من نصدق ؟

حزب الله حاول من خلال العراضة أو الاستعراض الإعلامي الميليشيوي على الحدود الجنوبية ان يرسل رسالة واضحة للعالم بأن السيادة على الجنوب والحدود هي للحزب وتالياً لرب عمله المرشد الأعلى الذي يواجه لأول مرة منذ عشر سنوات ضغوطات وتهديدات أميركية تتعلق بدوره الذي يزعزع الاستقرار في المنطقة ويسعى الى ضرب سيادة اربع دول لتحل محلها سيادة ميليشيات ايران والحرس الثوري كتجسيد لنفوذ المرشد وأحلامه باستعادة الامبراطورية لبلد يعيش اغلب سكانه تحت خط الفقر في اقتصاد لا يتعافى رغم انه بلد نفطي والسبب في ذلك الفساد في الداخل وهدر الأموال على السلاح والميليشيات والحروب بالواسطة في الخارج.
حزب الله عرّض لبنان لأول مرة منذ ١١ سنة الى مخاطر حرب حقيقية ومدمرة للبلد ولما تبقى من الاقتصاد والبنى الخدماتية وذلك لتذكير الأميركيين ان المرشد لا يزال يملك الأوراق في المنطقة وبالأخص انه لن يتراجع في سوريا أو في غيرها وان ايران تربط مصير نظامها بالنفوذ الذي تحقق لها وهي دفعت عشرات آلاف المليارات لاجله وليست مستعدة للتراجع أو ان تراجعها لن يكون الا بحرب أوسع واكبر من الحرب المذهبية التي اطلقتها في المنطقة. يجب التذكير ان ايران دفعت لدعم الأسد ونظامه منذ عام ٢٠١١ ما لا يقل عن خمسين مليار دولار ويضاف له ما تدفع للحزب والحوثيين والميليشيات العراقية ولعمليات التخريب في البحرين وغيرها.
الحريري انتبه الى خطورة خطوات الحزب وما تحمله من مخاطر على لبنان في اوضاع مشابهة لما حصل عام ٢٠٠٦ ولكن هذه المرة الأمور والمواجهات أوسع واشمل ولن يجد لبنان من يتضامن معه اذا سمح للحزب بأي نوع من المغامرات هذه المرة. استدرك الحريري الأمور وذهب بشجاعة متميزة الى الحدود ليقول بوضوح ان السيادة للدولة وليس للحزب والدولة لن تسمح بأي رسائل أو مغامرات لن يكون ثمنها سوى دمار يُلحَق لبنان بدمار سوريا. الحريري أكد أيضاً التزام لبنان بالقرار ١٧٠١ وانه يزيد استكمال تنفيذ هذا القرار بكل بنوده المؤجل بعضها منذ ١١ سنة.
السيادة لمن للحزب أم للدولة؟ نحتار من نصدق ولكن نقول لكل الأطراف ان آخر ما يحتاجه لبنان وبالأخص جنوبه ودولته وشعبه بكل فئاته هو “نصر الهي” اخر أو لو “كنت اعلم” اخرى علماً انه منهك ومعزول وغارق في النفايات السياسية والميليشيوية.

السابق
ماكرون ولوبان يتأهلان إلى المرحلة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية
التالي
يا رجال الدين.. لوذوا بالصمت