سوق الاسلحة الثقيلة في الشرق الاوسط يزدهر منذ العام 2015

منذ العام 2015 ازدهرت تجارت الاسلحة في الشرق الاوسط بحسب عدد من مراكز الابحاث الغربية وعلى رأسها " معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي".

أكّد تقرير”معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي” في تقرير سنوي معنيّ بسوق الأسلحة في العالم، أنّ دول الشرق الأوسط رفعت نسبة وارداتها من الأسلحة الثقيلة خلال السنوات الاخيرة، وهي النسبة الأعلى منذ انتهاء الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو في تسعينيات القرن الماضي.

إقرأ ايضا: «داعش» يستخدم أسلحة «ملك الولايات المتحدة والسعودية»

وأشار التقرير إلى أنّ السعودية في السنوات الخمس الاخيرة تعد ثاني أكبر دولة على صعيد مستوردي الأسلحة عالميا بعد الهند، خاصة انها ضاعفت وارداتها بنسبة تتتعدى الـ 200% 212 مقارنة بالسنوات الخمس السابقة.

ويلفت باحثون في المعهد إلى أنّ السعودية تشتري هذا الكم الهائل من الأسلحة الثقيلة رغم هبوط أسعار النفط والازمة الإقتصادية التي تعانيها خاصة بعد اندلاع حرب اليمن.

وتشتري السعودية اسلحتها الثقيلة هذه من الولايات المتحدة بالدرجة الأولى ومن ثم بريطانيا.

وتعتبر دولة الإمارات ثالث أكبر مستورد للأسلحة الثقيلة في العالم. وأشار التقرير إلى أنّ قطر  تستورد من الأسلحة الثقيلة بما نسبته 245%  خلال السنوات الاخيرة، اذا ما قيست بما كانت تستورده سابقا ما بين عامي 2007 و2011.

في حين نجد ان الجزائر، تعتبر خامس أكبر مستورد للأسلحة الثقيلة وأكبر مستورد في القارة الإفريقية ككل، وحصتها تصل الى 46% من مجموع الأسلحة المستوردة.  ومعظم اسلحتها تأتيها من روسيا. كما احتلّ العراق المرتبة الثامنة ضمن الدول العشرة الأولى الأكثر استيراداً للأسلحة في العالم.

هذه السوق مصدرها الولايات المتحدة التي تعتبر أكبر مصدّر للأسلحة الثقيلة في العالم  حيث ان سوقها يورد الى أكثر من مئة دولة. واهم الزبائن عندها هما السعودية والإمارات وتركيا.

وتحتل كل من واشنطن وموسكو رأس الهرم في لائحة الدول المصدّرة للاسلحة. في حين تأتي فرنسا والصين وألمانيا ضمن الدول الخمس الاولى المصدّرة للأسلحة الثقيلة في العالم.

أمّا إيران، فقد جاءت فقد كانت نسبة ما تستورده حوالي 1.2% فقط من مجموع استيراد الأسلحة في الشرق الأوسط، وذلك  بسبب الحظر المفروض عليها من قبل واشنطن. وتعتبر صفقة منظومة الدفاع الصاروخية أس 300، أكبر صفقة سلاح منذ العام2007.

اما اوروبا فانها تشهد انخفاضا حادا في استيراد الاسلحة بنسبة تصل الى 36%  مقارنة بالفترات نفسها التي رصدها التقرير. وتعتبر الصين من أكبر الدول التي تورد الأسلحة الثقيلة في العالم.

وكانت مبيعات الأسلحة في العالم قد بلغت أعلى مستوى لها منذ الحرب الباردة في السنوات الخمس الأخيرة بسبب ارتفاع الطلب في الشرق الأوسط وآسيا.

حيث قفزت واردات دول الشرق الأوسط والخليج العربي إلى 29%، متقدمة على أوروبا  بنسبة 11%.

وفي هذا المجال اعتبر بيتر وايزمان (وهو من العاملين في المعهد) الى انه خلال السنوات الاخيرة توجهت معظم دول الشرق الأوسط  إلى الولايات المتحدة وأوروبا لحيازة قدرات عسكرية متطورة، رغم انخفاض سعر برميل البترول، اطلبت دول الشرق المتوسط مزيدا من الأسلحة في العام 2016 من أجل مواجهة النزاعات والتوترات الإقليمية.

وبحسب التقديرات ارتفعت نسبة شراء الأسلحة في السنوات الخمس الأخيرة الى أعلى مستوى لها منذ العام 1950.

وحلت السعودية في المرتبة الثانية في قائمة مشتري الأسلحة في العالم في هذه السنوات، بعد الهند التي لا تملك، خلافا للصين، إنتاجا وطنيا للأسلحة بمستوى عال

ونقلت وكالة (أ ف ب) انه في مجال الصادرات احتفظت الولايات المتحدة بالمرتبة الأولى بـ33% من سوق الأسلحة، فيما جاءت روسيا في المرتبة الثانية بحصة بلغت23% من سوق الأسلحة العالمية، ثم الصين بحصة 6.2%، وفرنسا بحصة 6%، وألمانيا بحصة 5.6%..

وتستحوذ هذه الدول الخمس على نحو 75% من صادرات الأسلحة الثقيلة في العالم. وأشار مسؤول برنامج التسلح في المعهد نفسه، أود فلورنت، إلى أن “المنافسة شرسة بين منتجي الأسلحة الأوروبيين خصوصا بين فرنسا وألمانيا وبريطانيا، فيما، تعد الولايات المتحدة وفرنسا أكبر مزودي الشرق الأوسط بالسلاح، بينما روسيا والصين هما أكبر مزودي آسيا بالأسلحة.

إقرأ أيضا: بالتفاصيل: روسيا تستخدم أسلحة جديدة في حلب.. لم يبقَ إلا النووي!

وكشف تحقيق غربي نشرته (شبكة البلقان) أن دول أوروبا الشرقية صادقت في السنوات الأربع الأخيرة على صفقات بيع أسلحة بما يفوق المليار دولار إلى بعض دول الشرق الأوسط، التي تقوم بنقله إلى سوريا. وقد تم نقل الآلاف من البنادق الحربية وقذائف الهاون وقاذقات الصواريخ، والأسلحة المضادة للدبابات، بالإضافة إلى رشاشات من العيار الثقيل، عن طريق خطٍ مستحدث لتمرير الأسلحة يمتد من دول البلقان إلى الجزيرة العربية، وبعض الدول المجاورة لسوريا.

السابق
«البطة» في سيارة النائب يتنقل
التالي
نجوى كرم تنتقد جو معلوف: لم نعتد على نشر الغسيل بهذا الشكل