تمديد الفراغ مؤشر على وجود خيار ثالث

تمديد الفراغ  لشهر كامل يشي بوجود محاولات حثيثة لإنجاح فكرة أو إنضاج خيار أو لربما فرصة لتأمين توافق على مرشح ثالث غير الثنائي عون – فرنجية لتولي الرئاسة في لبنان.

اقرأ أيضاً: نوفل ضو لـ«جنوبية»: عون يقبل بالسلّة وبالجرّة وبالتنكة

على ما يبدو فإن رئيس المجلس النيابي نبيه بري منسق السياسات الإقليمية والثابت الوحيد في الجمهورية، ونظراُ للوقت المتاح أمامه، نجح وبجدارة بتسليم من الأخرين في الحؤول دون إنتخاب النائب ميشال عون رئيسا بالقوة، مع أنه وبالتوازي فشل (إلى الآن) في إقناع شريكه بإتمام صفقة وصول النائب سليمان فرنجية أو غيره إلى الرئاسة.

 عقلانية الرئيس بري تنم عن كفاية عالية في إدارة وتنظيم قواعد اللعبة وفي الحفاظ على السعر العادل المرضي لكل الأطراف المتصارعة. ولأجل شرح هذه القوة المنظمة لعملية الإنتخاب، لا بد وأن يعود المتابع المهتم إلى شريط أحداث اللقاءات والمشاورات والمبادرات والدعوات التي أطلقها رئيس مجلس النواب الثالث عشر وأوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم .

الفراغ الرئاسي في لبنان

 أما بالنسبة لنقطة البداية في تحليلنا فإننا نريد إثبات أن هنالك أسباب وجيهه للإعتقاد بأن تاريخ هذا البلد موجه كما سواه من بلدان المنطقة ومتصل بأداء ثابت ومتطور وواع، لا يمكن للعابر الطارىء على السياسية تفسيره أو حتى يملك القدرة على تحليله بالرغم من كونه منظم ويشكل حقيقة العلة القصوى لظهور التغير.

التاريخ  سيأتي لا محال برئيس يتناسب والكيان اللبناني المستمر في التكون في هذا الشرق الجديد الذي يتحرك بإتجاه واحد وبشكل متجانس لا يقبل التعطيل، ومن هنا حديث الرئيس سعد الحريري عن خيار ثالث، وما يمكن فعله الأن ليس سوى التمعن أكثر بالنتائج التي بين أيدينا وبالأساليب المبتكرة والطرق المستخدمة للسيطرة والتي يقيناً لن يقوى على إدراكها متله بحرب أو عاجز عن التأثير في مسارها.

 الخوف بعد ما مضى من أحداث، يبقى في فرضية أن يقوم أحد ممن هم في القارب السائر في النهر الجاري بتكسير القارب أو تدميره، فيفنى القارب ويفنى كل من عليه، ليستمر بعد ذلك التاريخ ويكتب فيه عن شقاء أمة و هلاك قوم ويمهد لقيامة عصر جديد.

اقرأ أيضاً: حرب 33 يوماً بين حلفاء حزب الله

لقد صدق من قال أن رماح قبائل الزولو لا تسطيع أن تنافس البنادق الأمريكية، ولا يهم هنا شجاعة الأفراد فالتاريخ يكتبه فقط المنتصرون.

السابق
علوش يكشف لـ«جنوبية» تفاصيل مبادرة الحريري تجاه عون
التالي
تنديداً بهولوكوست حلب.. ساحة سمير قصير تنادينا