تصريحات جبران العنصرية ما موقف حزب الله منها؟

جبران باسيل
أنت يا جبران.. لا تمّت الى الجبرانيّة بصلة. أنت كائن عنصريّ لا ترى أبعد من أنفك، ولكن الغريب والمستغرب كيف ان جهتين كبيرتين لم تحركا ساكنا وارتضا ضمنا كلامك الذي أهان أطرافا ممانعة عديدة؟

ردا على تصريح وزير الخارجية رئيس التيار العوني جبران باسيل، أقول أني كلبنانية أرى أن وزيرا في حكومة تمثّل كل اللبنانيين لا يجب عليه النطق بهذه الجمل لأنه موقف خاص به كعونيّ مسيحي إنعزالي عنصريّ، أولا ضد المرأة، وثانيا ضد الفلسطينيين.

اقرأ أيضاً: هل يعلم أو لا يعلم أنّه لعبة بيد «حزب الله»؟

ولقضية السوريين هنا نص آخر.

المرأة اللبنانيّة مثلها مثل أي مواطن لبناني وحقوقها هي نفس حقوق الرجل وواجباتها هي نفسها التي على الرجل. فمن أين لك الحق ان تصرّح هذا التصريح لولا الخوف الديموغرافي الذي لا تتحمل المرأة أية مسؤولية فيه؟ ومن أين لك الحق بتحديد هذه الأفضلية في منح الجنسية لهاتين الجنسيتين العربيتين فقط؟

والجميع يعلم أن عدد اللبنانيات المتزوجات من فلسطينيين غير كبير، فهل من المنطق ان نمتص تعب هذا المواطن الذي لا وطن رغم أنه عربي الهوية بحجة التوطين؟ ونتركه على قارعة الطريق لا يمكنه ان يستفيد من بلد تعلّم وعمل فيه، فيترك الى كندا أوأميركا أو استراليا التي تأخذه جاهزا منا، فيحصل على جنسيتها، ويعود إلينا فنعززه ونستقبله كأجنبي “محترم” نظرا لعقدنا التاريخية تجاه الأجنبي؟

أنت يا جبران.. لا تمّت بصلة الى الجبرانيّة التي صودف ان اسمك مطابق لاسم اعظم اديب انساني لبناني عربي عالمي وهو جبران خليل جبران. أنت كائن عنصريّ لا ترى أبعد من أنفك، ولكن الغريب والمستغرب كيف ان جهتين كبيرتين سكتتا وصمتتا ولم تتحركا ضدك ولم تخرجا علنا لإخراجك من هذا المنصب الرسمي؟

فحليفكم حزب الله ظهر انه لا يرى في معاناة الفلسطينيين الا ما يشكل عونا له من أجل مصلحته السياسية، وهو الذي يساعدهم بالسلاح فقط دون أي مساندة قانونية أو حقوقية!

النساء جميعهن لهن الحق بمنح الجنسية لابنائهن لانها مواطنة تدفع الضرائب مثل الرجل وتعمل مثل الرجل وتبني هذا الوطن التعيس بسياسييه.

والسؤال الكبير كيف ان فلسطينيين مسيحيين تم تجنيسهم فيما مضى (علما أني لست ضد تجنيسهم إطلاقا) وهم لا زالوا الى اليوم، ممن بقي على قيد الحياة، يتحدث عن فلسطين الضائعة ولايتم تجنيس 400 ألف إنسان يعيش على أرضنا وينفق ما ينتجه هنا؟

وهل السعودي والإماراتي والمصري وهلمجرا… ممن جنّسهم ميشال سليمان مؤخرا أحق بالجنسية من آلاف الفسطينيين الشباب؟

وهل تعلم أن الفلسطيني إنسان كادح، لا يكلّ، يريد إثبات كفاءته للعالم في حين ان اللبناني لا زال يفكر في الترشح لملك جمال الرجال مثلا؟

حقوق المرأة

هل تعلم ان المرأة اللبنانية التي تتزوج فلسطيني هي إمرأة لبنانية أصيلة عاشت كل أنواع القهر بسبب أوراق رسميّة وثبوتيّة تطلبها السلطات منها دون سبب مقنع، مما اضطّر العديد منهن للهجرة وتخليهن عن وطنهن الذي قهرهن حين قللّ من قيمتهن وبخس لهن هذه الجنسية التي تحملهن؟

ما قيمة الجنسية اللبنانيّة اذا كانت هذه اللبنانية لا تستطيع منحها لأقرب الناس إليها؟ هل مطالبتك بإعادة اللبنانيين الذين ذهبوا الى إسرائيل هربا من عمالتهم بعد التحرير، هم أحق من نساء ورجال فلسطينيين قاتلوا معنا وحمونا خلال عدوان تموز؟

هل الإيطالي والألماني والروسي واليوناني… هم أقرب إلينا من الفلسطيني الذي تاريخه تاريخنا وأرضه أرضنا ومياهه مياهنا؟. متنا معا في صبرا وشاتيلا، وإفتقرنا معا، وإغتنينا معا، وندفع الضرائب معا، وتهجرنا معا..

اقرأ أيضاً: فزاعة التوطين والاستعباد الجنسي

وان كان خوفك الحقيقي من الخلل الديموغرافي، فنعتقد يا جبران الصغير ان تراكم النفايات والفساد السياسي والإهمال الصحي والخلل التربوي والتمديد المستمر في جميع المناصب والكراسي، لن يُقنع أي حامل جنسية لبنانيّة بالبقاء في لبنان، لكن القضية لا تعدو كونها مسألة تسهيل حياة من عانوا الأمرّين في هذا البلد، من الحكام ومن الحلفاء العرب الذين تاجروا وما زالوا يتاجرون بقضيتهم.

السابق
عبد اللطيف الحرز ينتقد «وهم الإله» لـ دوكنز
التالي
إعلامي المستقبل يكشف حقيقة الحريري