لماذا كربلاء وعاشوراء الحسين في سوريا اليوم؟

ما أشبه الأمس باليوم .. وما أقرب الطباق في المسميات والأماكن بين ماضٍ عابر .. وبين حاضرٍ غابر !!

بدأت مراسم عاشوراء السورية على أرض الشام الطاهرة .. فصاح الشعب السوري في بدئها .. الموت ولا المذلة .. فتطابقت صيحتهم أولئك المظلومين، مع صيحة أمير المظلومين وسيدهم الحسين بن علي رضي الله عنهما، فقد صاح الحسين قائلاً .. هيهات منا الذلة .. بينما ردد حال من يزعمون السير على خطاه، قد بانت منا الزلة، وصدق الحسين عليه السلام .. وصدق أتباعه الصادقون، وصدق محبوه المخلصون، وليس الذين يرتكبون الجرائم باسمه .. ويزيدهم سائرٌ في طغيانه ويزيد، يقتل النساء والشيوخ والأطفال، ويزيد .. يحاصر العزّل من البشر وحتى الحيوانات، ويزيد، يستخدم أبشع أنواع التعذيب والقتل ويزيد .. فاق الشيطان خسةً ودناوةً في الجرائم .. بل يزيد.
كم مسلمٍ بن عقيل، قطع رأسه، وطعن بالخناجر والسكاكين .. وباسم الحسين؟؟ يا من تبكون مسلم بن عقيل، ونبكيه معكم، بل قبلكم، ولكن هل لكم من اسمه نصيب؟؟ هل لكم في سلوك المسلم من إنصاف للحق وهل سلم الناس من لسانكم وبطش اياديكم؟ وهل لكم في عقيله من عقلٍ ولو كان صغيراً .. يعقِل جموحكم بالباطل ؟؟

إقرأ أيضاً: رسالة الحسين لشيعته والمسلمين من ساحة كربلاء .. حذار من الحسين الدجال!!

أفيقوا يا من لا زلتم تلطمون أنفسكم وتعاقبونها لأنها خذلت الحسين .. فغداً سيلطمكم التاريخ ويعاقبكم الزمن، لأنكم خذلتم الحسين عليه السلام حين وقفتم ولا زلتم مع الظالم وناصرتموه .
عندما سأل الحسين عليه السلام، عن إسم المكان الذي وصل إليه .. قيل له كربلاء .. فقال .. كربٌ وبلاء .. وأي كرب أشد على الشعب السوري، من أن يعيش في بيته خائفاً محاصراً محروماً من كل أسباب الحياة .. فلا طعام ولا شراب، ولا أمن أو أمان، بل حصارٌ قاتل، وقد مات بسببه من مات جوعاً أو عطشاً كما حدث في زمن الحسين .. وأي كرب أشد على المظلوم وهو يرى أبناءه ونساءه يذوبون أمامه وهو لا حول له ولا قوة .. أي بلاء أشد من أن تفتك آلة القتل المنسوبة تبعاً إلى حسينهم .. ببيوتٍ آمنة، فتهدم فوق رأس ساكنيها، ويبدأ الأب يزيل الأنقاض ليستخرج ابنه جسداً صغيراً طاهراً فارقته الروح ؟؟ وأي بلاء أكبر من أن يصبح من تبقى من الشعب السوري المظلوم، طريداً في بلادٍ يسومونه سوء الأدب وسوء الاستقبال .. وأي بلاء أكبر من أن تُغتصب الحرائر أمام رجالها .. أو آبائها .. كم زينبٍ من الزينبات السورية شق خمارها، وشج رأسها، وضربت وأهينت ؟؟

إقرأ أيضاً: كربلاء عصرنا هم أطفال حلب
أفيقوا يا من جعلتم من أرض سوريا .. سوريالاء .. فكان فيها حمصلاء وحلبلاء وتلكلخلاء وحصنلاء وقصيرلاء ويبرودلاء ومضايالاء .. فكل ما تفعلونه بحق ذاك الشعب .. هو كربلاء .. كربٌ وبلاء !!

السابق
نديم قطيش يرد على نصرالله: مرغتنا في التراب وصارت هويتنا مرادف للشتيمة
التالي
نصرالله في خطاب الولاء لخامنئي والتحريض على آل سعود