يا رجال الدين.. لوذوا بالصمت

لما لا يتابع رجال الدين القضايا الفكرية والثقافية والوطنية من باب التنوير وعدم التسعير المذهبي؟ ولما يتحدثون بما يتحدث به السياسيون؟

خلال أيام قليلة طلع علينا رجليّ دين فأتحفانا بآرائهما.. ليس الدينية التي هي من اختصاصهما، بل بآرائهما الدنيوية.

الاولى، حين خرج علينا البطريرك بشارة الراعي بالحديث عن قانون الانتخاب، والثاني، حين خرج المفتي عبداللطيف دريان معلقا على جولة حزب الله الاعلامية في الجنوب.

إقرأ أيضا: ذاكرة الحرب اللبنانية واحتمالاتها «الآتية»

الاول مسيحي، بل اعلى سلطة مسيحية في لبنان، وكلمته بالنسبة للسلطة اللبنانية الطائفيّة “ما بتصير كلمتين”. وهو الحاكم الخفيّ، كما هو على الدوام منصب البطريرك ولما يزال. ولا زلنا نذكر مواقف البطريرك نصرالله صفير في التسعينيات وما قبلها في ظل غياب القيادات المسيحية عن الساحة السياسية آنذاك.

ولكن موقف الشيخ عبداللطيف دريان ليس طلبّا لأمر مصيريّ يتعلق بالمسلمين، كما يفعل زميله البطريرك. بل هو نوع من تزلّف للقيادة السياسية للحكومة التي تمثّل السنّة في لبنان.

إذن، يأتي تدخل رجليّ الدين هذين في السياسة والتخلي عن مهمتهما الاصلية، رغم ان مهنتهما هي التصويب فيما يتعلق بالقضايا الاخلاقية، والأخروية، والإجتماعية، والإنسانية.

إقرأ أيضا: السيّد هاني: صورة جميلة.. عن رجال الدين القبيحين

فمتى نرتاح من تدّخل رجال الدين بالسياسة- ليس السياسة العامة مُطلقا أي ادارة شؤون الناس- بل بالسياسة اليومية وزواريبها، والتي تزيد الطين بلة في كل مرة.

السابق
من نصدق ؟
التالي
بالفيديو: جنوح باخرة على شاطئ صيدا