يا نيزك ادركنا… وزير خارجيتنا أنهكنا…

من قال ان النفايات عضوية فقط؟ الا يمكن ان تكون بيولوجية؟ او فكرية؟ او نزوانية؟ من قرر ان السياسة ثوابت؟ الا يمكن ان تصبح كيدية، اعتباطية، هزلية؟ هل اهانتكم احلام؟ ولم يفعل جبران؟ فكرسي سليم تقلا، حسين العويني وشارل حلو، الى صائب سلام، الفرد نقاش وشارل مالك، من فؤاد نفاع وفؤاد بطرس وغيرهم من الرجالات العظماء والمفكرين العروبيين، الذين حملوا بيارق المعرفة والتميز والتألق والرقي، الذين ساهموا في نشر الصورة الحقيقية عن لبنان واللبنانيين، اصبحت اليوم كرسي عبث ولهو واتى زمن تدمير الهيكل الممنهج، على يد كارولين ثم فيرا وغداً لا ندري…

إقرأ أيضًا: «ولدنات»… أم استجابة لأوامر حزب الله؟

 لقد انغمسنا نحن اللبنانيين في ازمة النفايات والشأن السوري ثم رسم خرائط المنطقة من تقسيم وارهاب وتحليل وتفتقت عبقريتنا السياسية في معالجة ارقام ناخبي ترامب وكلينتون وكروز، ونسينا وللاسف سفيرنا الى النجوم، المفكر المؤرخ جبران باسيل.

انه حقاً “زمن البهدلة” الرجل لا يصلح حتى لمنصب رئيس بلدية، لم ينجح في الانتخابات لكنه الصهر المدلل للماريشال العظيم، والمسيحي الاحب الى قلوب الممانعين ومحورهم، ملايين الدولارات من الاراضي والعقارات التي اكتسبها لم تكن كافية له للجلوس يوماً والتفكير قليلاً –ولو في وقت فراغه- في لبنان وسياسته الخارجية او في تحسين لغة خطاباته الاعجابية والسياسية، او في مصير اللبنانيين الكادحين في دول الخليج العربي.

لن نجادل في اختياره فيرا خوري عوضاً عن المفكر غسان سلامة، فالرجل من مناصري حقوق المرأة حتى النهاية، فالنساء نقطة ضعف قلبه الحنون، اضافة الى دولارات جيلبير شاغوري، لن نناقش خياراته العبثية في الاجتماعات العربية وسلخ لبنان عن محيطه العربي – الذي عمل لاجله وزراء الخارجية السابقون – والتي ادت الى ما لا تحمد عقباه على الوطن والمواطنين، فلصديقنا رأي آخر هو أن الفُرس اقرب الينا من العرب ومصالح اللبنانيين الاقتصادية ومستقبلهم مع ايران ومحورها وليس مع المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وغيرها من دول الخليج العربي.

واليوم تطالعنا جوقة التيار البرتقالي في تحليل وتخمين زيارة بان كي مون وطروحاته وما رافقها من قلة ادب سياسي وشخصانية لا مثيل لها اذ يبدو ان بان كي مون والايرانيين ليسوا في افضل حال، ومن الأجدر بالرد سوى وزير خارجيتنا ؟! طبعاً لسنا مع التوطين، فالسوريون سيعودون حتماً الى بلادهم بعد تحريرها من انياب رئيس البراميل المتفجرة وبراثن الارهاب التكفيري، لكن المفارقة تكمن في مواطني حمص والقصير ويبرود وغيرهم، هل سيعيدهم جبران الى بلادهم التي استوطنها اصدقاؤه؟

سقطت سوريا المفيدة بيد الممانعين، والتهجير على قدم وساق من ديالى وصلاح الدين والانبار ومناطق واسعة من العراق وصولاً الى مناطق “سوريا المفيدة” والساحل، اذ يبدو ان الفان رقم اربعة قد ينشط من قم حتى البحر المتوسط.

 إقرأ أيضًا: هذه اسباب تخلّف باسيل عن استقبال «بان كي مون»

من هنا ننطلق في سؤال عميق حول مصير اهالي المناطق السورية التي لحقها التغيير الديموغرافي ضمن المخطط الكبير، ماذا سيحل بهم؟ والى اين سيذهبون؟ هل يعمد جبران الى وساطة مع حزب الله لاعادتهم الى مناطقهم؟ لقد نطق العبقري بالمشكلة التي سببها بنفسه يوم رفض اقامة مخيمات للاجئين على غرار الاردن وتركيا. لكن الحل في ايدي حلفائه ومن ورائهم. فما ذنبنا نحن في مغامراته التي انهكتنا مع اشقائنا في الخليج؟ وممارسات الحشود الشعبية بنسخها العراقية، السورية واللبنانية؟ لا تلومنا يا جبران، فالمفتاح في طهران.

وزير خارجيتنا اخرجنا عن صوابنا فيا نيزك ادركنا…

(صوت الجبل)

السابق
بالصورة.. أحد المعتدين على مكتب الشرق الأوسط: بدكم عنوان بيتي؟
التالي
«شبكة جونيه».. عبودية جنسية لسوريات شمال بيروت