فيديو «ما بضهر مع سوري»: حينما تُعَنون السخافة بالثقافة

اللبنانية "ما بتضهر مع سوري" أجوبة لا تمثل المجتمع ولا تعكس ثقافته!

أثار فيديو مصوّر في جامعة الـALBA ضمن نطاق الحملات ومعرفة الآراء، ضجّة واسعة لما حملها من عنصرية ضد “السوري”.

إذ أنّ الفكرة المبدأية والسؤال والأساسي التي بُني عليها هذا الاستطلاع المصور المستند إلى عينة من طالبات الجامعة نفسها، هو “بتضهري مع سوري”.

هذا السؤال والذي بحد نفسه يعكس ثقافتنا المحدودة في النظر إلى الآخر، طرح على عدد من اللبنانيات اللواتي يتعثرن باللغة العربية وينظرن إلى الحياة من شاهق، لتكون أكبر مصائبهن في الحياة انكسار الإظفر أو عدم توفر “كودون بلو” أو “طبق سوشي”.

من هذا المبدأ، كيف نتوقع أن تأتي إجابات هؤلاء اللواتي يمثلن أنفسهن فقط، ولا يجوز إسقاط أيّ من الأجوبة “التافهة”، على سائر الشعب اللبناني.

عدة طالبات ظهرن في الشريط المصور، وكلّ إجابة تؤكد كم أنّ بيننا كوارث بشرية، إحداهن اجتهدت بالفرنسية لتقول أنّ السوري حضارته وثقافته مختلفة ولا تستطيع أن تتعايش معه، فيما صديقتها أوضحت “ما عنا نفس القيم والتربية“.

إجابة أخرى كانت أكثر دقة فقالت صاحبتها “لا لأنو لا”.

فيما كانت إحدى الطالبات  أكثر تعميماً حيث خلصت الى استنتاج إلى أنّ جميع اللبنانيات يترفعن عن الخروج مع سوري.

أما خاتمة الشريط المصور فاكتملت بنموذج أنثوي شاذ عن الطبيعة الإنسانية، يتساءل “مش هيدا السوري الي بنضف”.

إقرأ أيضاً: الـ«otv» تستعرض عنصريتها: #أوقفوا_هدي_قلبك

هذه الأجوبة تؤكد أنّ بعض البيئات اللبنانية لم تتجرع الثقافة، وأنّ بعض الجامعات لم تدرّس طالباتها تعريفات الحضارة والثقافة، ولم تنقل إليهن القيم والتربية.

أن تنظر أحد الطالبات إلى السوري على أنّه “الي بينضف”، هذا دليل على أنّ هذا النموذج لم يخرج من القمقم.

لتنظر هذه ماذا يعمل اللبناني في دول أوروبا والخليج، هذا الكائن المغرور في بلده، ولتنظر في المقابل لما حققه الأذكياء والنوابغ من أبناء الشعب السوري.

إقرأ أيضاً: تصريحات جبران العنصرية ما موقف حزب الله منها؟

طالبات من جيل التمديد والارتهان السياسي والتبعية، جيل لم يفقه الحرية التي فقهها السوري والتي أوصلته للثورة.

جيل لم يخجل من نفسه وهو الذي أغرقته النفايات، والفساد، والمحاصصة، والفراغ، ليأتيَ الرئيس معيناً برغبات سياسية ضيقة.

هذا الفيديو “المعيب”، لا يعكس إلا ما يظهر، لبنان ليس للعنصريين، واللبنانية ليست بهذه السطحية والسذاجة، هذه النماذج لم تسء للسوري، هي فقط أساءت لنا ولما يدعونه من ثقافتنا وحضارتنا.

السابق
تعيينات «أبو فاعور» غير مطابقة للمواصفات
التالي
إلى اين تتجه علاقة تركيا بالناتو؟