نداء كاذب للثورة

الثورة السورية
منذ بداية 2011 يدفع سكان الشرق الأوسط أثمانًا باهظة بسبب وقوفهم بوجه أنظمتهم الديكتاتورية، أمّا المجتمع الدولي وعلى الرغم من التقارير التي أصدرتها منظمة العفو الدولية حول انتهاكات حقوق الاسان، إلاّ أنّ كل النداءات بقيت حبرًا على ورق.

بقي العالم بأكمله لفترة طويلة يدعو الشعب السوري والعراقي والبحريني والليبي والتونسي الى الانتفاضة بوجه أنظمتهم، لقد خرجت الكثير من التقارير التي تفشي أسرار المعاملة اللاإنسانية التي كان يتلقاها المسجونين داخل سجون هذه الانظمة، والقمع المتزايد بحق الناشطين المدنيين وخرق مواثيق حقوق الإنسان وانتهاك حرية التعبير. الغرب واعلامه هو من أصرّ على الشعوب الموجودة في سوريا والعراق وتونس وليبيا والبحرين للدفع نحو الثورة كي تنال حريتها، ولكن عندما بدأت الثورات تركت الشعوب لمصيرها.

اقرأ أيضاً: قراءة في ما آل اليه الربيع العربي (1)

من الصعب تطويع تاريخ الحروب كي يصير رواية صالحة للأطفال، ويستحيل على أحد دفع طفل للنوم وهو يقص عليه روايات الأبنية المدمرة والأراضي المحروقة. بهذا الشكل كانت تتعامل حكومات الغرب مع الشرق الأوسط، ظنوا أننا أطفال. كان علينا في تسعينات القرن المنصرم أن نستجيب لنداءات أميركا مثلما فعل الشعب العراقي. لقد صدق العراقيون الإذاعة الأميركية “صوت العراق الحر” وهي تعلن لهم وجوب القيام بثورة ضد نظام صدام حسين، وبعد وفترة وجيزة أعلن رئيس وزراء بريطانيا جون ميغور أنهم وأميركا لم يطلبوا من الشعب العراقي أن يثور بوجه “ديكتاتور دجلة والفرات”.

الثورة السورية

من المؤكد أن الغرب إلتفت كعادته الى هذه التقارير، لأنهم يبغضون إنتهاك حقوق الإنسان مع العلم أنهم لزموا الصمت حيال تقرير منظمة العفو الدولية الصادر عام 2014 والمتعلقة بالوضع الإنساني والحقوقي في البحرين والذي أتى تحت عنوان “وراء العباءات الجوفاء: لا تزال انتهاكات حقوق الانسان مستمرة في البحرين بلا هوادة” وأيضاً اعاروا أُذنا صماء لتقارير أخرى تتعلق بمصر.

لقد قال رئيس المخابرات الاميركية السابق مايكل فلين أن اميركا ستدفع ثمنا باهظا مقابل قرارها اسقاط كل من صدام حسين والقذافي.

اقرأ أيضاً: هل الربيع العربي ثورة؟

أشك بأن اميركا ستدفع الثمن الباهظ، بل ساكنوا الشرق الاوسطهم من يدفعونه.

السابق
منى أبو حمزة.. بعين مشاهير Celebrity Duets ‏
التالي
فيديو يسخر من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند..