حزب الله يضاعف عدد سراياه في العرقوب: غاب المستقبل… إلعب يا حزب الله (1/3)

حزب الله في العرقوب
من شبعا إلى كفرشوبا وصولاً إلى الهبارية، كفر حمام، الوزاني وحلتا... قرى سنية جنوبية تمركزت عند المثلث اللبناني – الفلسطيني – السوري، بكلّ لعنات التقاء هذه المحاور، أضِف إليها أنّها سنية في محيط شيعي وسط معركة مذهبية تكاد تملأ المنطقة من الخليج إلى المحيط.

هذه القرى العرقوبية التي ناهضت الاحتلال الإسرائيلي والمحتلّ وعملائه، لم يستطع حزب الله، خلال الفترات الزمنية التي تلت تحرير الجنوب، أن يخترقها إلاّ لماماً. لا في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولا خلال مرحلة ازدهار تيار المستقبل بعد العام 2005، ولا في ضوء رعاية الشيخ سعد لها بعد الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفتها بعد حرب تموز 2006.

لكن بعد بدء التعثرات المالية في تيار المستقبل، من العام 2008 وصولا إلى اليوم، تغيّر هذا الواقع.

جولة في العرقوب (2): غضب من حزب الله وداعش والمستقبل…

فالعرقوب جنوب لبنان هي منطقة سنية، رغم أنّ مزارع شبعا، الأرض اللبنانية المحتلّة، يستخدمها حزب الله لربط النزاع بينه وبين إسرائيل والقيام بعمليات تذكيرية بحجة “السعي إلى تحريرها”. آخر هذه العمليات استهدافه جرافة ردّا على اغتيال سمير القنطار، وقد عادت الجرافة إلى العمل بعد أيام، بحسب الجيش الإسرائيلي.

العرقوب

معضلة أخرى واجهها حزب الله أمام خسارته انتخابيا (في 2005 و2009) بالعرقوب، رغم فوز مرشّحيه بأصوات قضاء مرجعيون (3 مقاعد: 2 شيعة وواحد روم أرثوذكس)، التي “تسرق” نواب حاصبيا (مقعدان: سني ودرزي). فهذه المنطقة لا يمكن اتهام أهلها بالعمالة لإسرائيل، كونها “أم المقاومة” وحامية القضية الفلسطينية، نظراً لما قدمته من دعمٍ لحركة المقاومة الفلسطينية. يضاف إلى ذلك أنّ أبو عمار نفسه أمضى بين قراها وجبالها فترة طويلة بين فدائييه والمقاتلين الذين تطوعوا من أبنائها لأجل فلسطين.

إقرأ أيضاً: أهالي العرقوب: حزب الله مقاوم.. ولكن

ومقاومة العرقوب شكلّت تاريخاً مجيداً مستقلاً عن حزب الله، من دعمها القضية الفلسطينية وصولاً إلى صمودها الأبي أمام الغزو الاسرائيلي المتكرر وطيرانه الحربي الذي كان يستهدفها بغاراته، بسبب عناد أبنائها ومقاومتهم، حتى قبل إنشاء حزب الله.

في المرحلة الممتدة بين أيار 2000 و2005 استطاع الحزب اللبناني اختراق التركيبة السنية المهيمنة لهذه القرى، بالخدمات وتجنيد بعض الشبان في مؤسسات تابعة له. لكن اتضح للأهالي في وقت لاحق أنّ من ناصر الحزب من أبنائهم وانضم إليه لقاء راتب شهري إنما هو في الواقع قد تحوّل وأفراد عائلته عن المذهب السني إلى الشيعي، وهذا شكّل ارتداداً لم تشهده قرى العرقوب من قبل. فاليوم يقال إنّ ثلث بلدة كفرشوبا باتوا متشيّعين، أو منتسبين مباشرة إلى حزب الله.

إقرأ أيضاً: أحزاب العرقوب(1/2): هيئة الأبناء الناصرية.. في زمن الأحفاد المذهبيين

ورغم استفادة حزب الله من هذه التركيبة التي فرضها في القرى والبلدات السنية، إلا أنّ المشهد قد تبدّل مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتوّرط النظام السوري في هذه العملية. فقد انتشرت صور الشهيد والأعلام اللبنانية بكثافة في قرى العرقوب التي شارك أهلها في التظاهرات المنددة بالنظام السوري.

وفي حين لم تنجح محاولات الحزب في اختراق التركيبة العرقوبية لا بتشييع البعض في مرحلة ما بعد التحرير في العام 2000، ولا عبر النائب قاسم هاشم، الذي ظلّ عاجزاً أمام الحضور القوى لتيار المستقبل بعد العام 2005… ومع تراجع عدد المنتسبين إليه بعد 7 أيار 2008، الذي أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله “يوماً مجيداً”، وإثر انخراط مقاتلي حزب الله في سوريا وغوصه في دماء شعبها وأهلها، بحث حزب الله عن استراتيجية مختلفة للهيمنة على هذه القرى.. وقد بدأت هذه العملية تنتج أرباحاً صافية، عبر “السرايا.

السابق
عمليات عسكرية (سعودية وقطرية) في سوريا
التالي
جعجع لـ بري: يا دولة الرئيس… انسحبت!