سقوط بغداد وإرهاصات احتلال العراق

سقوط بغداد

١٩أذار ذلك اليوم المشؤوم الذي لانزال نعيش غصته الى يومنا هذا ففي هذا الأيام اجتاحت الجيوش والأساطيل الأمريكية والغربية وبتواطئ عربي العراق، وعاثت به قتلاً وذبحاً وتنكيلاً بحجت نشر الديمقراطية المزعومة، الديمقراطية التي أعطت الحكم للأقلية الشيعية وهمشت وأقصت كل الطوائف الأخرى وأبرزها وأكبرها العرب السنة الذين يعتبرون مكون اساسي من مكونات الشعب العراقي عن طريق قانون إجتثاث البعث الذي اخترعه الحاكم الأميركي المدني للعراق آنذاك بول بريمر. مع العلم أنّ هذا القانون لم يسرِ على الطائفة الشيعية بل على المنتسبين من السنة فقط، وقد تم حل الجيش العراقي وأصبح العاملين في هذا التشكيل العريق من عناصر الجيش والإستخبارات بلا عمل وزجوا بالسجون والمحظوظ منهم زج الشارع ..
لم تتوان أميركا في تسليم العراق على طبق من ذهب الى إيران التي كانت تتعطش لدماء العراقيين الذين مرغوا أنفها في التراب وكسروا شوكتها وأذاقوها الأمرين في الحرب العراقية الإيرانية ١٩٨٠- ١٩٨٨، وبالفعل تم تسليم العراق لإيران وتم الحاقها كمحافظة إيرانية (بحسب اعتراف قادة كبار في الحرس الثوري الإيراني) وعين المالكي صبي الولي الفقيه رئيساً للوزراء رغم خسارته أمام إياد علاوي ولكن إيران أرادة المالكي في الحكم وكان لها ما أرادة وضربت بأصوات الشعب العراقي عرض الحائط وعينت المالكي الذي بإتباعه السياسة الطائفية فجر الوضع في العراق ووصلت الطائفية إلى أوجها في عام ٢٠٠٦ فأصبح ذبح السنة على الهوية لمجرد أن يكون اسمه عمر أو عثمان أو غيره …

إقرأ أيضاً: السفير الاميركي الأسبق في العراق: أميركا نسقت مع إيران قبل غزو العراق
بدأ الوضع يزداد سوءًا مع الأيام بسبب سياسات نوري المالكي الطائفية الاقصائية تجاه العرب السنة ومورس عليهم كل أشكال القتل والإعدام والإعتقال والتعذيب رجالاً ونساء وعندما إنطلقت في عام ٢٠١٣ إنتفاضة الأنبار التي طالبت بإلغاء السياسة الطائفية والمساواة بين كافة مكونات الشعب العراقي تم قمعها بالحديد والنار وتم إرتكاب مجزرة الحويجة التي راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى، وللمفارقة عندما انطلقت تظاهرات التيار الصدري هذا العام في بغداد لم يطلق عليها رصاصة واحدة والفرق بين الحالتين الأولى من السنة والثانية من الشيعة …
وكان من أبرز إرهاصات سياسة نوري المالكي الطائفية هي إعادة الحياة الى التنظيمات الجهادية التي كانت تعيش في حالة موت سريري قبل إندلاع ثورات الربيع العربي (بحسب وثائق أسامة بن لادن) والذي ساعدها على الحياة من جديد هو القمع الدموي الذي مورس على الشعب السوري والعراقي من قبل وكلاء إيران وصبيانها بشار والمالكي..
واهم كل شخص يعتقد أنّ بإمكانه القضاء على تنظيم الدولة دون القضاء على أسباب نشأتها والظروف الموضوعية التي تغذت منها وأبرزها القتل والقمع والتهميش والإقصاء فلم ولن يستكين الحال في هذا المشرق وهذه الأمة، والأغلبية السنية تتعرض لهذا الكم من المذابح اليومية وتمارس عليها سياسة اقصائية تهميشية ولن تعلن أي أقلية حرباً على أغلبية وتربحها فكيف والحال عندما تكون أغلبية لها باع طويل بالمقاومة ولم يقف سيل دمائها لحظة واحدة لتبرهن للعالم بأننا أمة عظيمة تكبو ثم تنهض من جديد كطائر الفينيق ولنا في تاريخها خير شاهد ودليل…

إقرأ أيضاً: العبادي: لن يتطوّر الإقليم من دون العراق
وأخيراً خلافنا مع الشيعة ليس خلاف مذهبي بل خلاف سياسي بوقوف الأغلبية منهم مع المشروع الإيراني ورضاهم بل ومشاركتهم بالقتل والذبح الذي مورس على الشعب السوري والعراقي واليمني..
ستبقى بغداد في عيون وقلوب السوريين رغم كل جراحهم ويوماً ما سيلفظ العراق الطائفيين والقتلة وستعود بغداد ودمشق أجمل مدن المشرق العربي وكما قال نزار قباني في بغداد:
بغداد عشت الحسن في ألوانه
لكن حسنك لم يكن بحسابي
ماذا سأكتب في كتب الهوى
فهواك لايكفية ألف كتاب

السابق
هل كان السيد حسن يبكي بدر الدين؟
التالي
نديم قطيش لـ حسن نصرالله: لن أسخر من دموعك.. فقط سوف أذكرك بدموع السنيورة