفتقر الى الحراسة ليلا والى الانارة.

اما منطقة جهة البحر فقد زرع شجر نخيل على جانبي الطرقات للزينة، اما في النبعة فلا وجود ولو لشجرة واحدة، ولم تزرع البلدية أية شجرة رغم كل المعونات الزراعية التي استحصلت عليها.

هذه المعلومات التي اوردها الدكتور حسن هزيمة لـ”جنوبية” طالبا التوازن في المعاملة والمساواة في ظل خوف من تحول النبعة الى منطقة أرمنية، نظرا للزحف الأرمني نحوها في ظل معاناة المالكين اللبنانيين الشيعة والقاطنين فيها ومع ما يدفعونه من واجبات ورسوم للبلدية تتغذى به بقية المنطقة دون النبعة.

وجراء هذا الوضع يدعو هزيمة ومن معه من الأهالي الى فصل النبعة عن برج حمود في بلديتين مستقلتين حفاظا على الوجود الشيعي في المنطقة التي تمثّل التعايش الاسلامي-المسيحي.

د. حسن هزيمة

من هنا، فقد تقدّم هزيمة عضو المجلس البلدي السابق في برج حمود، بمشروع تفصيلي يتعلق بفصل برج حمود عن النبعة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل الدورة الانتخابية السابقة أي في العام 2008، والذي لم يتعامل معه بجدّية من باب العلاقات الحسنة مع الأرمن والرئيس ميشال المرّ.

وفي لقاء مع عضو بلدية برج حمود السابق الدكتور والمهندس حسن هزيمة، قال لـ”جنوبية”: “ان الوضع الحالي منذ العام 1998على حاله، حيث لازلنا ممثلين بعضو واحد ومختار واحد. فالمسيحين لديهم أكثر من ستة مخاتير، وستة اعضاء بلدية، واصواتهم أقل من أصوات الشيعة. ولكن تمثلوا بهذا العدد من الاعضاء، اما الارمن فـ14 عضو و8 مخاتير.

ويتابع هزيمة “ذهبت كل المناصب من يد الشيعة، واما العقارات فقد تم استملاكها قبل الحرب بنسبة 60% من الاراضي التي كانت ملكا للشيعة، وذلك تحت الضغط اوالخوف. وبعض الشيعة أخذ يحتمي بالمسيحيين لجمع ايجارات املاكه البسيطة”.

“واذا لم نطالب بالنسبية في أعداد الاصوات يجب ان يأخذ الشيعة ما بين أربعة الى خمسة اعضاء وأربعة مخاتير او أكثر”.

وعندما سألناه هل طالبوا بالتمثيل الصحيح رد هزيمة، بالقول: “طالبنا بالتمثيل الصحيح لكن رفضوا، اضافة الى انه حاولنا ان نأخذ حقوقنا عبر التوظيف، ولكن كل التثبيتات لم تشملنا الا بنسبة 3%. علما ان شباب الشرطة يحملون اجازات جامعية لكن عينوهم كشرطة سير، واعطوا للمسيحيين الوظائف المريحة. وعينّوا شرطيّا واحدا فقط لمنطقة النبعة في حين انهم عيّنوا في احياء الارمن اكثر من شرطي. والمدارس في مناطقهم متوفر فيها الحراسة بكثرة، في حين انه لا حراسة على مدارس النبعة.

فالمنطقة فلتانة نظرا للكثافة السكانية لولا بعض الامن الخاص، حيث أجرينا احصاءات للمقيمين حتى لا يدخل أيّ غريب”.

ويتابع هزيمة “لذا نطالب ان تضم الأراضي الموجودة ضمن مربع برج حمود الى بلدية النبعة، كما هو حال بلدية سرعين التحتا وسرعين الفوقا. واذا اقمنا بلدية في النبعة سيكون لنا عشرة اعضاء مع اعضاء مسيحيين، واعضاء ارمن، وسيكون الرئيس مداورة، ونحن كوننا نمون بالخدمات فاننا سنتبادل الخدمات. مع العلم انه للسنّة 700 صوت سيكون لهم مشاركة بالعضوية”.

ويتلخص مشروع اهالي النبعة، بحسب هزيمة، بالتالي “تحت مظلة التعايش الاسلامي المسيحي والخدمات المتبادلة لا للأستعداء او النعرات الطائفية، انما للتخفيف الضغط على بلدية برج حمود التي تعاني من حجم كبير من الخدمات نظرا لعدد الناس في ظل وجود مهندسة واحدة”.

لكن من يعارض موضوع الفصل بين النبعة وبرج حمود؟. يجيب هزيمة “الأرمن والمسيحيون، فقد كان الرئيس ميشال المرّ يستفيد من اصوات الشيعة في النبعة. ونحن نقول انطلاقا من ذلك أن 11 ألف صوت شيعي في المتن يجب تمثيلهم بنائب، وأيضا يجب اعطاؤهم بلدية في النبعة”.

اقرأ أيضاً: الفقر والبطالة في لبنان.. سببهما «فساد سياسي»!

ويستطرد هزيمة “نحن نمد يدنا للجميع من كتائب، وقوات، وأرمن، والرئيس ميشال المر، ومن أجل الحد من حالات القتل والسرقات والمشاكل، ومشروعنا مشروع تعايش وتخفيف الضغط عن المنطقة، وتنظيفها وإنارتها لتكون إنموذجا مع بلدية برج حمود”. اضافة الى “اننا سنقدّم أرضنا المشاع المتوفرة لنا في بلدية النبعة الجديدة لإقامة مشاريع عبر متبرعين”.
و”أنا كابن منطقة النبعة بيديّ 1000 صوت، وفي حال رفض الموضوع، أضعف الايمان سأطالب بالمشاركة وبالتمثيل كما حصل في سرعين والدكوانة وسد البوشرية والجديدة والدكوانة، فبرج حمود تضم 4000 صوت ناخب، وهذا الضغط يؤخر معاملات المواطنين في المنطقة خاصة ان مهندسة واحدة في البلدية فقط. ونحن نطالب بانجاز ملفات المواطنين”.
ويختم هزيمة بنداء موجه لجميع المسؤولين “نحن معكم تحت شعار السيد موسى الصدر ان التعايش الاسلامي المسيحي ثروة يجب التمسك بها. فنحن نتشارك الاعياد والمناسبات الدينية، ونرفض الشعارات الطائفية والمذهبية ونمنع النعرات الطائفية، فهذا المشروع يدعمه عدد كبير من الشخصيات الشيعية التي تعمل على خط الحوار الاسلامي المسيحي”.

السابق
أسئلة مريبة حول مباراة «كلاسيكو الاساطير» في بيروت
التالي
الجيوش الرديفة في المنطقة: الحرس، الحشد، المستوطنون