المعارضة السورية توحّدت وهجمت… وحلب خط أحمر تركي

أمس كان النظام السوري وحلفاؤه على موعد مع مجابهة ملحمة حلب الكبرى التي استطاعت فكّ الحصار جزئيًا عن مدينة المدينة المحاصرة، وغيّرت مسار معركةٍ كان بإمكانها تغيير موازين القوى لصالح النظام وحلفائه، فمعركة حلب بحسب المراقبين ستقرر مصير سوريا ومصير المنطقة بأكملها لذلك لا يمكن لأي طرف التخلي عنها بسهولة.

تشهد حلب منذ أشهر معارك ضارية بين النظام السوري وحلفائه من جهة وفصائل المعارضة السورية من جهة أخرى، وقد وصف أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في حزيران الماضي معركة حلب «بالاستراتيجية» معلنًا أنّ «المطلوب هو المزيد من الحضور في حلب».

اتخذت المعارك الدائرة في حلب طابع الكرّ والفرّ بين المعارضة من جهة والنظام السوري وحزب الله المدعومين بالغطاء الجوي الروسي من جهة ثانية، إلاّ أنّ هذا الواقع تبدّل في الأسبوع الماضي، حيث نجح النظام السوري في احكام حصاره للضغط على المعارضة لتسليم سلاحها واستعادة العاصمة الاقتصادية إلى حضن النظام.

استمر النظام السوري وحليفه الروسي باسلوب التعمية عبر اعلان روسيا يوم الخميس الماضي بدء عملية انسانية واسعة النطاق في حلب شمال سوريا، تشمل اقامة ممرات انسانية للمدنيين والمقاتلين المستعدين للاستسلام، بالتزامن مع إصدار الرئيس السوري بشار الأسد مرسومًا يعفي كل من حمل السلاح من العقوبة إذا بادر بتسليم نفسه خلال 3 أشهر.

حلب

قبل أيام، اعلن ثوار حلب المنتمون إلى فصائل مختلفة بدء «ملحمة حلب الكبرى» بمشاركة جميع فصائل المعارضة التي استعادت مواقع عدّة كان النظام السوري قد سيطر عليها في الأسبوعين الماضيين. ولا تزال المعارك مستمرة حتى اعداد التقرير مع التقدّم المستمر لفصائل المعارضة.

مصدر سوري متابع لمجريات معركة حلب أكّد لـ«جنوبية» أنّ «مفاجأة معركة حلب بالأمس يعود سببها إلى أنّه في الحرب هناك مناطق نفوذ ممنوع مسّها، وما حصل بالأمس يؤكّد أنّ تركيا لن تسمح بمسّ حلب التي تعتبر منطقة نفوذها». وربط المصدر «بين الانقلاب التركي الذي حصل قبل أسبوعين للإطاحة بالرئيس التركي، وبين إعلان الحصار على حلب من أجل جرّ تركيا إلى طاولة المفاوضات من موقع ضعف لا قوّة».

وأضاف المصدر «ولكن ما حصل بالأمس قلب كل المقاييس، فقد قاتلت كلّ فصائل المعارضة كقتال رجل واحد، وهذا يدّل على أنّ القرار السياسي باسترجاع المواقع التي انتزعت من قبل الجيش في حلب قد اتخذ، فالمعركة هي مصيرية لفصائل المعارضة، ويبدو أنّ هناك قرارا جديدا بإعادة إحياء الثورة السورية».

اقرأ أيضاً: «جنوبية» تكشف تفاصيل معركة الجيش السوري وحزب الله في ريف حلب

لم تقتصر معارك حلب على فصائل المعارضة الذين توحّدوا بغرفة عمليات مشتركة من أجل فكّ الحصار عن مدينتهم التي حرروها منذ العام 2012، بل انتشر بالأمس مقطع فيديو يظهر التلاحم بين المقاتلين والمدنيين وخصوصًا الأطفال الذين ظهروا وهم يحرقون الاطارات لتعطيل رؤية للطائرات الحربية الروسية.

 

السابق
بالصورة: أطفال حلب يحملون الإطارات لإشعالها في مواجهة الطيران
التالي
الحضور المسيحي ضمانتي كمسلم