جعجع رشّح عون و«كش ملك» لميشال سماحة وأديب العلم!

14 كانون الثاني 2016، سرّحت المحكمة العسكرية ميشال سماحة مشرّعة نوعاً ما "ديليفيري المتفجرات" كمهنة مقوننة في لبنان.

18 كانون الثاني 2016، في الساحة اللبنانية حدثان رئيسيان، الأوّل: العميل الإسرائيلي أديب العلم حراً طليقاً، وقبل انتهاء محكومية الـ 15 عاماً وطبعاً هذا الحكم جاء برعاية المحكمة العسكرية في لبنان.

اقرأ أيضاً: هذا هو تاريخ ميشال سماحة في الممانعة وأحضان حزب الله

أما الثاني، جعجع رشّح عون ومعراب ممر إلزامي للرئاسة، ليتحوّل الحكيم من مشروع رئيس جمهورية لصانعها!

جعجع وعون
ما بين 14 و 18، “فرط” الإنقسام اللبناني المكرّس منذ حوالي العشر سنوات تحت معادلتين 8 و 14 آذار، وأصبح القضاء العسكري محطّ تساؤل شعبي وسياسي بعد أنّ لامست المحكمة بأحكامها المخففة وقرارات الإفراج، تشريع العمالة إن للنظام السوري أو لإسرائيل.
ميشال سماحة اعترف وأقرّ بالصوت والصورة والأدلة والقرائن، ولكن كلّ هذا لا يكفي بشريعة القانون اللبناني والقضاء المرتهن، فقرار سياسي حوّل سماحة في سياق جلسات الحكم من متهم إلى ضحية غُرّرَ بها، وأدانه بأربع سنوات ونصف “أنهاها مسبقاً” و 150 مليون مبلغ الكفالة.
أديب العلم وهو العميد المتقاعد من الأمن العام ،أقرّ بدوره في كافة مراحل محاكمته بالعمل لحساب استخبارات العدو وتزويدهم بمعلومات من بينها معلومات وإحداثيات لبنى تحتية تعرّضت للتدمير في حرب تموز 2006، كذلك اعترف أيضاً بأنّه ورّط زوجته بالتعامل، و كان يصطحبها معه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث كان يلتقي الإسرائيليين.
ولكن هذا لم يعد يدينه إذ أنّه “ولغاية ما” أديب العلم اصبح اليوم حراً طليقاً وقبل انتهاء محكوميته بتسع سنوات، وبعد أربعة أيام فقط من تخلية سبيل ميشال سماحة، ليظلّ السؤال: هل تمّت مقايضة حرية الأوّل بحرية الثاني؟!

ولكن دعنا من هذا السؤال، ومن التوقف عند موضوع تخلية العملاء وشفافية القضاء، ولا داعي للتفكير في تداعيات الحرية التي منحت لكل من سماحة والأديب ولا في انعكاساتها على هيبة المحاكم اللبنانية.
الأمر الأكثر أهمية اليوم على الساحة الوطنية في لبنان يتخلص بـ “الحكيم رشّح الجنرال”!
حيث أنّه في يوم الإثنين الماضي وعند ما قاربت الساعة السادسة مساءً (أو ربما قبلها بقليل) اتجه اللبنانيون سياسياً وشعبياً نحوَ معراب، وأصبح المشهد الذي شغل جميع فئات الوطن يتلخص بـ : “صعد الحكيم إلى منصته أعلن تبني ترشيح الجنرال، القوات والتيار يداً بيد، قطعوا قالب الحلوى ولم ينسوا كأس المناسبة”.
وهكذا تناسى الجميع (بالسكرة) قصص العملاء وقرارات المحكمة العسكرية، لتخمد بعدها “همروجة سماحة” العنيفة ولتمرّ خجولة حرية أديب العلم.

اقرأ أيضاً: ماذا لو برّئ أحمد الأسير كما «ميشال سماحة»!

ببساطة هكذا هو شعب لبنان، حجر شطرنج على رقعة التطورات السياسية، وإن أرادوا له الصمت يكون الـ”كش ملك” عبارة عن حدث جديد يقولب الأوضاع الراهنة، ولا أبالغ إن قلت أنّ الجو المتجه اليوم إلى معراب سوف يتجه تلقائياً وبسلاسة إلى الضاحية أو حارة حريك، إنّ ترشيحاً مفاجئا أو موقفاً صادماً من أيّ منهما.

السابق
حزب الله يمسك بالخط الساحلي من خلدة إلى حاصبيا بـ4 آلاف عنصر سنّي (1/3)
التالي
الخامنئي يدعو معارضيه إلى الإنتخاب لا الترشّح