داعش ودواعش

شارلي ايبدو

في الأمس هاجمت مجموعة همجية داعشية مكاتب جريدة “شارلي إيبدو” وأوقعت قتلى وجرحى فتضامن معها العالم بأسره، هذا الهجوم ردآ على رسم كاريكاتوري سخر من النبي محمد، وفي الأمس أيضآ مجموعة همجية هاجمت مكاتب جريدة “الشرق الأوسط” في بيروت وكسرت المكاتب وبعثرت في المحتويات ردآ على رسم كاريكاتوري هزأ من لبنان واعتبره كذبة نيسان..

اقرأ أيضاً: الاعتداء على مكاتب الشرق الأوسط يؤكد صواب الكاريكاتور وصحته

والسؤال الامثل ما الفرق بين ثقافة المجموعتين؟ لماذا لم تدغدغ وطنيتهم المستجدة كل ما يحصل من إتجار بالبشر وقتل ودغدغها رسم صغير؟ أنسيوا أحد الصغار من رعاعكهم يوم نزع العلم اللبناني عن عامود للكهرباء واستبدله بعلم لأحد الأحزاب أمام أعين الإعلام بأسره؟ لا الرسم يهز المشاعر الوطنية أكثر.. وأين الذين اتحفونا بدموعهم التمساحية تنهمر وتسقي الخدود نادبة هيبة الدولة يوم صفقة تحرير الآسرى في جرود عرسال أو ليسوا ساكتين خانعين؟ هل ما حصل لا يعتبر انتهاكآ لهيبة الدولة؟ لا مخطئون فالهيبة لاتهتز إلاّ في مناطق معينة وبوجود أشخاص معينة…

الشرق الاوسط
يا عزيزي ثقافتك ثقافة قمع وكذلك داعش فالويل والثبور وعظائم الأمور لمن لا يجاريها وكذلك أنت.
يا عزيزي رسالتك رسالة داعش فمن يخالفها له الجلد والعضاضة وأنت من يخالفك له التكسير والتنكيل.
يا عزيزي يا ممانع يا ديمقراطي في سؤال بسيط اجابته موجودة في عقلك المتخم بالمواعظ والافكار السوداء (كما راية داعش)، لو أن الوسيلة الإعلامية التي قامت بنشر هذا الرسم هي وسيلة ممانعة مقاومة صامدة صادحة هل كانت ستهتز وطنيتك وتثور حميتك أم أنك كنت ستعتمدها رمزآ لحملة الكترونية وتقوم بإعادة نشرها على نطاق أوسع وانت مبتسم؟

اقرأ أيضاً: الشرق الأوسط: كذبة أوّل نيسان.. حقيقة

يا عزيزي الممانع لقد اثبت بتصرفك داخل مكاتب جريدة “الشرق الاوسط” صدق الرسم وصحة الكذبة فحيث أن الدويلة هي من تتحكم بالدولة فالدولة كذبة والوطن كذبة والعلم كذبة…

السابق
ولي ولي العهد السعودي: النفط لن يكون مصدًرا رئيسًيا للدخل خلال 20 عاًما
التالي
«الاقليات» سلاح ضد الاقليات