اللاجئون السوريون في عرسال ضحية الكيدية وصقيع الشتاء

تجتاح لبنان عاصفة ثلجية من المتوقع أن تستمر حتى نهاية الشهر الحالي، هذه العاصفة التي ينتظرها اللبنانيين من أجل موسم تزلج ناجح، هي نفسها تعتبر نقمة على اللاجئين الذين لا يملكون سوى خيمة بلاستيكية لا تستطيع حمايتهم من البرد القارس والثلوج، وأمّا المعاناة الكبرى هي منع المساعدات من الدخول الى اللاجئين في منطقة وادي حميد!

مع كلّ عاصفة ثلجية يشهدها لبنان تتوجه الأنظار إلى أولئك الذين يقطنون في خيم بلاستيكية، في الجرود وأعالي الجبال التي تغطيها الثلوج وتصل فيها درجات الحرارة إلى أدناها.

ففي تلك الخيم البلاستيكية يعيش مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين هربوا من القصف والدمار والبراميل المتفجرة خوفًا على حياتهم وحياة أبنائهم، إلاّ أنّ ما يعيشونه اليوم في تلك الخيم لا يقّل خطرًا على حياتهم مما هربوا منه، فالبرد والثلج والفقر والقلّة هي الاسلحة الجديدة التي تهدّد حياة الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ اللاجئين.

إقرأ أيضاً:تهيؤوا أيّها اللبنانيون العاصفة «فلاديمير» وصلت!

وخير مثال على معاناة اللاجئين في مخيمات اللجوء في عرسال، هو ان تلك المخيّمات يعيش فيها حوالي 120 ألف نسمة في ظروف قاسية للسنة الرابعة على التوالي دون مغيث أو مخلّص، على الرغم من الدعوات والنداءات لضمائر العالم والمجتمع الدولي الممثلة بالأمم المتحدة إلاّ أنّ كل ما يصل لهؤلاء المنسيين لا يكفيهم ليحموا أنفسهم وأطفالهم من غضب الطبيعة.

فالعواصف التي تعصف بلبنان غطّت الخيم بالثلوج، وبسبب البرد القارس في الجرود وقلّة المساعدات جعل بعض العائلات تستخدم «ثيابهم وثياب اطفالهم كمادة لوقد المدفئة خوفًا على حياتهم خلال العاصفة السابقة» بحسب أحد أبناء المخيمات.

أمّا المساعدات وتوزيع مادة المازوت على الخيم من قبل الجمعيات فهي لم تطل كل المخيماتبحسب المصدر نفسه، فقد «تم توزيع ١٠٠ دولار على كل صاحب خيمة في 14 مخيم تضمّ حوالي 1400 خيمة من قبل جمعية الوفاء، وهناك بعض الجمعيات قامت بتوزيع مادة المازوت على بعض الخيم وهي لن تكفي لأكثر من شهر. ولكن بحسب الجميعات هي غير قادرة على تغطية الكم الهائل من النازحين السوريين في عرسال بسبب عددهم الضخم وشحّ التمويل في الأمم المتحدة».

إقرأ أيضاً: بعد القذائف والبراميل.. البرد يقتل اللاجئين السوريين

وتابع المصدر «كلّ خيمة تحتاج شهرياً ١٠ دولارات فقط أجرة الارض، وكهرباء ما يقارب ٧ دولارات وثمن المياه ١٠ دولارات، والمشكلة انهم لا يمتلكون تلك المبالغ، في حين تقدم الأمم المتحدة ١٣ دولار شهرياً. وإن حاول أي لاجئ البحث عن عمل ودخول الأراضي اللبنانية، أحيانًا كثيرة يتم إلقاء القبض عليه بتهمة الإرهاب، أو يستمر بالبحث عن عمل دون جدوى».

أمّا في المقلب الآخر في مخيم وادي حميّد الذي يقع في الجرود، المعاناة فيه مختلفة عن مخيمات عرسال، ففي وادي حميّد المساعدات ممنوعة من الدخول، فبحسب مدير مؤسسة لايف الحقوقية المحامي نبيل الحلبي فإنّ «الجيش اللبناني يمنع دخول المساعدات ويمنع مرور أي شخص من وإلى عرسال إن من جهة أهالي عرسال الذين يملكون مقالع في الجرود، أو من جهة اللاجئين حتّى النساء والأطفال».

إقرأ ايضاً: التدفئة للتلامذة اللبنانيين.. والبرد للسوريين

وأكدّ الحلبي أنّ المساعدات دخلت إلى مخيم وادي حميّد أثناء عملية التباديل التي تمّت بين جبهة النصرة من جهة والدولة اللبنانية من جهة أخرى، ووضع الحلبي هذا التصرف برسم قيادة الجيش ووصف ما يحدث «بالكيدية السياسية والطائفية التي تسيطر على البعض من الضباط والعناصر غير المنضبطين في عرسال».

إقرأ أيضاً: من بعد فلاديمير و أورسولا… رحبّوا معنا بـ «تل عمارة»!

المحامي نبيل الحلبي
المحامي نبيل الحلبي

إذًا حوالي 120 ألف لاجئ يعانون من شحّ المساعدات وفقدان وسائل التدفئة في المناطق الجردية في عرسال، وحوالي 15 ألف لاجئ في وادي حميّد يواجهون خطر الموت بسبب منع المساعدات من الدخول إلى خيمهم وعدم السماح لهم بالدخول إلى عرسال للحصول عليها.

ألا يكفي الهاربين من الموت قسوة الظروف والقدر الظالم الذي يواجههم كي يتمّ مواجهتهم بلقمة عيشهم ومنعهم من التدفئة في موسم الأمطار والبرد؟!

السابق
علي حسن خليل يؤكد: لا عقوبات أميركية على لبنان… وهذا ما قاله عن مرشح «حركة أمل»!
التالي
مقدمات نشرات الاخبار التلفزيونية المسائية ليوم الثلاثاء 16-1-2016