عن محمد العبدالله.. شرفة بساهر وحيد

حين يضجر الشاعر، تقترب الحياةُ من موتها، فتلتبس في ألوان الشفق “بعد ظهر نبيذٍ احمر، بعد ظهر خطأ كبير”.
يضجر الشاعر فيسقط من ثقبٍ اتّسع في قصيدته، ويرتطم بقاع الغربة.
يضجر الشاعر من غنائيته، من مزاجه، من ذاتيته، من قدره المسفوك تحت قدمي قصيدة.
من ميتافيزيقيته من واقعيته من هوائيته، من موقفه الوجودي من العالم، يضجر من عبثيته وسخريته، من طواحين ملحمة الهواء و”مصرع دون كيشوت”.
يصير الشاعرُ تغريبةَ حزنٍ و”رسائل وحشة”. يقع في أعشاش الغيم تطارده أفخاخُ الوحدة، ليظلَّ شاعراً “كشرفةٍ بساهرٍ وحيد” يطارد دياليكتيك القصيدة.
يضجر الشاعر فتستدرجه القصيدة حدّ النفاذ الى قيعان الأشياء والكائنات والوجع والسؤال والمآقي.
يضجر فيعبر، الى التخلّي والتجلي فذروة الحياة، يضجر فيموت.

السابق
ما لا يفهمه اللبنانيون.. ما لا يفهمه السعوديون
التالي
الطقس غائم مع إنخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة ليلا مترافقة مع رياح ناشطة