ذكرى «14 شباط» غداً: اعادة احياء أو نعي الثورة؟

في ظلّ استمرار غياب الحلول لأزمة الشغور، تنشَدّ الأنظار إلى "البيال" غداً لترقّب احتفال 14 شباط والمشاركين فيه، بعد الخضّات التي تعرّضَ لها فريق "14 آذار"، وتصدُّع العلاقة بين مكوّناته من جهة، وبعد تبَرّؤ الرئيس سعد الحريري من موقف وزير العدل أشرف ريفي على خلفية قضية الوزير السابق ميشال سماحة. كذلك تترقّب الأوساط المواقفَ التي سيُطلقها الحريري في ذكرى استشهاد والده، خصوصاً أنّها ستكون الإطلالة الأولى له منذ "التسوية الباريسية" وتبَنيّه غير المعلن رسمياً بعد لترشيح رئيس تيار"المردة" النائب سليمان فرنجية، والإطلالة الأولى بعد "مبادرة معراب" وتبنّي رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ترشيحَ رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون.

على بُعد 24 ساعة من الذكرى السنوية الحادية عشرة لـ14 شباط وتحت شعار “الحق معك.. واليوم أكثر تنكبّ السواعد وتتواصل الاستعدادات تحضيراً لإحياء ذكرى شهيد الوطن الرئيس رفيق الحريري غداً في مجمّع البيال في وسط بيروت “.

وتتجه كل الأنظار غداً الى مجمع “البيال” إذ تبدو الذكرى الحادية عشرة مثقلة هذه السنة ليس بآثار معاني الجريمة التي أودت بالرئيس الحريري بما كان عليه من حيثيات استثنائية فحسب وانما أيضاً بالخشية الكبرى على “أبناء الثورة” الاستقلالية الثانية بعدما تنامت الى حدود شديدة الخطورة وغير مسبوقة أخطار تداعي تحالف قوى 14 آذار في ظل أزمة الفراغ الرئاسي المتمادية على أيد داخلية واقليمية معروفة.

ولفتت “النهار” إلى أنه تجري التحضيرات الأخيرة لاحياء الذكرى غداً فيما تعتمل بعمق أزمة ضياع الاستراتيجية السياسية لقوى 14 آذار التي شهدت انفصاماً هو الأخطر قبل أشهر لم يعد جائزاً التستر على تداعياته. ذهب ركن أساسي من هذه القوى فجأة الى تأييد مرشح من الخصوم، فلاقاه بل واجهه فجأة ركن أساسي آخر بترشيح آخر من الخصوم أيضاً والأنكى ان القابض على زمام الأزمة لم يرضه بعد تلقي “الهديتين” تاركاً الكلمة الحاسمة لتوقيته بل لأجندته الاقليمية فيما أهل 14 آذار باتوا يتوزعون محاور متباينة.

اقرأ أيضًا: سعد الحريري: عُد إلى لبنان

وانشغلت الأوساط السياسية أمس، وفق “اللواء”، بمضمون الكلمة التي سيلقيها الرئيس سعد الحريري غداً في “البيال”، نظراً لانعكاساتها المباشرة على الأوضاع اللبنانية من جوانبها كافة.

وفي المعطيات، ان الحريري سيقارب الوضع في لبنان في ضوء ما يجري في سوريا والمنطقة، مشدداً على ان “المستقبل” كان وسيبقى وفياً لمبادئ الرئيس الشهيد، والحفاظ على الاستقرار واكتمال نصاب المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس الجمهورية، وداعماً للمواقف العربية التي تقف على رأسها المملكة العربية السعودية في مواجهة التدخلات الإيرانية المرفوضة في شؤون الدول العربية. وسيؤكد على المبادرة الرئاسية التي طرحها للخروج من مأزق استمرار الشغور الرئاسي، لكن المصادر لم تشأ الكشف عمّا إذا كان سيعلن رسمياً ترشيح النائب سليمان فرنجية أم لا. وسيؤكد أيضاً على التمسك بمبادئ ونهج الرئيس الشهيد، ولا سيما لجهة التمسك باتفاق الطائف والمناصفة والاعتدال والإنماء المتوازن.

اقرأ أيضًا: لولا الحريري.. لابتلعكم حزب الله وداعش

مشاركة وطنية

وعلى صعيد المشاركة السياسية في الاحتفال، أكدت مصادر معنية لـ”اللواء” أن الاتصالات التي جرت أسفرت عن توفير أكبر مشاركة وطنية في هذه المناسبة الكبيرة، تكريساً للوفاق بين اللبنانيين، وتأكيداً على خط الاعتدال الذي يمثله تيّار “المستقبل” وعلى رأسه الرئيس الحريري. وقال مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” العميد المتقاعد وهبه قاطيشا لـ”اللواء” أن وفداً نيابياً وحزبياً من القوات سيشارك في الاحتفال. ورفض مصدر قواتي الإجابة عن سؤال عمّا إذا كان الدكتور سمير جعجع سيشارك شخصياً في الاحتفال.

أما بالنسبة لـ”التيار الوطني الحر”، فكشفت مصادر تكتل “الاصلاح والتغيير” لـ”اللواء” أن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي زار الرابية أمس للبحث في إجراء الانتخابات البلدية في أيار المقبل، تمنى مشاركة التيار في ذكرى 14 شباط. وفي المعلومات، أن هذا الموضوع على جدول اهتمامات التيار، باعتبار أن رئيسه النائب ميشال عون مرشّح للانتخابات الرئاسية، وهو يحرص على أحسن العلاقات مع تيّار “المستقبل”. وأكدت المعلومات، أنه إذا كان ممثل عن التيار شارك في المناسبة في السنة الماضية، فإنه سيشارك هذا العام أيضاً.

السابق
14 شباط محطة على طريق الغزو الفارسي
التالي
الاستحقاق الرئاسي على نار والفرج قريب!