كي لا يكون الشيعة أسوأ من داعش!

محمد علي الحاج العاملي
هل تتحمل مسؤولية الاجرام كاملاً تلك العصابة التي يطلق عليها إسم "داعش" دون غيرها؟ أم إنّ للبيئة التي أدّت لنشوء هذا التيار وترعرعه في أحضانها خلال المرحلة الجنينية مسؤولية أيضاً؟!

مما لا شكّ فيه أنه تلاقحت جملة معطيات وأدّت لإنتاج مولودٍ أطلق عليه إسم “داعش” … و لا يخفى على أي مدقق أنّ معظم أخصام داعش أسوأ من داعش، لأن كثيرين يتحدثون صبح مساء عن مساوئ داعش وضرورة القضاء على هذا التيار، وفي نفس الوقت يصب حراكهم وعملهم في خانة تقوية هذا التيار، وإيجاد المبررات لاستمراره وبقائه على قيد الحياة فاعلاً و مؤثراً!

– داعش : تستمد القوة من كل ساستنا الذين يحتكرون المناصب السياسية، ويستثمرونها في مآربهم الخاصة.

– داعش : تنمو في المناطق التي يوجد فيها أنظمة دكتاتورية، فطبيعة الاستبداد تنتج ظواهر كداعش.

– داعش : تتضاعف شرعيتها مع زج الدين بالدولة، وتالياً فتصبح طرفاً من الاطراف التي تنادي بالحكم باسم الله.

– داعش : تتصاعد مع كل تدخل خارجي في منطقتنا، ومع كل عمالة من أبناء وطننا مع القوى الخارجية.

– داعش : آخذة باتساع رقعة انتشارها مع ازدياد السطحيين والمتخلفين من رجال الدين في أمتنا الاسلامية.

 الحرب الحقيقية على داعش

لا أتصور أن مدمرات الغرب وسلاح العرب قادران على القضاء على داعش، داعش لا تموت بصاروخ، و لا بأسلحة مادية، لأن داعش تيار ديني، ينطلق من مفاهيم ومعتقدات، لذا تكون الحرب عليه من نوع آخر.
و من الاشكال التي يتم القضاء بها على داعش:

1 – اعتماد الأنظمة المدنية:
تطالب داعش بإعادة الخلافة الاسلامية وعليه فالحرب عليها تبدأ من السعي لتأسيس أنظمة مدنية، تفصل بين الدين و الدولة، وتحافظ على الدين في إطاره الطبيعي كونه علاقة شخصية مع الخالق … وهذا ردّ عملي على الفكر الإجرامي الداعشي الساعي للمتاجرة باسم الدين و الله.

اقرأ ايضًا: شمّاعة داعش التي يعلق عليها حزب الله معاركه الحقيقية

2 – التجديد الفقهي:
كما أنّ المساعي الحميدة في مجال التجديد الفقهي والديني هي أبلغ رد على ذلك التيار الذي يسمم عقول المؤمنين بنصوص تعود لأكثر من 1400 عاماً، وتصلح لذلك الزمان والمكان … فالتيار الداعشي ينمو في ظل انتشار الثقافة الدينية التقليدية التي تقف عند حرفية النصوص.

3 – إلغاء الدكتاتوريات:
إن الانظمة الدكتاتورية المنتشرة في بلاد العرب هي إحدى المسببات لولادة داعش، وعليه فإنّ القضاء على هذه الأنظمة يمثل حرباً مباشرة وفاعلة على الارهاب الآخذ بالانتشار والتوسع.

وأخيراً ليت كل منا يقوم بواجباته للقضاء على التخلف والجهل المنتشر في بلادنا، ولمحاربة الاحتكار والتسلط المعمول بهما في أنظمتنا وأحزابنا، ولعصرنة الدين ومحاولة فهمه بطريقة واعية وموضوعية … وحينها نكون نخوض حرباً حقيقية على داعش وأضرابها، وعندها لن نكون أسوأ من داعش!

 

السابق
ميليشيات الحراك المدني
التالي
الإنتفاضة الثالثة: العرب غائبون عن السمع