هل يجدّد حزب الله علاقته بقطر ويحرّر مخطوفيها في العراق؟‎

القطريين المخطوفين
صيادون قطريون وعرب يقعون في فخ عصابة أو منظمة إرهابية في العراق، ما هي المطالب السرّية التي طلبها الخاطفون؟ ومن هو الوسيط؟ وهل صحيح ما يتردّد من معلومات أن حزب الله تدخل في وساطة لاطلاق سراحهم، كما فعلت قطر التي تدخّلت وسيطة بين لبنان وجبهة النصرة السورية في صفقة تبادل العسكريين التي جرت الشهر الماضي؟

لا تزال مجموعات مسلحة عراقية، قيل انها “كتائب حزب الله في العراق” تحتجز تسعة صيادين قطريين بينهم الأمير جاسم فهد آل ثاني هو من أمراء العائلة الحاكمة، منذ 16 كانون الأول. وكانت هذه المجموعة المسلحة قد اختطفت 32 صيادا عربيا مطالبة السعودية بالإفراج عن الشيخ نمر النمر كشرط للإفراج عن هؤلاء الصيادين.

إقرأ أيضاً: خطاب نصرالله أربك جمهوره الغاضب من اغتيال «القنطار»

هذه الحادثة كانت قد وقعت بمنطقة “ليا” التي تبعد نحو 30 كم جنوب شرقي ناحية بصية في بادية محافظة المثنى المحاذية للمملكة السعودية، حيث أقدمت عناصر مجهولة على اختطاف هؤلاء الصياديين، واتجهت بهم إلى جهة غير معلومة حتى اليوم.

ونقلت وسائل إعلام عراقية ان “قطر تتفاوض حاليّا مع إيران من أجل اطلاق سراح المختطفين بوساطة لبنانية”. وتردد ان هذه الشخصية هي الشيخ محمد كوثراني مسؤول الملف العراقي في حزب الله.
ولكن رغم إطلاق عدد من أفراد بعثة الصيد الـ32 الذين تم خطفهم في العراق في 16 ديسمبر/كانون الأول، لم يرشح شيء لا عن هوية الخاطفين ولا عن مطالبهم، استمرت عملية خطف الباقين وهم أفراد من الأسرة الحاكمة القطرية.

وذكرت معلومات ان العدد الحقيقي للمختَطفين كان في البداية 39، بينهم 26 قطريا، و13 آخرين من مساعدين وعمال من جنسيات آسيوية، وأن تسعة فقط من المساعدين أطلق سراحهم.

إقرأ أيضاً:#فلسطين_عربية… ردًا على مصادرتها في خطاب نصر الله أمس
هؤلاء الصيادون القطريون اختطفوا في صحراء محافظة السماوة، وتحركوا في مناطق صحراوية شاسعة ولم يلتزموا بتعليمات وزارة الداخلية العراقية بعدم تجاوز المناطق المؤمنة. علما ان هؤلاء الصيادين دخلوا بسياراتهم الى العراق من محافظة المثنى، مرورا بالناصرية إلى صحراء النجف، وهم يدخلون الأراضي العراقية كل عام في شهر كانون الأول/ديسمبر لمدة 30 يوما بغرض الصيد.

وقد نقلت وسائل التواصل الاجتماعي ان ميليشيا تطلق على نفسها “كتائب ثورة العشرين”، هي من اختطفت الصيادين القطريين في بادية النجف. ونُقل عن هذه الكتائب ايضا ان “العراق قاتل الإرهاب نيابة عن العالم، وحان الوقت على القطريين أن يدفعوا مثلما أخذوا من العراق”.

كما تناقلت وسائل إعلام عربية ان مفاوضات ستبدأ بين قطر وإيران بوساطة عراقية ـ لبنانية بخصوص ملفات عدة منها قضية الصيادين القطريين المختطفين في العراق. وان الخاطفين “سيطلبون من قطر انتهاج سياسة جديدة تجاه العراق، وان تتوقف عن عقد المؤتمرات للشخصيات المعارضة للنظام الحالي في العراق، وان تُسهم قطر ماليّاً لدعم العراق في أزمته الحالية”.

وكان الخاطفون قد أفرجوا عن كويتي، وستة قطريين وسعوديين، وعدد من المرافقين العرب والإيرانيين والآسيويين، وأبقوا على الشيوخ القطريين التسعة قيد الخطف، من دون ان يُعلنوا عن أيّة مطالب او يعرّفوا عن الجهة التي تقف وراء عملية الخطف.

إقرأ أيضاً:نصرالله خيّب الآمال بخطاب باهت عن «القنطار»…

اما التسعة المخطوفون من أفراد الأسرة الحاكمة في قطر، هم كل من: الشيخ خالد بن أحمد محمد آل ثاني، الشيخ نايف بن عيد محمد آل ثاني، الشيخ عبد الرحمن بن جاسم عبدالعزيز جاسم آل ثاني، الشيخ جاسم بن فهد محمد ثاني آل ثاني، الشيخ خالد بن جاسم فهد محمد آل ثاني، الشيخ محمد بن خالد أحمد محمد آل ثاني، الشيخ فهد بن عيد محمد ثاني آل ثاني، الشيخ عبد العزيز بن محمد بن أحمد آل ثاني والشيخ جبر بن أحمد آل ثاني.

وكشفت مصادر لجريدة الشرق الاوسط السعودية، أن الخاطفين المسلحين تابعين لكتائب أبو الفضل العباس، أحد فصائل “الحشد الشعبي”. وأن “هناك مفاوضات سرّية تجري مع الخاطفين عن طريق وسطاء”، وأن الجهة التي تتولى عملية التفاوض هي منظمة “بدر”، التي يتزعمها هادي العامري، أحد أبرز قيادات مليشيات “الحشد الشعبي”. وأن وسطاء التفاوض ينسقون مع القطريين وأطراف خليجية أخرى، بعدما اتسعت مطالب الخاطفين لتشمل الإفراج عن بعض الإرهابيين المطلوبين دولياً.

إقرأ أيضاً: أحمد اسماعيل يروي سمير القنطار(1): الأسير المنسي

والسؤال كيف وصل ملف التفاوض ليد حزب الله؟ وهل من علاقة ما تربط الخاطفين بحزب الله؟ وهل ثمة مطالب خاصة بالحزب يحاول ان يحققها عبر الساحة العراقية؟وهل صحيح ما يتردّد من معلومات أن حزب الله تدخل في وساطة لاطلاق سراحهم، كما فعلت قطر التي تدخّلت وسيطة بين لبنان وجبهة النصرة السورية في صفقة تبادل العسكريين التي جرت الشهر الماضي؟

السابق
منقّبة «نطحت» شرطيّة بلجيكية… وهذا كان عقابها!‏
التالي
حلب ما زالت تستنزف حزب الله وجديدها نعي عنصرين