كان رب عون في عون عون: كبة ببرغل خشن

لفت نظري في خطاب الفسم الذي أدلاه أمام البرلمان بعد انتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية في 31 تشرين الأول 2016 ذكر الجنرال عون الأمور التالية، من بين أمور أخرى:

“الاستقرار السياسي ….. من خلال الشراكة الوطنية”
“الاستقرار الأمني، فإن أوّل مقوماته الوحدة الوطنية”
“إن لبنان السائر بين الألغام…… يبقى في طليعة أولوياتنا منع انتقال أي شرارة اليه. من هنا ضرورة إبتعاده عن الصراعات الخارجية”
” لن نألو جهداً ولن نوفر مقاومةً، في سبيل تحرير ما تبقّى من أراضٍ لبنانية محتلّة.”
“علينا معالجة مسألة النزوح السوري عبر تأمين العودة السريعة”
“السهر على سلامة القضاء والعدالة”

لا أدري كيف سيتحقق ذلك أو بعضه خلال عهده في ظل حكومة أضداد، لكل طرف منها مصالحه الداخلية والخارجية، دون أن ينفرط عقد الحكومة ويتعرقل تحقيق نوايا العهد.
الألغام التي يحتمل المشي عليها على مدى السنوات الست القادمة كثيرة، ومن بينها الحكم الذي قد تنطق به المحكمة الخاصة بلبنان والتي يحتمل كما تشير الأدلة المعروضة على المحكمة، لحينه، أن تنتهي إلى إدانة أعضاء في حزب الله باغتيال رفيق الحريري في 2005. لنفترض ذلك ولنفترض أن الحريري الإبن سيظل رئيسا لحكومة شراكة وطنية، هل سيقبل حزب الله حكم المحكمة الملزم للبنان قانونيا؟ وهل يستبعد أن يتكرر سيناريو “القمصان السوداء” الذي أدى إلى إسقاط حكومة سعد الحريري الأولى؟

إقرأ أيضاً: عهد الرئيس عون يرسخ حقبة الشيعية السياسية
اللغم الآخر المحتمل: “ضرورة إبتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية” . كيف سيحقق العهد ذلك الهدف بينما يواصل طرف وازن في حكومة “الشراكة الوطنية” انغماسه العسكري في الصراع السوري؟
سؤال آخر، ماذا عن سلاح حزب الله الذي سبق للجنرال عون أن دعا الحزب إلى “أن يصفي وضعه العسكري وينضم إلى الحظيرة السياسية اللبنانية، لأنني لا اعرف ماذا يفعل الآن…. وهو يؤدي حالياً دور الجيش وينشئ جيشا بديلا وهذا غير مقبول”. هل سيغير الجنرال موقفه أم أنه سيضطر في نهاية الأمر إلى “القصف” على هذا السلاح؟

قرأ أيضاً: تهنئة من لاجئين سوريين للجنرال والشعب اللبناني!

كان رب عون في عون عون لتحقيق النوايا المذكورة. لا أحسده ويبدو لي أن البرلمان المنقسم على نفسه والذي فشل في انتخابه بأغلبية ساحقة أو بأغلبية الثلثين، قدم له عند انتخابه طبق كبة لبنانية، ليست جنوبية حرة ولا حتى كبة ملسة هذه المرة، بل طبق كبة برغل خشن.
لغير اللبنانيين: الكبة اللبنانية تجبل بالبرغل الناعم وهذا غير متوفر في أسواق البرغل السياسي اللبنانية.

السابق
الجيش الحر لـ «جنوبية»: لن نستسلم للروس وسوف نواجههم عسكرياً
التالي
بالصور:نائب رئيس الأرجنتين على «مقعدها المتحرك» والسعودية تستقبلها استقبالاً مميزاً