غضب روسي بعد تسلم «الخوذ البيضاء» جائزة الأوسكار

ابدت روسيا امتعاضها بعد فوز فيلم "الخوذ البيضاء" بجائزة الاوسكار عن فئة الأفلام القصيرة. ويوثق الفيلم قيام رجال الدفاع المدني السوري بإنقاذ المدنيين من تحت الركام المنازل التي هدمتها آلة الحرب الروسية والسورية والإيرانية.

ليلة الأمس إنتزع الشعب السوري شرعية تضاف إلى شرعية ثورته التي أطلقها عام 2011، وذلك بعد فوز فيلم يوثق معاناة فريق الدفاع المدني السوري بجائزة اوسكار عن فئة الأفلام الوثائقية القصيرة لعام 2016.

إلا ان خطوة “أوسكار” لم تعجب الجانب الروسي، وهو ما دفع المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للقول بان من يسمون انفسهم بالقبعات البيضاء يسعون إلى الحصول على جائزة نوبل ويدعون انهم يقومون بإنقاذ الناس عبر تصوير مقاطع فيديو صغيرة إنتهازية ومن ثم يقومون بنشرها على يوتيوب.

وإتهمت زاخاروفا القبعات البيضاء بإستخدام وسائل غير شرعية للحصول على الجوائز، بحيث ما يقومون به يعتبر محاولة لإستغلال معاناة الناس ويعد سلوكاً لا أخلاقياً.

إقرأ أيضاً: الدفاع المدني السوري يستحق جائزة نوبل…فهل ينتبه العالم؟

وتأسس الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) بعد الحملة العسكرية التي أطلقها النظام السوري وحلفائه على مدينة حلب عام 2013 والتي بقيت مستعرة إلى  اواخر عام 2016 عندما تمكن النظام السوري وروسيا والميلشيات الشيعية من دخول مدينة حلب الشرقية بعد شنهم عملية عسكرية تعد الأعنف بتاريخ الحروب الحديث، وقد نفذت روسيا خلال تلك الحملة العسكرية على شرق حلب مئات الغارات الجوية يضاف إليها قيام النظام السوري بإلقاء مئات البراميل المتفجرة على معاقل المعارضة. وقد شاركت روسيا بتنفيذ غارات عسكرية عنيفة على عدد كبير من المناطق السورية من بينها ريف حمص وريف ادلب وحماه، وهو ما دفع سفيرة اميركا السابقة في الامم المتحدة سامنتا باور إلى إتهام روسيا والنظام السوري بإرتبكاب جرائم حرب.

إقرأ أيضاً: الخوذ البيضاء استحقوا نوبل ولم يأخذوها… فأخذوا الاوسكار

أما قناة “روسيا اليوم” فقد شاركت بالهجوم على فيلم “الخوذ البيضاء” من خلال مقالتها التي وصفت فيها المنقذين بأنهم يدعون العمل الإنساني ولهم علاقة بالإرهابيين. وإستهزأت القناة الروسية من تقرير شركة نيتفلكس الراعية الرسمية للفيلم لأنه وصف المنقذين بالشجعان والمنقذين الأبطال.

وتستند الصحف الروسية في هجومها على منح جائزة الاوسكار للفيلم السوري، بالإشارة إلى زيارة الصحافية الكندية إيفا بارتليت التي توجهت لزيارة حلب الشرقية في شهر كانون الأول من عام 2016 فقالت بأن أبناء حلب لا يعرفون من هم “الخوذ البيضاء.”

وتقول “روسيا اليوم” بأن المصابين وسكان اكثر من محافظة سورية يعمل بها “الخوذ البيضاء” أكدوا لمراسلي القناة الروسية بأن الدفاع المدني السوري هم مجموعة متطرفين يقومون بسرقة الاثاث من المنازل المتضررة والمجوهرات من المصابين.

ويتهم النظام وروسيا وإيران الدفاع الوطني السوري العامل في مناطق المعارضة السورية بأنه جهز إستخباراتي صنعته أميركا وله مهام خاصة مختلفة تماماً عن المهمة الإنسانية التي يدعيها. في مقلب اخر حظيَّ الخبر على تغطية إعلامية مميزة من قبل الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي من مختلف انحاء العالم فقالت وكالة رويترز أن الجائزة هي نصر للشعب السوري الرازح تحت الألى الحربية لسنوات طويلة، اما شبكة “فايس نيوز” الاميركية فكتبت “لقد كانت بحق ليلة سورية في الاوسكار.”

 

 

السابق
حاكم دبي يفتح باب التوظيف أمام العرب والراتب مليون درهم!
التالي
زاخاروفا: القبعات البيضاء أثبتوا أنّهم يمثلون ولم يخجلوا!