تسويات يمنية وسورية: فرنجية يلوح بالبرلمان وسط تظاهرة دولية

سليمان فرنجية
في ظلّ عودة الجمود لملف الرئاسة مع تمسك الجميع بمواقفهم، فجّر النائب سليمان فرنجية موقفًا جديدًا لوّح فيه بالنزول الى البرلمان، فما خلفيات هذا التصريح؟ وكيف تلقف التيار العوني هذا التحذير؟

ثيبدو أنّ صبر زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية قد نفذ، فبعد أشهر على دعم ترشيحه من قبل رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، وبعد استمرار حزب الله بمقاطعة جلسات الانتخاب وتبني ترشيح النائب ميشال عون، حذّر فرنجية اليوم في تصريح صحفي له أنه «إذا أراد رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون تغيير قواعد اللعبة الديموقراطية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية عبر النزول إلى الشارع، فإنّ كلّ المحرّمات ستَسقُط، وسائر الخيارات ستَحضر، ومنها خيار النزول إلى مجلس النواب في جلسة الانتخاب»، وأضاف أنّه يرفض إلغاءَ نفسه مُلبّياً رغبة عون بالانسحاب، حتى لو طلبَ “الحزب” منه هذا الأمر.

مصادر متابعة وضعت تلويح فرنجية بالنزول إلى البرلمان بتوجيه رسالة إلى عون، أي أنّ «فرنجية يقول لعون إذا أردت الخروج عن الستاتيكو القائم عبر خوض غمار لعبة الشارع، فسيكون ردّي النزول إلى البرلمان وكما يحق لك ديمقراطيًا التظاهر في الشارع فحقي الديمقراطي النزول إلى مجلس النواب».

وأشارت المصادر أنّه «لا بدّ من قراءة اللحظة اللبنانية والاقليمية التي أتى بها تصريح فرنجية، فالتسوية السورية في «جنيف» على طريق النضج، وفي الكويت حوار يمني – يمني، واحتمالات بدء حوار سعودي – إيراني، كما أنّ بري قدّ لوّح أنّ “زمن التسويات” في المنطقة قد بدأ، يصرّ أكثر على انتخاب رئيس في اللحظة الحالية. إضافةً إلى تظاهرة دولية وأممية في بيروت بدأت منذ الأمس، أعلن فيها رئيس البنك الدولي استعداد البنك لتمويل مشاريع بهبات وقروض ميسرة بقيمة 5 مليارات دولار، مقابل تفعيل عمل المؤسسات».

إقرأ أيضاً: هكذا سيهزم سليمان فرنجية ميشال عون في المعركة الرئاسية

لقاء الحريري وفرنجية

تصريح فرنجية اليوم يأتي بعد مراهنات على أنّ حزب الله يستطيع حثّ النائب سليمان فرنجية على سحب ترشيحه لصالح عون، كما يستطيع إقناع الرئيس نبيه بري بانتخاب عون. إلاّ أنّ حزب الله فاجأ حلفاءه قبل خصومه بعدم استخدام «نفوذه» لإنهاء الفراغ الرئاسي. ولكن كيف تقرأ أوساط الثامن من آذار هذا التصريح؟

فادي الأعورعضو تكتل التغيير والاصلاح النائب فادي الأعور رأى في حديث لـ«جنوبية» أنّ «التيار الوطني الحر يعي أنّه سيصل إلى هذه المرحلة في نزول النائب فرنجية إلى البرلمان، ولكن عندما يقرر أن ينزل يعرف فرنجية ايضا أنّه سيكون رئيسا غير ميثاقي إذا انتخب، والتحجج بنزولنا إلى الشارع هو ذريعة، لأنّ فرنجية يبدو محرجًا من الحريري، كذلك يعي فرنجية أنّ حركة الناس في الشارع بإمكانها إعاقة وصوله إلى بعبدا».

وأكّد الأعور أنّ«خيار النزول إلى الشارع هو طرح جدّي، فأن أوان الإنقلاب على الطبقة السياسية الفاسدة قد حان، ومجلس النواب ينتحل صفة الشرعية، لذلك فإن نزولنا الى الشارع هو للمطالبة بانتخابات نيابية وقانون انتخابي يصحح التمثيل».

غسان جوادأمّا الصحافي والمحلل السياسي غسان جواد فقد استبعد في حديث لـ«جنوبية» أن «ينزل سليمان فرنجية إلى مجلس النواب من دون حلفائه، فلا مصلحة لديه في اتخاذ هذا القرار، فهو لا يستطيع مواجهة الطموحات المسيحية بوصول رئيس قوي إلى بعبدا خصوصًا بعد اتفاق القوات – عون، خصوصًا أنّه يعلم أن الرئيس يجب أن يكون مقبولاً بحد أدنى في الشارع المسيحي» ولفت جواد إلى أنّ «قرار النزول الى الشارع من قبل المسيحيين يأتي بعد التوافق بين القوات وتيار الوطني الحر على إسم عون للرئاسة، لذلك فإن وقوف المسلمين سنةّ كانوا أم شيعة في وجه هذا الخيار سيجعل المسيحيين يفكرون جدّيًا بالتقسيم والفدرالية».

كذلك رأى جواد أنّ «غالبية الطبقة السياسية باتت على يقين بأن النظام اللبناني الحالي أو ما يسمى باتفاق “الطائف” لم يعد قادرًا على انتاج رئيس للجمهورية، وبالتالي نحن بحاجة إلى صيغة جديدة، فنحن نعيش اليوم بخلل ميثاقي لم يسمح حتى الآن لجزء كبير من المسيحيين أن يوصلوا ممثلهم القوي الى السلطة».

وختم جواد «في هذه اللحظة الاقليمية علينا أن نحمي ما تبقى من مؤسساتنا الأمنية ونحافظ على الاستقرار لتجنيب لبنان أي حريق، بانتظار نضج التسويات التي تحصل حاليًا، والتي يجب على لبنان أن يستقبلها في ظل استقرار داخلي لإعادة رسم النظام اللبناني».

إقرأ أيضاً: حزب الله واستحالة تحوّله إلى «سلطة»
وبالنتيجة فان اللافت في كل ما جرى ان سليمان فرنجية اعلن ولاول مرة عصيانه على حزب الله وهدد بشق معسكر 8 اذار الممانع، وذلك بعد طول انصياع منه وتأكيد في احلك الظروف انه لا يتصرف بأمر دون مشورة “السيد”.

وفي النهاية لا بدّ من السؤال كيف سيرد حزب الله وهو الذي تعود أن لا يتسامح مع تحدي الخصوم والأعداء، فكيف يتسامح مع الحلفاء؟! وهل سيدفع سليمان فرنجية ثمن موقفه المتمرد؟

السابق
سوريا بخير.. فأسماء ترتدي حذاء كيم كاردشيان
التالي
بالفيديو..طفلة تبكي والدتها عقب تفجير بروكسل