حقيقة التفاهم المكتوب بين الحريري وعون

لا جديد في المشهد السياسي سوى الإنتظار الرئاسي، على وقع الكثير من التحليلات والاجتهادات عن تفاهمات تتناول مشاورات الرئيس سعد الحريري، ومن بينها اتفاقيات سرية بين "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر".

الى الآن لا إعلان رسمي عن  سر الرئيس سعد الحريري بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، غلا أنه وبعد جولته الثانية في الخارج ها هو يمضي قدماً في مشاوراته الداخلية التي يؤكد المطلعون تحرك زعيم المستقبل بنها ما زالت تتمحور حول العناوين نفسها لناحية التعجيل في إنجاز الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت ممكن، وترى المصادرة المطلعة أن هذه المشاورات توحي انه اقترب جداً من حسم خياره بترشيح عون، على ان يأتي إعلان هذا القرار في ضوء المشاورات التي سيجريها في الرياض قريباً.

وفور عودت الحريري من زيارته الى موسكو والرياض، كثر الكلام قالت مصادر “الجمهورية” أن الحريري كلّف احد ممثليه التواصل مع الرابية وإبلاغها بأنّ السعودية ايجابية، الّا انه لا قرار حاسما الى الان. وقد وجد هذا الكلام أصداء ايجابية في الرابية، وتبع ذلك تواصل بينها وبين “حزب الله”، حيث وُضع الحزب في أجواء تواصل الرابية و”بيت الوسط” و”انّ الامور قد انتهت ولم يبق سوى الرئيس بري”. وفي هذا السياق، تمنّت الرابية على الحزب القيام بما يمكن ان يسهّل تليين موقف بري.

 

المشاورات لم تشمل العونيين فقط  بل تواصلاً  جرى أيضاً  بين الرئيس نبيه بري والحريري تمثّل بزيارة ليلية قام بها المعاون السياسي لبري الوزير علي حسن خليل الى “بيت الوسط” وعرض مع الحريري ما استجدّ على خط مشاوراته وزيارته الرياض، حيث فهم من الاجواء انه لم يتبلّغ بعد بالقرار السعودي المنتظر.

اقرا ايضًا: هل سيعلن الحريري اليوم تبنيه ترشيح ميشال عون؟

لا اتفاقات سرية

إلا أن هذه الأجواء الايجابية وما لاشيع عن تقارب “عوني” – “مستقبلي”، سرعان ما تبدد وذلك عبر موقف لكتلة “المستقبل ، واجهت  فيه  الملابسات التي اُثيرت حول لقاء الحريري ـ عون وما حكي عن تفاهم مكتوب بين الطرفين على خريطة طريق بينهما، قال النائب عمار حوري أمس: “تداول بعض وسائل الإعلام، اخباراً عن بنود اتفاق سري بين الحريري وعون. يهمّنا التأكيد في هذا الشأن أن لا صحّة لهذه الأخبار والبنود وهي محض تهيّؤات سياسية هدفها التخريب على المشاورات التي يجريها الرئيس سعد الحريري“.

في المقابل، اكدت اوساط الرابية لـ”الجمهورية” انّ التفاهم مع الحريري حصل بالمبدأ على جملة مواضيع لكن لا اتفاقات خطية او بنوداً سرية، وقالت: الرابية لا تبرم اتفاقات سرية بل تلتزم الدستور والميثاق.

اقرا ايضًا: ورقة عون الرئاسية تحترق.. مَن هو الخيار الثالث؟

الّا انّ معلومات مصادر في فريق 8 آذار تقاطعت على التأكيد انّ ورقة التفاهم غير الرسمية بين عون والحريري تضمّنت مجموعة من النقاط، لعل أبرزها: تعيين قائد الجيش على ان يكون شخصية غير مستفزّة للمقاومة، ثانيا: تمّ الاتفاق على عدم مقاربة موضوع سلاح “حزب الله”، ثالثاً: تعيين حاكم لمصرف لبنان إضافة الى مجموعة من التعيينات الاخرى ، رابعاً: ان يكون البيان الوزاري للحكومة الجديدة نفس بيان حكومة الرئيس تمام سلام.

 

وتوقع المطلعون على الملف الرئاسي  أن يتحدث عون بذكرى 13 تشرين الاول التي حدد الاحتفال يوم 16 تشرين الاول على طريق القصر الجمهوري ، وسيواصل رسائله الايجابية وسياسة اليد المفتوحة لكل اللبنانيين وسيرد على سلة بري بسلة زهور، سيوزعها على كل القيادات السياسية والدينية حتى ان العماد عون اوعز لنوابه التخفيف من الاطلالات الاعلامية لتجنب اي هفوة وعدم الدخول في سجالات.

 

السابق
حلف سعودي – تركي لمواجهة «جاستا» أميركا
التالي
لماذا لم تقل السعودية كلمتها بعد؟