سلسلة أكاذيب تخفي حقيقة سقوط المروحية الروسية

ادعت روسيا اليوم ان مروحيتها التي سقطت في سماء محافظة ادلب السورية أسقطتها مضادات متطورة، لتنشر بعض وسائل الاعلام العربية وتستنج مستندة للبيان الروسي ان جيش الفتح هو من اسقط تلك المروحية المتهالكة في القدم لانها تحطمت فوق منطقة نفوذه في إدلب.

نقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن وزارة الدفاع الروسية تأكيدها إسقاط المروحية، وقالت الوزارة إن خمسة عسكريين كانوا على متن المروحية، وهم ضابطان وثلاثة أفراد.

وأوضحت قناة (لايف) الروسية مؤكدة الخبر إن المروحيات الروسية تحلق فوق هذه المنطقة على ارتفاع 4.5 كيلومتر، ما يعرضها لهجمات من قبل جماعات المعارضة التي تحصل على أسلحة متطورة.

وللتوضيح فان الطائرة المروحية المذكورة التي تحطمت تستطيع ان تحلق فوق المدى المذكور اي الـ4.5 كلم بسهولة لتصل الى 6 كلم وهو علو فوق مدى المضادات الأرضية، ومدى الصواريخ المحمولة على الكتف من عائلة سام 7 وغيره، فلا يتخطى المدى الفعال لاصابة الاهداف الجوية لتلك الاسلحة المضادة الـ4 كلم فقط. ولأن الرحلة روتينية، فان الطيارين لا يجازفون بخفض العلوّ ليصل الى هذا الحدّ، والا لكان اسقط كل اسبوع اكثر من مروحية.

والحقيقة كما يقول خبراء السلاح ان مروحيات الـمي 8 الروسية المتهالكة والتي بدأت صناعتها منذ عام 1961 وتوقف انتاجها قبل أكثر من 20 عاما، هي مروحيات قديمة لا يعتمد عليها، وعندما تستخدم بكثافة وتجبر على التحليق على ارتفاعات عالية فان هيكلها سيبدأ بالتلف ولن يحتمل، واجهزتها سوف تتعرض لأعطال دائمة، لذلك يرجح الخبراء ان تكون الطائرة سقطت من تلقاء نفسها بسبب عطل فني للأسباب الآنفة الذكر، ولان هذا يسبب احراجا للقيادة العسكرية والسياسية ويدل على استهتار بارواح الجنود، فقد اختارت وزارة الدفاع الكذب والاعلان ان هذه المروحية التي تخطاها الزمن اسقطت بالمضادات الارضية من قبل ثوار سوريا.

إقرأ أيضاً: إسقاط طائرة هليكوبتر روسية في إدلب

في حين ان الكذبة الثانية التي ارفقت بالبيان الروسي هي ان “المروحية أسقطت عند طريق عودتها إلى قاعدة حميميم في اللاذقية بعد إيصال مساعدات إنسانية إلى مدينة حلب”. مع العلم ان صواريخ تلقائية الدفع التقطتها عدسات المصورين بين حطام الطائرة وهي تحترق.

الطائرة الروسية

أما الكذبة الثالثة المضحكة والمثيرة للسخرية فهي ما اعلنه دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي قائلا: “حسبما عرفناه من المعلومات المقدمة من وزارة الدفاع الروسي، قُتل جميع أولئك الذين كانوا على متن المروحية. إنهم لقوا مصرعهم كأبطال، لأنهم حاولوا اقتياد المروحية (لتفادي سقوطها على منطقة مأهولة) من أجل التقليل من الخسائر على الأرض”! وبهذا يبلغ الاستخفاف بالعقول للمدى الأقصى، مع الاف الاطنان التي سقطت من القاذفات الروسية الثقيلة منذ مطلع العام الحالي، فابادت احياء بكاملها ودمرت اسواق ومشافي في حلب وادلب وارياف حمص وحماة وغيرهم، موقعة عشرات الآلاف من القتلى والجرحى.

يذكر أنها ثالث مروحية تقر وزارة الدفاع الروسية بفقدانها في سوريا، علما بأن أول مروحية تم استهدافها بصاروخ “تاو” يوم 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 في أثناء عملية الإنقاذ في مكان تحطم القاذفة “سو-24” في ريف اللاذقية الشمالي.

إقرأ أيضاً: بالفيديو: شاهد اللحظات الأولى لسقوط الطائرة الروسية في ريف إدلب

وتحطمت المروحية الثانية هي من طراز “مي-28 إن” في ريف حمص يوم 12 نيسان (أبريل) الماضي، ونفت وزارة الدفاع استهداف المروحية من الأرض، قائلة أن تحطمها جاء ليلا بسبب اصطدامها بالتضاريس في منطقة غير مأهولة.

هذا وقتل طاقم روسي متكون من فرديْن في تحطم مروحية حربية في ريف تدمر يوم 8 يوليو/تموز. وفي البداية، قالت وزارة الدفاع الروسية أن المروحية كانت تابعة لسلاح الجو السوري، لكن مصادر عسكرية روسية أكدت لاحقا أنها كانت مروحية “مي-35” تابعة للقوات الجوية والفضائية الروسية.

السابق
رضائي: محمود عباس اتفه شخص في فتح
التالي
بالصورة: وصول جثة الضابط الإيراني إلى طهران