جنبلاط وحزب الله: علاقة محكومة بالتوافق رغم الخلاف

تشهد علاقة حزب الله ورئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط أشكال صعود كما تشهد أشكال هبوط. ويحرص الحزب على عدم قطع حبال التواصل مع الزعيم الدرزي الأوحد في الجبل.

جاء خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الأخير هادئا فيما يخّص القانون الإنتخابي الذي أقلق الزعيم الدرزي وليد جنبلاط،، فألحقه نصرالله بإيفاد مستشاره الحاج حسين الخليل، ومسؤول الارتباط الحاج وفيق صفا، في مبادرة طمأنة رغم العلاقة المتوترة بسبب المواقف المتباينة من الصراع في سوريا.

إقرأ أيضا: حزب الله يطمئن جنبلاط: «النسبي المختلط» هو الحلّ

فهل لتغيّر لهجة خطاب السيّد نحو الإيجابية علاقة بالوضع الميداني للحزب بعد استعادة حلب؟ والى ماذا يتطلّع الحزب تجاه العمل الحكومي الحالي؟ وهل سيبدأ أخيرا بتركيز اهتمامه بقضايا الناس بعيدا عن اهتماماته الاقليمية والمحاصصة الوزارية؟

حول هذه العناوين، ألتقت “جنوبية” المحلل السياسي، المقرّب من حزب الله، الزميل غسان جواد، الذي أكد ردا على سؤال بالقول إن: “التواصل بدأ بعد استحقاق محلي واستحقاق درزي. الإستحقاق المحلي هو انتخاب رئيس للجمهورية، وقيام النائب وليد جنبلاط بتسهيل المهمة من خلال اعطاء اصوات الحزب للعماد ميشال عون الذي رشحه حزب الله”. “وبالتالي التواصل بدأ مع النائب وليد جنبلاط ضمن سلسلة نقاط التقاء منذ العام 2008، وهذا اللقاء هو في ظل استحقاقين الأول هو رئاسة جمهورية، وتأليف الحكومة. والثاني هو العرض “الرياضي” الذي أقامه الوزير السابق وئام وهّاب، والذي ازعج وليد جنبلاط، واعتبره رسالة من حزب الله”.

حسين الخليل

وبحسب معطياتي، يلفت غسان جواد الى أن “حزب الله كان مطلّعا على موضوع العرض، وكان يعلم انه عبارة عن “نينجا” لا أكثر ولا أقل. ولما ارسل أبو تيمور سائلا عن الموضوع وغرّد عبر تويتر بقوله انها “صواريخ طائشة” عرف الحزب ان جنبلاط يظهر انزعاجه من هذا الأمر.

وتابع جواد “اعتقد انه بهذا السياق أثير هذا الملف بين جنبلاط ووفد الحزب منذ يومين، فالحزب يقول للبيك مجددا انه لا قرار يستهدفك او يستهدف الساحة الدرزية. ولكن حزب الله ايضا حريص على حلفائه أيّ الوزير وئام وهاب، الذي هو أحد اركان الموقف السياسي المؤيد للحزب، فعمليّا، ومنذ بدء حرب اليمن، لم يذهب جميع الحلفاء حتى النهاية بمواقفهم ما عدا وئام وهاب”.

علما أن “حزب الله لا يطلب من حلفائه أيّ موقف محدد او تعليق معين. فموقف وهّاب موقف متقدّم، لذلك حزب الله معنيّ ان يوضح لجنبلاط انه لا يقف خلف أية رسالة تستهدفه”.

أما فيما يخص الشق المتعلق بالإنتخابات النيابية لدى حزب الله، فيقول غسان جواد أن للحزب “رأي خاص، وهو تأييد النسبيّة الشاملة على صعيد لبنان، ولكنه في الوقت نفسه لا يعمل على فرضها. لأنه بذلك سيكون مُحرجا أمام السنّة والدروز، مما سيجعله قابلا للدخول في تسوية، والعمل سيكون على دمج النسبيّة مع القانون الأكثريّ، وهو الأكثر قابلية للسير به”.

وعن تعارض موقف الحزب حيال النسبيّة وسعيه لارضاء الاقليات ومراعاتهم، يرى غسان جواد، انه: “اذا استطعنا ان ندخل مفهوم النسبية الى القانون الإنتخابي سنكون قد نجحنا، وثمة مجموعة مدنيّة، وانا من ضمنها بصدد تأليف جبهة وطنية لدعم خيار النسبيّة”.

غسان جواد

وعن موقف حزب الله من نشاط مجموعات الضغط هذه، كونها تعارض سياسته، يؤكد جواد ان: “حزب الله سيتفهم موقفنا، والحزب سيأخذ قراره، وحلفاؤه سيتحركون ضمن السقف العام المؤيد للنسبية”.

وفي ظل انطلاقة العهد الجديد والحكومة الجديدة، هل سيتوجه حزب الله نحو معالجة قضايا الناس الحياتية، وهو الذي عوّدنا على ان تكون الأولوية لتوجهاته الإقليمية؟

إقرأ ايضا: جنبلاط القلِق يسأل: أين قانون الانتخاب؟

يجيب غسان جواد، رئيس تحرير موقع بيروت برس، بقوله “لا زلت آمل دائما ان حزب الله والقوى الشريفة في لبنان غير المتورطة بالفساد ستعمل على ولادة قانون انتخاب نسبي عادل، وهذا الإصلاح السياسيّ سيؤدي الى إصلاح اقتصاديّ، وعندما نحاسب الفاسدين سيتحرر الوطن، والتمثيل سيكون أفقيّا وليس عاموديّا. وأنا شخصيّا أؤيد الفيدرالية في حال فشلنا في اعتماد النسبيّة الشاملة الكاملة”.

السابق
الافراج عن رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان نبيل رجب مع منعه من السفر
التالي
حكومة الحريري نالت الثقة المريحة استعدادا لبحث قانون الانتخاب