هكذا أقصى بوتين المعارضات الروسية

عندما إغتيلت الروسية المعارضة آنا بوليتوفسكايا وجهت اصابع الإتهام إلى الحلقة الضيقة للنظام الروسي القائم، كان بوتين خلالها رئيساً لروسيا الإتحادية.

قتل بوليتوفسكايا  انهى مرحلة المعارضة الشرسة، لأن القيصر كان في أوج مجده الصاعد فلا مزيد من الأصوات المزعجة رغم موجة التساؤلات الناتجة عن حادثة الإغتيال.

روسيا

الخبير في الشأن الروسي خالد العزي تحدث إلى موقع جنوبية عن السلوك الامني لمجموعة بوتين والتي ادت إلى إخراج المعارضة الحقيقية في روسيا من العمل السياسي.

 

إقرأ أيضاً: أسرار قوّة بوتين.. هل يستعيد الماضي السوفياتي؟
أشار عزي إلى أن منذ صعود بوتين إعتمد على الشعارات القومية، وتسلل عبر مجموعته إلى منافذ السلطة، ووثق به الشعب الروسي لأنه خارج من المدرسة الأمنية – العسركية التي حققت إنتصارات في الشيشان. فبعد حرب الشيشان اخذ الروس نفساً عميقاً بأنه قادراً على تغييرالصورة النمطية الإنهزامية بعد إنهيار الغتحاد السوفياتي وحمل بوتين شعار مخطيء من يعتقد ان الإتحاد السوفياتي سيعود ولكن مخطيء من يعتقد ايضاً ان روسيا الإتحادية ضعيفة.
وقال عزي “أن الولاية الأولى لبوتين من عام 2000 إلى 2005، لم تظهر فيها مخالب المؤسسة العسكرية لأنها كانت بحاجة إلى تطهير وإعادة ترتيب أوراق، وإستطاع إقصاء كل من بقي مقرباً من الرئيس يلتسن لأن بوتين جاء بعد تسوية مباشرة مع الاخير وتنص الإتفاقية على عدم فتح ملفات فترة حكم يلتسن والتي شملت عدد كبير من قضايا الفساد، وبوتين هو الوحيد الذي قدم أوراق إعتماده للحكم السابق، إلا انه تمكن من إقصاء الحاشية المتبقية من فترة يلتسن وعزلهم وإستبدالهم بفريق عمله.”
وأضاف عزي “حينها أثار الغرب وأميركا سؤال من هو السيد بوتين، وإنشغلت صحف عالمية في إخراج ملفاته إلى العلن لأنه كان قبل توليه فترة الرئاسة يشغل منصب مسؤول المخابرات في كامل أوروبا، هذا المنصب منح بوتين القدرة عى فرد عضلاته الأمنية، فقام بتنشيد الجهاز الإستخباراتي الامني وصفى عدد كبير من المعارضيين، وأقصى مجموعة إقتصاديين ومفكرين إستساغوا فكرة تقريب روسيا من الحضن اوروبا الغربية والإنفتاح أكثر على أميركا. أما الخطوة الثانية فهي توحيد الكنيسة التي كانت منقسمة إلى كنيسة خارجية وكنيسة روسية، وعين البطريرك كيريل المحسوب على بوتين شخصياً والذي يمنحه الفتاوى الدينية لحروبه كحربه الأخيرة على سوريا.”

 

إقرأ أيضاً: أسرار هرولة بوتين نحو تركيا: اقتصادية أم سياسية؟
بعد توليه ولايته الثانية ظهر خلافه مع الرأسماليين والإقتصاديين خصوصاً وان روسيا إستقبلت عدد من الإستثمارات الخارجية وإستثمارات روسية يسيطر عليها اليهود، ولأن عدد مهم من الروس في حالة عداء مع اليهود، إرتاح بوتين خلال عملية إقصاءه للرأسماليين اليهود ووضع أكبر إثنين من الرأسماليين اليهود في السجون واخر دفعه إلى الرحيل خارج روسيا.
أولهم ميخائيل خضر كوسكي صاحب الإمبراطورية النفطية “غاز بروم”، زج به في السجن بتهمة سرق أموال الشعب الروسي، أما الرجل الثاني فهو بريس تريدوسكي إتهمه بالاختلاس فهرب إلى بريطانيا، أما كوزنسكي فإمتلك إمبراطورية إعلامية وتتبنى أفكار التحرر والديقمراطية  وهاجم النظام ودعم التوجه نحو الغرب.

 

وعن تنقل الرئاسة بينه وبين ديمتري ميدفيديف، إعتبر عزي أن ميدفيديف يمثل شبح أو ظل بوتين. وذكر عزي بخطاب بوتين عام 2012 حيث قال أن خطته لروسيا ستنتهي عام 2050، فهو خرج من قصر الرئاسة الروسية ويعتبر نفسه انه باقياً في هذا المنصب.
وعن وجود حركة إعتراضية في روسيا نفى عزي أن يكون هنالك معارضة روسية. وقال “يخوض حالياً الحزب الحاكم الروسي إنتخاباته في مناخ مريح، لقد حصل على 65% من الأصوات وإستطاع إحاطة نفسه بمعارضة شكلية توزعت بين الحزب الشيوعي و “روسيا العدالة”، وحزب “الليبرالي الديمقراطي”. وأنهى عزي كلامه أنه كان هنالك تجربة ناجحة لألكسين لافالوف المعارض المتطرف والواضح أنه ضد بوتين لكنه إنتهى في السجن.”

السابق
فخامة العماد ميشال عون «مبروك»… ولكن!
التالي
حيث رئاسة الجمهوريّة… تهمّ